نيويورك: اعربت مسؤولة في الامم المتحدة الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف من جوبا عن خشيتها من ان يكون quot;مئات القتلىquot; قد سقطوا خلال الايام الماضية في مدينة بيبور في شرق جمهورية جنوب السودان في عملية ثأرية.

وقالت ليز غراند مساعدة ممثل الامم المتحدة في جنوب السودان ان quot;عشرات الاشخاص وربما المئاتquot; قتلوا، quot;لا نعرف عددهم تحديداquot;.

واضافت quot;لا نزال نحاول تأكيد حصيلة القتلى، نعرف ان هناك اشخاصا قتلوا. لقد رأينا خمس جثث في جنوب المدينة، ليس لدينا اذا اي شك بوقوع ضحاياquot;، ولكن quot;الوضع لا يزال غامضاquot;.

واعاد الجيش بسط الامن في مدينة بيبور التي فر عشرات الالاف من سكانها بسبب نزاع مع قبيلة اخرى، ما اثار المخاوف من quot;صوملةquot; الدولة الوليدة التي اعلنت استقلالها في تموز/يوليو الماضي.

ففي ولاية جونقلي هاجم حوالى ستة الاف رجل مسلح من قبيلة النوير في الايام الاخيرة، بيبور احدى مدن قبيلة مورلي، متهمين اياها بسرقة مواشيهم.

واحرق المهاجمون اكواخا ونهبوا مستشفى تابعا لمنظمة اطباء بلا حدود.

وفي ليكونغيلي على بعد ثلاثين كيلومترا شمال بيبور quot;لم يبق اي منزل ودمرت المدينة باكملهاquot;، كما روى لوكالة فرانس برس جون بولوش كومين عضو اللجنة الحكومية للسلام والمصالحة الذي قام الاحد بمهمة لتقييم الاضرار.

وخوفا من حدوث quot;مأساةquot;، اعلنت الحكومة السودانية وقوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان الاثنين ارسال تعزيزات الى المنطقة.

واكد وزير الاعلام الجنوب سوداني برنابا ماريال بنجامين ان quot;بيبور باتت تحت السيطرة التامة للحكومة وامرنا عناصر قبيلة النوير بالعودة الى منازلهم، وهذا ما بدأوا يقومون بهquot;.

وقد تفاقمت النزاعات القبلية في هذا البلد جراء حرب اهلية استمرت عقدين بين شمال السودان وجنوبه وادت الصيف الماضي الى استقلال جنوب السودان لكنها اججت العداوات التاريخية بين مختلف القبائل.

وتقول الامم المتحدة في تقرير ان اعمال العنف القبلية ومهاجمة التجمعات السكنية من اجل سرقة المواشي والاعمال الثأرية، اسفرت عن سقوط اكثر من 1100 قتيل في ولاية جونقلي وحملت حوالى 63 الف شخص على مغادرة منازلهم العام الماضي.

وفي جونقلي كما في بقية ولايات البلاد، تعد الخصومات القبلية والهجمات على الماشية مع حركات التمرد المستمرة من التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة جنوب السودان الفتية.