فيما تسعى الدول الغربية إلى تكثيف ضغوطها على النظام السوري يستمر الأسد في حملة القمع والإعتقالات ضد المتظاهرين المطالبين باسقاطه.


دمشق: سعت الدول الغربية الى تكثيف الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد مع اعلانها عقوبات جديدة على نظامه الذي يستمر منذ اكثر من ستة اشهر في قمع حركة الاحتجاجات التي سقط ضحيتها الاف القتلى بينهم خمسة الاربعاء.

ومن على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، حض الرئيس الاميركي باراك اوباما مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات فورا على النظام السوري بسبب قمعه المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الاسد وباحلال الديموقراطية.

وفي بروكسل، قرر الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة اعتبارا من السبت على النظام السوري تتمضن حظر الاستثمار في القطاع النفطي السوري وعدم تغذية البنك المركزي السوري بالعملات الورقية والمعدنية، بحسب دبلوماسيين.

وستكون هذه العقوبات السلسلة التاسعة ضد هذا النظام الذي لم يمتثل للاحتجاجات الدولية وخصوصا الغربية لان روسيا حليفة الاسد دافعت عنه حتى الان عبر رفضها صدور اي قرار يدين النظام السوري في الامم المتحدة.

وعارضت الصين ايضا فرض عقوبات على دمشق. ميدانيا، لا تزال قوات النظام تحاول وقف حركة الاحتجاج مستفيدة على ما يبدو من انقسامات دولية. وقتل الاربعاء خمسة مدنيين، بينهم امراة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونقل المرصد السوري عن سكان ان قناصة اردوا رجلا في حي بابا عمرو بمدينة حمص وقتلوا اخر في مدينة الرستن بالمحافظة التي تقع بوسط البلاد. وقال بيان للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له quot;قتلت امرأة ورجل ايضا برصاص عناصر الامن في منطقتي بابا عمرو وباب السباعquot;.

واعلن المرصد مساء الاربعاء ان quot;مواطنا في بلدة تلبيسة في محافظة حمص يبلغ الرابعة والعشرين من العمر قتل اثر اصابته برصاصة في الرأس وبقي نحو ساعة ملقيا على الارض من دون ان يستطيع احد اسعافه بسبب استمرار اطلاق الرصاصquot;.

واردف المرصد بالقول quot;اعتقلت قوات الامن ثلاثة جرحى في مستشفى بحمص واقتادتهم الى جهة غير معلومةquot;. وفي حمص ايضا، تعرض والدا عازف البيانو والمؤلف الموسيقي مالك جندلي المؤيد لحركة الاحتجاجات، للضرب في منزلهما بيد quot;الشبيحةquot;، كما اعلنت اللجنة السورية لحقوق الانسان في بيان.

واضاف البيان quot;تعرضا للضرب المبرح بسبب تعاطفهما المعلن مع ولدهما المؤيد للثورةquot;. وعلى خط مواز، اعتقل المحامي والناشط عماد دروبي في قصر العدل في حمص من قبل اجهزة الامن بحسب ناشطين. وفي محافظة حماه، الى الشمال، quot;عثر على جثة شاب في قرية الحويز بعد ايام من اعتقاله بيد عناصر امنيةquot;، كما قال ناشط.

وفي قرية جوزف بجبل الزاوية عثر على جثمان شاب فقد يوم الخميس الفائت خلال العمليات العسكرية والامنية في المنطقة. وفي شمال غرب البلاد، تم تسليم جثتي رجلين لاهلهما في محافظة ادلب مسرح عمليات عسكرية وامنية منذ عدة ايام.

وقتل اكثر من 2700 شخص في حركة قمع التظاهرات في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس، بحسب المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة. ومما قاله اوباما في خطابه quot;في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم هناك رجال ونساء واطفال يعذبون ويسجنون ويقتلون على ايدي النظام السوري. لقد قتل الاف الاشخاص بعضهم خلال شهر رمضان المقدس. وهناك الاف اخرون فروا من سورياquot;.

واضاف الرئيس الاميركي quot;لقد كشف السوريون عن شجاعة وعن كرامة في سعيهم الى العدالة عبر التظاهر سلميا، وعبر الوقوف بصمت في الطرقات، وعبر الموت دفاعا عن القيم نفسها التي يفترض بهذه المؤسسة (الامم المتحدة) ان تدافع عنهاquot;. وتابع quot;لا يوجد عذر لعدم التحرك. حان الوقت ليقوم مجلس الامن بفرض عقوبات على النظام السوري وبان يكون متضامنا مع السوريينquot;.