دعا مثقفون لبنانيون إلى laquo;وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورتهraquo; في ساحة الشهداء في بيروت مساء الاثنين يضيئون فيها الشموع ويعلنون خلالها عن شجبهم لما يمارس ضد السوريين من عنف، رغم المخاوف من احتمال وقوع اشكالات مع جهات موالية لنظام الاسد في لبنان.

مثقفون لبنانيون يقفون وقفة تضامن مع الشعب السوري

بيروت: أعلن مثقفون لبنانيون من مختلف الفئات والخلفيات عن شجبهم العنف الذي يُمارس ضد الشعب السوري في بيان تولى كتابته الروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني الياس خوري، ودعوا فيه إلىquot;وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورتهquot; في ساحة الشهداء في وسط بيروت مساء الاثنين.

جاء فينص البيان أنه quot;منذ خمسة اشهر والنظام الاستبدادي السوري يصمّ اذنيه عن المطالب المشروعة للشعب السوري. ما يريده السوريون لأنفسهم هو الكرامة الانسانية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وإنهاء كابوس ديكتاتورية الجمهورية الوراثيةquot;.

وأضاف البيان: quot;نحن الموقعين على هذا البيان نعلن شجبنا العنف الذي يمارس ضد الشعب السوري في ثورته السلمية الديموقراطية، وندعو المواطنين اللبنانيين الى وقفة تضامنية في تمامالتاسعة من مساء الاثنين 8 آب/أغسطس امام تمثال الشهداء، نضيء فيها الشموع، ونرسل من خلال شهداء 6 أيار اللبنانيين والسوريين رسالة تضامن الى الشعب السوري الشجاع والنبيلquot;.

وقع البيانكل من: الياس خوري، واميل منعم، وبيار ابي صعب، وجاد تابت، وحازم صاغية، وحبيب صادق، وحسام عيتاني، وحسن داوود، وحنان الحاج علي، ودلال البزري، وروجيه عساف، وزياد ماجد، وسماح ادريس، وسهى بشارة، وشوقي بزيع، وصقر ابو فخر، وعباس بيضون، وعقل العويط، وفواز طرابلسي، وكريم مروة، ومارسيل خليفة، وماهر جرار، إضافة إلى محمود سويد، ويوسف بزي.

ساحة الشهداء quot;رمز توق الشعبين إلى الاستقلال والحريةquot;

خلف اختيار ساحة quot;شهداء 6 أيارquot; مكاناً للحدث سبب، أوضح الموقّعون انه يعود إلى كونها quot;رمز توق الشعبين اللبناني والسوري إلى الاستقلال والتحرر. ففي مطلع القرن، قام العثمانيون بإعدام الاستقلاليين اللبنانيين والسوريين في اليوم نفسه في ساحة الشهداء في بيروت، وساحة المرجة في دمشق. وذلك يشكل دلالة رمزية لاختيار المكانquot;.

الكاتب والمحلل السياسي حازم صاغية
الصحافي والكاتب اللبناني حسام عيتاني
الشاعر والصحافي اللبناني يوسف بزي
الروائي الشاعر حسن داوود

وصرّح الكاتب والصحافي والمحلل السياسي حازم صاغية لـ quot;إيلافquot; ان النزول الى ساحة الشهداء ليس لرفع شعارات سياسية، بل للتضامن مع انتفاضة الشعب السوري، ولكن لا مهرب من اظهار مشاعر ازاء سياسة الحكومة اللبنانية التي نأت بنفسها أخيراً في البيان الرئاسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، ووصف تلك السياسة بالهوجاء والجبانةquot;.

وقال الشاعر والصحافي اللبناني يوسف بزي لـquot;إيلافquot;، إنه أطلقت المبادرة استكمالاً لتحركات الشباب اللبناني وتضامناً مع الشعب السوري، الذي هو تضامن مع الذات قبل الآخرين، ورداً على محاولات قمع اللبنانيين من التعبير عن هذا التضامن، كان القرار بإلاصرار على مزيد من الاعتصامات.

خصوصية لبنان تجاه الموضوع السوري

وحول ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن quot;خصوصية لبنان تجاه الموضوع السوري وحساسية موقفهquot;، اعتبر صاغية أنه ما عاد احد يعرف معنى خصوصية لبنان. وأوضح في هذا السياق: quot;في الماضي كان الحديث عن خصوصية لبنان بوصفها دعمًا لكل ما فيه مطلب حرية وتقدم وديمقراطية. ولكن يبدو ان هناك تعريفاً جديداً لكلمة خصوصية الآنquot;.

من جهته، قال الصحافي والكاتب اللبناني حسام عيتاني لـquot;إيلافquot;: quot;نعم هناك خصوصية للبنان في هذا الموضوع، لكننا سنرد ببساطة أننا والشعب السوري سنتابع حياتنا في ظل هذا النظام وفي ظل غيره. ونعتقد أن التغيير قد بدأ في سوريا. ومن المستحيل ان نؤيد عمليات القتل العمياء للمواطنين السوريين. ومن خصوصية لبنان أنه يعدي من قيم الديمقراطية فيهquot;.

واعتبر بزي أن لكل ثورة ظروفها المختلفة ووسائلها وطرائق ابتداع يومياتها. وقال: quot;إنني أجزم أن ما يجري في سوريا هو الثورة التي طال انتظارها من أجل التخلص من وطأة الديكتاتورية والحكم الشمولي والقمع اليوميquot;.

ستضاء الشموع رغم المخاوف من تعكير أمن التجمّع

من جانب الاجراءات الامنية التي سترافق الوقفة التضامنية والتخوف من مواجهات مع موالين للحكم في سوريا، قال الموقعون إنه من البديهي أن يعبّر المشاركون عن موقفهم وحقهم في الاعتصام، كما من البديهي ومن واجب الدولة حماية التحرك. فيما قال بزي إنه لا يتخوف من محاولات لتعكير الأمن.

وعبّر الروائي والكاتب حسن داوود أن هذه المبادرة تأتي بعدما اصبح الوضع في سوريا صعباً لا يحتمل،خاصة بعد ارتفاع اعداد القتلى، والمعتقلين، والمفقودين. وتضامنه هو موقف شخصي وإنساني وحضاري. وأضاف أنه لكل إنسان الحق في التظاهر والتعبير. واعتبر أنه سيكون مؤسفاً اذا ظهر في مقابل تظاهرة سلمية، أناس عصبيين.

لم يستبعد صاغية احتمال وقوع مواجهة مع جهات موالية لنظام الاسد،خصوصًا بعد تجارب عدةلاضاءة شموع قمعت بشراسة، لذلك من الطبيعي ان يكون هناك بعض المخاوف.

يوضحعيتاني quot;أن التجارب السابقة تقول إن وقوع تهجمات من قبل موالين للحكم في سوريا قد يخوّف قسمًا من الناس من المشاركة، لكننا مصرّون على هذا التحرك لنقول ان الشعب اللبناني ينظر بقلق شديد الى استمرار القتل غير المبرر والعشوائي للمتظاهرين السلميين في سورياquot;.

وكتب بزي على صفحة الدعوة على فايسبوك: quot;ممنوع الخوف من النزول إلى ساحة الشهداء يوم الإثنين التاسعة مساء.. ممنوع التردد أمام شجاعة الشعب السوري... ممنوع منعنا من التجمعquot;. كما وجّه رسالة إلى المشاركين والمدعووين مفادها ألا يهابوا quot;الشبيحةquot; الموالين لنظام الاسد في لبنان.

وحول احتمال محاكمة الرئيس السوري بتهمة قتل المتظاهرين على غرار محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، لم يستبعد صاغية، ان يرفع الناس دعاوى في هذا الاتجاه، خصوصاً وان عدد القتلى تجاوز الـ 2000.

واعتبر عيتاني أن quot;هذا الأمر يقرره الشعب السوري ولا علاقة لنا به. ونحن فقط نتضامن مع المتظاهرين السلميين والطبيعة السلمية للاعتراض في سورياquot;.

وقال بزي: quot;أتمنى، من أجل تحقيق أهداف الثورة بالعدالة، أن نشهد محاكمات عادلة وشفافة، ليس فقط للرموز والشخصيات، بل محاكمة النظام وتاريخه وممارساته. ويجب أن يجري المجتمع مصارحة تاريخية ومصالحة وطنية وفهم أفضل للتاريخ وتهيؤ للمستقبلquot;.