رحّبت جمعيّات نسائية في لبنان بقرار الملك السعودي منح المرأة السعودية حقها في مجلس الشورى والمجالس البلدية ترشيحًا وانتخابًا، وتمنّت على السلطة في لبنان بأن تستجيب لمطالبها المحقة حيث لا تزال المرأة اللبنانية تعاني إجحافًا في الكثير من حقوقها.


بيروت:بعد قرار الملك السعودي مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية توجّهت إيلاف الى جمعيات نسائية لاستيضاح رأيهنّ بالموضوع.

وفي هذا الإطار تثني إقبال دوغان ( رئيسة المجلس النسائي اللبناني سابقًا) على قرار الملك السعودي مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية وتقول لـ إيلاف اليوم يُشكر الملك على ذلك وأتى الامر نتيجة لنضال المرأة السعودية على مدى 30 عامًا، وهناك نساء أصبحن مهمات، وهناك اساتذة جامعات ومحاميات، وفي البحرين كذلك خريجات لديهن سعة أفق، المرأة العربية والسعودية تحديدًا تستأهل هذا القرار وقد أتى بعد تجاوب الملك السعودي، والمعروف عنه فكره التقدمي، وتعتبر نقلة نوعية بالنسبة إلى السعودية.

وتضيف: quot;نضال المرأة السعودية لا يكفي بل تجاوب السلطة هو الذي أدّى الى نيل المرأة حقوقها، وفي لبنان نضال المرأة كبير ولكن لا تجاوب من السلطة، وكهيئات مدنية في لبنان نطالب بالكثير، ولكن من بيده القرار لا يستجيبquot;.

ولدى سؤالها بأن السعودية اليوم أعطت بعض الحقوق للمرأة ما الذي ينقص المرأة اللبنانية من حقوق اليوم؟ تجيب دوغان: quot;الكثير من الحقوق تنقصها في البدء يجب أن تعتبر مواطنة كاملة المواطنية وليست درجة ثانية، والاحوال الشخصية اليوم تتضمن 15 قانونا كلها مجحفة بحق المرأة، ويجب أن تتغير، وكذلك العنف ضد المرأة ومراكز القرار، فهل يعقل اليوم ان يكون لدينا فقط نائبتان او 3، هل نتراجع في حقوقنا، وكذلك الامر في البلديات حيث نسبة النساء لا تتعدى ال3 الى 4 %، ونطالب بالكوتا كإجراء موقت لتشجيع المرأة، وكي تكون المشاركة حقيقية، واليوم نحن كنساء نشكل 52% من البلد فهل يمثلنا فقط 2 او 3quot;؟

وتتابع:quot; كنا البلد الاول في اخذ حقنا بالترشح والانتخاب، ونضالنا قديم ولم نحقق اي خطوة. وعن قانون الانتخاب وتضمينه الكوتا النسائية تقول دوغان: quot;ضروري هذا الامر ونطالب بذلك من خلال هيئة وطنية وقد قمنا باعتصامات وطالبنا كثيرًا ومنذ فترة طويلة، وكنا اول من طرح الكوتا النسائية.

وتضيف دوغان: quot;يجب ان يكون هناك نضال مع تجاوب من قبل المسؤولين كي تنال المرأة حقوقها في لبنان، ويجب تغيير كل النظام الطائفي كي تنال المرأة حقوقها، واليوم يتحدثون عن انتخاب كل طائفة لممثليها، فهل هذا بلد واحد أم سنقسم، وكيف سنحصل على التضامن الاجتماعي من خلال ذلك.

وتؤكد دوغان ان quot;وحدة موقف السياسيين في البلدان العربية هي التي تجعل المرأة هناك تنال حقوقها أكثر من لبنان. وهذا لا يعني أن العربيات مناضلات أكثر من اللبنانياتquot;. وتتابع quot;قرار الملك السعودي سيتبعه قرار بالسماح للمرأة بالقيادة، وبرأيها لبنان يجب أن يحذو أكثر من البلدان العربية كي تنال المرأة حقوقها، ولكن للأسف متأخر في هذا المجالquot;.

تحفيز حقوق المرأة

من جانبها، تؤكد ندى سوبرة ( أمينة سر المجلس النسائي) في حديثها لـ إيلاف أهمية قرار الملك السعودي، وتشجع مبادرته، لان المرأة السعودية يحق لها أن تلعب دورها في المجتمع السعودي، وهي خطوة مشكورة من الملك، ونقدرها لانه عرف قيمة النساء، ولها وضع خاص، والمرأة في البلدان العربية تتقدم بفضل السلطة التي تشجعها، وتحتاج دائمًا الى الدعم رغم إمكاناتها الهائلة.

وبرأيها هذه المبادرة أتت بعد نضال كبير من المرأة السعودية ولا حق يعطى الا بعد مطالبة كبيرة على مدى السنوات، والمرأة السعودية يتم تقدير دورها لانها لم تسكت على حقوقها، وتستحق ما وصلت اليه اليوم.

عن حقوق المرأة اللبنانية تتحدث سوبرة عن معاناة المرأة مع السلطة اليوم، وكمجلس نسائي نطالب بإدراج الكوتا النسائية في قانون الانتخابات الجديد، وأن تتبوّأ المرأة اللبنانية المراكز العليا والاحزاب، ولا نستطيع ان نحقق هذه المطالب من دون تجاوب السلطات اللبنانية.

وتضيف سوبرة: quot;يجب العمل على تضامن الجمعيات النسائي، لانه مع عدم وجود التضامن لا قوة فاعلة لنساء لبنان، يجب ان يكون لدينا قوة ضاغطة كي تصل النساء الى مراكز في المجتمع، وفي لبنان نلاحظ مبادرات فردية وكل جمعية تعمل على حدة وهذا لا يجوز.

وعن القانون الانتخابي وتضمنه الكوتا النسائية تتحدث سوبرة عن نضال المجلس النسائي في هذا المجال، وكنا اول من اعلنا عن الكوتا، من خلال مؤتمرات اقليمية ومحلية وشرحنا ماهية الكوتا. وتؤكد في النهاية ضرورة تجاوب السلطة في دعم حقوق المرأة وفي لبنان لا احد اليوم يهتم بحق المرأة. واللبنانيات اول من حصلن على حق الاقتراع، ولكن لا دعم من مراجع عليا