جنيف: أكد المعارض السوري هيثم المالح أن quot;توحيد المعارضة السورية بات وشيكاً وجاري العمل عليه حالياًquot;، مشيراً في الوقت عينه الى ان تعدد اطياف المعارضة السورية quot;امر طبيعيquot;، في وقت أشار ناشطون إلى إنشقاق 25 جندياً عن الجيش السوري في مناطق ريف درعا.

هذا وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل ستة عشر شخصاً برصاص الأمن السوري في مناطق عدة اليوم.

إلى ذلك، قال المالح اليوم على هامش مشاركته في اعمال الدورة الحالية لمجلس حقوق الانسان ممثلاً لمنظمات غير حكومية quot;لا يجب إغفال أن سوريا تعيش منذ خمسين عامًا تحت الاستبداد والقهر، ما ادى الى حالة من التصحر السياسيquot;.

وأوضح انه quot;عندما اتيحت الفرصة للتعبير عن الرأي ومحاولة ممارسة السياسة خرج الناس كمن يخرجون من قمقم باحثين عن حلول، وهذا أمر طبيعي في بلد كسورياquot;.

واكد ان quot;المعارضة السورية قطعت شوطًا كبيرًا، وأن هناك إجماعًا على اسقاط النظام، والتحول نحو دولة تعددية ديمقراطية. اما الخلافات الجانبية فسوف يتم نقاشها في ما بعدquot;.

وأعرب المالح عن الثقة بأن quot;يفوّت الشعب السوري على النظام الفرصة للزجّ به في آتون حرب اهليةquot;، مبينًا أن quot;السوريون يعون تمامًا هذا الفخ، لذا استبعدوا الطائفية وحرصوا على عدم تسليح الاحتجاجاتquot;.

واستدل على ذلك بما تمخض عنه مؤتمر في القاهرة، والذي ذكر انه quot;التأمت فيه اطياف من المعارضة السورية التي جرمت الطائفية، وصدرت منه قرارات مهمة للغايةquot;، مشيرًا الى ان الشعب السوري quot;يدرك ان تماسكه يمثل ضربة قاسمة للنظامquot;.

كما شكك المالح في قدرة النظام السوري على النجاح في اثارة قلاقل في دول الجوار لتشتيت الجهود وتحويل الانظار عنه quot;لانه اصبح نظامًا ضعيفًا، وليست لديه القوة التي تمكنه من لعب هذا الدور لدى هذه الدولquot;.

من جهة اخرى، اعرب المعارض السوري عن قناعته بأن طهران quot;باتت تدرك ان نظام الاسد على وشك السقوط، لذا بدأت الاتصال ببعض اطياف المعارضة في الخارج، وعلى سبيل المثال في باريس، اذ تحاول أن تجد لها موطأ قدم في سوريا ما بعد الاسدquot;.

في ما يتعلق بروسيا وموقفها إزاء سوريا، حذر المالح من ان استمرار موسكو في سياستها الداعمة للنظام السوري quot;سوف يؤدي الى ضياع فرص كبيرة منها، ليس فقط في سوريا ما بعد الاسد، بل في الشرق الاوسط بكاملهquot;.

وعزا المعارض السوري هذا الموقف الروسي الى quot;عدم كفاية الوعي والفهم السياسي لدى روسيا، وهو ما تمثل في موقفها من نظام الزعيم الليبي معمّر القذافي فأضاعت السوق الليبية من يدهاquot;.

واستطرد قائلا quot;ليس خافيًا على أحد ان لروسيا قاعدتين واحدة في مدينة (اللاذقية) والأخرى في (طرطوس)، لكنهما قاعدتان صغيرتان لن تمنعا النظام من السقوطquot; مضيفًا انه quot;من المؤكد ان الشعب السوري سوف يغير علاقاته تمامًا مع روسيا بعد التخلص من نظام الاسدquot;.

في الوقت نفسه، اكد المالح رفض المعارضة السورية لتدخل عسكري، واستطرد قائلاً quot;لكننا نقبل تدخلاً من نوع آخر، مثل ايجاد اماكن آمنة للشعب السوري او مناطق عازلة للجوء اليها، وهذا من اختصاص مجلس الامن والامم المتحدةquot;.

واوضح ان quot;الشعب السوري جزء من الأسرة الدولية التي يتعين عليها حماية هذا الشعب، وذلك لا يعني الموافقة على تدخل عسكري مثلما حدث في ليبيا، اذ لا نوافق على ان تدمّر سوريا مثلما حدث في ليبياquot;.

ورأى المعارض السوري ان quot;تعامل مجلس حقوق الانسان مع الملف السوري اختلف عن مثيله الليبي، وذلك لكون قرار جامعة الدول العربية كان الاساس في إحالة الملف الليبي الى مجلس الامن الدولي، على عكس ما حدث في سوريا، اذ لم تتخذ الجامعة العربية مثل هذا الموقفquot;.

كما أشار أيضًا إلى وجود quot;فارق جوهري مهم بين البلدين يكمن في ان الوضع في ليبيا يختلف عما هو عليه في سوريا المعروف عنها تعدد انتمائها العرقي والديني والثقافي، ومن ثم فطبيعة التعامل مع هذا النسيج تختلفquot;.