أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن تحوّل اهتمامها نحو الصين. وتركز الوزارة على ما تعتبره ساحة المعركة العظمى التالية: الفضاء الإلكتروني. فمع انتهاء الحرب في العراق، وبدء الحرب في أفغانستان بالوصول إلى خواتيمها، تشير استراتيجية الدفاع الجديدة إلى أن الحربين المتوقعتين هما أقرب لآثار حقبة الحرب الباردة.


تغييرات في خطط أميركا الاستراتيجية الدفاعية

لميس فرحات: الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي أقرّتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الخميس، أشارت إلى أن الأولويات العسكرية للولايات المتحدة تختلف جذرياً عن تلك التي سادت سابقاً على خلفية أحداث 11 أيلول (سبتمبر).

أثناء طرح استراتيجيته الجديدة، أشار مسؤولو البنتاغون إلى مجموعة جديدة من التهديدات. وكانت أميركا أعلنت الحرب على الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول، التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2011، عندما استهدفت أربع طائرات برجي مركز التجارة الدولية في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية.

اليوم، أعلنت وزارة الدفاع عن تحوّل اهتمامها نحو الصين، التي يحتمل أن تكون إحدى الدول النووية العدوانية. وبقدر أي موقع جغرافي، تركز وزارة الدفاع الأميركية على ما تعتبره ساحة المعركة العظمى التالية: الفضاء الإلكتروني.

مع انتهاء الحرب في العراق، وبدء الحرب في أفغانستان في الوصول إلى خواتيمها، تشير استراتيجية الدفاع الجديدة إلى أن الحربين المتوقعتين هما أقرب إلى آثار حقبة الحرب الباردة، التي تعتبر مكلفة للغاية، وتتطلب يداً عاملة كثيفة.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; إلى أن النتيجة تعبّر عن أن نظرة وزارة الدفاع تغيرت بشكل كبير، ففي مؤتمر صحافي يوم الخميس، أشار كبار العسكريين الأميركيين إلى أن جبهات الصراعات المحتملة تتحول بشكل كبير تجاه الصين.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي: quot;كل الاتجاهات الديموغرافية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية تشير إلى التحول نحو المحيط الهادئquot;، مضيفاً: quot;لدينا تحديات استراتيجية في المستقبل سوف تنبثق إلى حد كبير من منطقة المحيط الهادئquot;.

وأشارت الاستراتيجية الجديدة إلى أن الصين تبرز كقوة إقليمية ستكون لها القدرة على التأثير في الاقتصاد والأمن الاميركي بمجموعة متنوعة من الطرق، معتبرة أن قوة الصين العسكرية المتنامية يجب أن تترافق مع وضوح أكبر في نواياها الاستراتيجية لتجنب التسبب في الاحتكاك في المنطقة.

واعتبرت الصحيفة أن استراتيجية البنتاغون العسكرية وضعت الصين وإيران في خانة واحدة، إذ ورد في الطرح الجديد أن quot;دولاً مثل الصين وإيران تواصل اتباع الوسائل لمواجهة غير متكافئة ضد قدراتناquot;.

وأصدر ديمبسي تحذيرًا لإيران، التي تفكر في إغلاق مضيق هرمز الحيوي ردًا على العقوبات الدولية، قائلاً: quot;نتوقع من إيران أن تكون عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي، وألا تحرم الدول من حرية التنقل والوصول، ونحن مصممون على منعها من الحصول على سلاح نوويquot;.

أوضحت الاستراتيجية الجديدة أن بعضاً من أكبر أعداء أميركا سيكونون المتطرفون والقراصنة، الذين سيعملون على شنّ الحرب الإلكترونية، quot;فالقوات المسلحة الحديثة لا يمكنها إجراء عمليات فعالة بدون معلومات موثوقة وشبكات الاتصالات وضمان الوصول إلى الفضاء الإلكترونيquot;.

بعبارات أعمّ، ركزت الاستراتيجية على أن أميركا لا تواجه الأعداء فقط، بل عليها التخطيط لكيفية مكافحة هذه الحروب.

من جهته، قال وزير الدفاع ليون بانيتا: quot;كيفية هزيمة العدو قد تختلف وفقاً لأنواع الصراعات. لكن ستكون لدينا القدرة على مواجهة وهزيمة عدو واحد أو أكثر في وقت واحدquot;.

ونصّت الاستراتيجية الدفاعية الجديدة على أن حملات مكافحة التمرّد الثقيلة، التي اعتمدت في العراق وأفغانستان، لن تكون نموذجاً لحروب المستقبل، quot;فالجيش وسلاح مشاة البحرية لم تعد بحاجة إلى تنفيذ عمليات دعم واسعة لتحقيق الاستقرار، التي سادت الأولويات العسكرية على مدى العقد الماضيquot;، وفقاً لبانيتا.

لكن عندما سئل عن تهديد quot;المعتدين الانتهازيينquot; مثل إيران، أجاب ديمبسي أن الولايات المتحدة لن تستبعد شنّ مثل هذه الحروب في المستقبل.

وأضاف: quot;لم تذكر الوثيقة أن الولايات المتحدة الأميركية لن تخوض الحروب البرية أو لن تنفذ عمليات عسكرية لتحقيق الاستقرار. المسألة ليست ما إذا كنا سنحارب الأعداء أو لا، بل في كيفية محاربة الدول التي تهددنا وتواجهناquot;.