إمرأة تحمل العلم السوري خلال تظاهرة مؤيدة للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام |
طالب الكاتب السوري المعارض رياض معسعس المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط على النظام السوري، مشيداً في الوقت نفسه بتحركات الدبلوماسية الفرنسية لكشف ما وصفه بـ laquo;المجازرraquo; التي يتعرض لها الشعب.
باريس: يعود الفضل إلى باريس في دمج دمشق في المجموعة الدولية بعد أن ظلت على هامشها في عزلة باردة لسنوات جرّاء وضعها من طرف المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، في عهد جورج بوش، ومعها جميع القوى الغربية، ضمن ما ظل يعرف بـ quot;محور الشرquot;.
وقاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزيمصاحبة دمشق نحو quot;التطبيعquot; مع القوى العظمى، وكانت له الجرأة في استضافة بشار الأسد، الأمر الذييعني الكثير بالنسبة إلى الفرنسيين لجهة الحديث عنالحرية، بالأخص بعدما أدار ظهره لكل انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية.
باريس انخرطت في عملية من هذا النوع بناء على رؤية معينة في كسب حليف مهم في المنطقة لتسوية جزء مهم من الملف اللبناني ولمحاولة عزل النظام الإيراني، أو على الأقل استثمار علاقات دبلوماسية من هذا القبيل في توظيف دمشق كعرّاب بين الغرب وإيران.
ولا يخفي بعض المراقبين، اليوم، أن باريس فقدت حليفا مهما في فهم تداخلات الملف اللبناني وترتيبه بشكل يحافظ على استقراره خدمة لمصالحها هناك، إن كانت تعي أنه، ليس من السهل، في ظروف اقتصادية صعبة، التفريط في حليف اقتصادي مهم في المنطقة، إلا أن رياح الربيع العربي أقوى من كل ذلك بكثير.
الدرس التونسي
الدرس التونسي حرّض فرنسا على أن تراهن على طموحات الشعوب العربية أكثر منها على الأنظمة، وانحازت مبكراً إلى الحراك السياسي في كل من ليبيا وسوريا، لأن كل المؤشرات الحالية تفيد أنه يبقى الخيار الوحيد في كسب رهانات المستقبل.
وكان لا بد من رحيل رئيسة الدبلوماسية السابقة ميشيل أليو ماري والإتيان برجل من قامة آلان جوبيه لقيادة مرحلة دبلوماسية أخرى، يمكن القول إنها شكلت القطيعة في تعاطي باريس مع الانتفاضات الشعبية في العالم العربي.
تجسدت هذه القطيعة في الفعل بتزعم فرنسا لهجمات الحلف الأطلسي على نظام القذافي، أو في القول من خلال تصريحات جوبيه التي لا تهادن هذا النوع من الأنظمة، واكتست نبرة تغيب فيها في الكثير من الأحيان المجاملات الدبلوماسية المعهودة.
وبدت باريس بدبلوماسية أكثر فاعلية تجاوبا مع الشارع العربي، تحرك على إيقاعها من يمثلها في الدول المعنية كما حدث مع سفيرها في دمشق، الذي حاول النظام السوري التضييق على تحركاته، زيادة على كونها لا تتوانى عن توجيه الرسائل لحلفائها للمرور إلى سرعة أكثر من سابقتها في اتخاد القرارات.
عندما قال آلان جوبيه في تصريح له، إن quot;عملية الإصلاح في سوريا ميتة، و نعتقد أن بشار الأسد فقد شرعيته في حكم البلادquot; فهو يدرك تعنت النظام السوري في أن يقوم بإصلاحات حقيقية، وفي الوقت نفسه يوجه رسالتين الأولى للشعب السوري على أن التغيير قادم، برفقتهم، والثانية تحفيز المجتمع الدولي لأن يزن أكثر في إنهاء عمر نظام الأسد.
معسعس: دعونا إلى طرد السفيرة السورية
وفسر الكاتب السوري رياض معسعس تحركات السفير الفرنسي في دمشق بكونها كانت رسالة واضحة من باريس على أنه لا يمكن لها أن تسكت عما يحصل للشعب السوري في حماة وغيرها، شاكرا ما اعتبره quot;الموقف المشرفquot; لرئيس دبلوماسيتها آلان جوبيه.
و أشار معسعس، في حديث لـ quot;إيلافquot;، إلى أن المعارضة السورية في باريس تحركت على خلفية ما حصل للسفير الفرنسي في دمشق لتحرير عريضة تدعو فيها الحكومة الفرنسية إلى طرد السفيرة السورية من على التراب الفرنسي.
وأشاد المعارض السوري بالدور الفرنسي في سوريا، خصوصا وأن باريس، قادرة على اتخاد مبادرات لفائدة الشعب السوري سواء بشكل منفرد أو في إطار الاتحاد الأوروبي كما حدث أخيرا، حيث دعا نظام الأسد إلى احترام حقوق الإنسان.
ولا يعتقد معسعس أن باريس مستعدة اليوم لقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، موضحا أن quot;فرنسا ستبقي على شعرة معاوية مع دمشق، لأنه تربطهما علاقات اقتصادية قوية، كما أن أفراد من عائلة الأسد لهم أرصدة مهمة في المصارف الفرنسية، إضافة إلى وجود جالية سورية في فرنسا فاعلة ممثلة في أطر تعمل في العديد من القطاعاتquot;.
وناشد الكاتب السوري المجتمع الدولي أن quot;يزيد من تضييقه على نظام الأسد إلى أقصى حد ممكنquot; معبراً عن عدم تأييده كما هو شأن المعارضة السورية في باريس لأي quot;تدخل عسكري أجنبي على غرار ما وقع في ليبياquot;.
و في المنحى نفسه، دعا رياض معسعس القوى العظمى quot;أن تقف وقفة الرجل الواحد في وجه نظام الأسد، لسحب كل أشكال الدعم المقدم له، و لبناء سوريا أخرىquot;، بحسب تعبيره، سوريا الديمقراطية وحقوق الإنسان.
التعليقات