المحافظ نيوت غينغريتش

توقيت النشر 22/1/2012 الساعة 00.40 بتوقيت غرينيتش

آخر تحديث 22/1/2012 الساعة 11.30 بتوقيت غرينيتش

تمكن المحافظ نيوت غينغريتش من الفوز في الانتخابات التمهيدية في ولاية كارولاينا الجنوبية، متقدمًا على منافسه ميت رومني، وفي خطاب بعد إعلان فوزه، كرر غينغريتش النقاط الرئاسية، التي سمحت له بكسب تأييد الناخبين خلال حملته، وهاجم النخبة ووسائل الإعلام والرئيس باراك أوباما.


كولومبيا:حقق المحافظ نيوت غينغريتش فوزًا ساحقًا على منافسه ميت رومني السبت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي في ولاية كارولاينا الجنوبية، مما يحيي حملة الجمهوريين للسباق إلى الرئاسة الأميركية.

وفي خطاب، بعد إعلان فوزه، كرر غينغريتش النقاط الرئاسية، التي سمحت له بكسب تأييد الناخبين خلال حملته، وهاجم النخبة ووسائل الإعلام والرئيس باراك أوباما، الذي اتهمه بالتسبب quot;بكارثةquot; للبلاد.

وأكد غينغريتش أن فوزه في كارولاينا الجنوبية هو انتصار للأميركيين، الذين quot;يعتقدون أن نخب واشنطن ونيويورك لا تتفهمهم، ولا تهتم بهم، وليست جديرة بثقتهم، وفي نهاية المطاف لا تمثلهم على الإطلاقquot;.

واتهم غينغريتش هذه النخب بأنها quot;تمنع الأميركيين من أن يكونوا أميركيينquot;، متهمًا الرئيس باراك أوباما بالتسبب quot;بكارثةquot; في ولايته الرئاسية الأولى.

ووعد الرئيس السابق لمجلس النواب بمعالجة قضايا الوظيفة والنمو الاقتصادي والتوازن في الميزانية، وكلها قضايا يتوقع أن تشكل محور اهتمام الناخبين في الاقتراع الرئاسي المقبل، الذي سيجري في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتفيد النتائج النهائية للاقتراع أن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي فاز بـ40.4 % من الأصوات مقابل 27.9% لرومني في هذه الولاية المحافظة الواقعة في جنوب شرق البلاد.

وقد تقدم هذان المرشحان بفارق كبير على منافسيهما الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، الذي حصل على 17 % من الأصوات، والانعزالي رون بول، الذي حصد 13% من الأصوات.

واعترف رومني، الذي كان يعوّل إلى حد كبير على كارولاينا الجنوبية للتقدم على خصومه، بهزيمته، لكنه أكد أن السباق سيكون quot;طويلاًquot; وquot;مهمًا جدًاquot;. وقال إنه واثق من أنه سينافس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.

إلا أن هذه الهزيمة تبدو قاسية على الحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس، الذي كانت استطلاعات الرأي ترجّح فوزه في انتخابات أمس. وقد أشار بعضها إلى تقدمه بفارق عشرين نقطة.

فعلى الرغم من التنظيم الدقيق لحملته والوسائل المالية الكبيرة، واجه رومني في الأيام الأخيرة مواهب غينغريتش في النقاش في المناظرات التلفزيونية وجدلاً حول التصريح بدخله، الذي وعد بنشره، ولكن ليس قبل نيسان/إبريل المقبل.

وأوضح جون سيلفرز، وهو رجل في الستين من العمر، لوكالة فرانس برس في مقر حملة غينغريتش في كولومبيا عاصمة الولاية، أنه انضم إلى حملته، بعدما تابعه وهو يدين بشكل واضح على التلفزيون اليسار ووسائل الإعلام.

وأضاف إنه quot;تمكن من أن يثبت براعته في المناقشات، ونحن نحتاج شخصًا قادرًا على النجاح في مناقشة أوباماquot;.

وتتوجّه الأنظار الآن إلى فلوريدا، حيث ستجري المرحلة التالية من الانتخابات التمهيدية لحزب جمهورية منقسم إلى حد كبير.

وقال المرشح ريك سانتوروم إن quot;الحملة انطلقت من جديدquot;، مذكرًا بأنه فاز بفارق ضئيل في إيوا (وسط)، بينما فاز رومني في نيوهامشر (شمال شرق) وغينغريتش في كارولاينا الجنوبية.

ويأمل غينغريتش (68 عامًا) في الحصول على أصوات المحافظين، بعدما أعلن ريك بيري حاكم تكساس الخميس انسحابه من الحملة ودعمه له.

غينغريتش محاور موهوب لكن ماضيه يثير تحفظ الناخبين

ونيوت غينغريتش استفاد من مواهبه كمحاور لإحياء حملته، لكن مشاكله الخاصة والعامة جعلت منه دائمًا مرشحًا غير مرجّح للبيت الأبيض.

وقال الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي في مناظرة مساء الخميس quot;لا أستطيع أن أكون مرشحًا تقليديًاquot;. وأضاف quot;إنني أميل كثيرًا إلى الأفكارquot; الجديدة.

وبعد بداية كارثية لحملته، شهدت استقالة جزء كبير من فريقه مدينين نزواته، يعد صعوده في استطلاعات الرأي مجددًا معجزة.

ويؤكد الرجل، الذي يحرص على التذكير دائمًا بأنه عمل مع رونالد ريغن أهم شخصية يعتز بها الجمهوريون، أنه حان الوقت ليتولى الرئاسة.

وهذه الثقة المفرطة في النفس، دفعت أحد خصومه المحافظ المتشدد ريك سانتوروم إلى إدانة quot;مبالغته بالخطب الرنانةquot;. ويتهمه معارضه بأنه يدّعي الثقافة، ويتسرع في الحديث، كما حصل عندما قال إن الفلسطينيين شعب quot;تم اختراعهquot;.

كما يسخر بعض خصومه من فكرته القديمة، التي تقضي باستغلال الثروة المعدنية في القمر أو السماح للأطفال الفقراء بالعمل، ليتعلموا قيم العمل.

يضاف كل ذلك إلى ماض مثير للجدل، يعود في كل مرة، مع تقدم غينغريتش في استطلاعات الرأي.

وفي الأيام الأخيرة، تحدثت زوجته السابقة الثانية ماريان بدون قيود على التلفزيون عن سنوات الزواج الـ18 التي أمضتها معه، ووصفته بأنه تحرري وبعيد عن الأفكار المحافظة التي يدافع عنها. إلا أن غينغريتش نفى هذه الاتهامات.

مع ذلك يمكن لزيجاته الثلاث وعلاقة إقامها خارج إطار الزواج أن تضرّ به لدى الناخبين الإنجيليين.

وفي مناظرة تلفزيونية في كارولاينا الجنوبية، نجح في كسب تأييد المحافظين بإدانته وسائل الإعلام، التي لا تعمل سوى على مهاجمة الجمهوريين.

وفي القطاع المالي، يواجه غينغريتش انتقادات لحصوله على 1.6 مليون دولار من فريدي ماك، إحدى مجموعات التمويل العقاري، التي طالتها الأزمة في 2008.
ويتساءل كثيرون أيضًا عن سبب منح غينغريتش اعتمادًا بقيمة 500 ألف دولار لدى بائع المجوهرات المعروف تيفانيز.

وفي بلد مصدوم بالأزمة، ويعيش هاجس فقدان وضعه كقوة عظمى وحيدة، تبدو فكرة رئيس معاد للتقاليد، ويدين الدولة الراعية، مقبولة لدى بعض الجمهوريين في مواجهة ميت رومني، الذي يمثل الطبقة السياسية التقليدية.

وغينغريتش مولود في 17 حزيران/يونيو 1943 في هاريسبرغ عاصمة ولاية بنسلفانيا (شرق) باسم نيوتن ليروي ماكفرسن، لكنه حمل اسم جده بوب غينغريتش الضابط في الجيش الأميركي، الذي عمل بعد الحرب في فرنسا وألمانيا.

ويقول نيوت غينغريتش إنه أصيب quot;بفيروس السياسةquot; خلال زيارته لفردان، التي شهدت واحدة من أعنف المعارك في الحرب، وكان في سن الخامسة عشرة حينذاك.
وفي 1978 انتخب نائبًا في اتلانتا (ولاية جورجيا، جنوب).

وقد شنّ حملة ضد رئيس المجلس حينذاك جيم رايت، الذي أجبر على الاستقالة في 1989 لأنه لم يعلن عن عائدات كتاب له.

وحقق النائب الطموح هدفه في 1994 مستفيدًا من فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية، وقاد معارضة حازمة ضد الرئيس بيل كلينتون.

لكن أجواء الأزمة المتسمرة أدت إلى هزيمة مدوية للجمهوريين، وأجبرت غينغريتش، الذي علق أيضًا في قضية دخل لم يكشفه، إلى التخلي عن رئاسة مجلس النواب في 1998.

فوز غينغريتش تحقق بدعم من تيار اليمين لدى الجمهوريين

بتغييره مسار الانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية، حيث حقق فوزًا ساحقًا السبت، تمكن المحافظ نيوت غينغريتش من جمع تيار اليمين في الحزب الجمهوري، الذي كان يبحث جاهدًا عن منافس يقف في وجه المعتدل ميت رومني.

وفوز نيوت غينغريتش، الذي لم يكن يمكن تصوره قبل أيام قليلة، فيما كان ميت رومني يتصدر كل استطلاعات الرأي، يجعل من الانتخابات التمهيدية المقبلة في 31 كانون الثاني/يناير في فلوريدا، الولاية التي فيها عدد كبير من كبار الناخبين، حاسمة جدًا.

وتمكن غينغريتش في كارولاينا الجنوبية من استمالة غالبية الناخبين المحافظين في الولاية، الذين لم يكونوا متحمسين جدًا للتصويت للمليونير ميت رومني، الذي يجسد، بحسب رأيهم، نخبة شمال شرق البلاد المكروهة في بقية أنحاء البلاد، مستفيدًا من دعم حاكم تكساس ريك بيري، الذي انسحب من السباق الخميس ومن أدائه اللافت في المناظرات المتلفزة.

ويرى مات ديكنسون أستاذ العلوم السياسية في ميدلبري كوليدج أنه رغم أن quot;الأسس -المال والتنظيم والدعم الكامل من قاعدة الحزب- هي في مصلحة رومنيquot;، إلا أن موقعه سيكون مهددًا إذا quot;تمكن نيوت غينغريتش من تجسيد المعارضةquot; لميت رومني.

وخلال الحملة الانتخابية، تقدم مرشحون عدةليتصدروا استطلاعات الرأي لفترة وجيزة لمجرد أنهم قدموا أنفسهم كبدائل من ميت رومني.

ومن أجل التمكن من تقديم نفسه لفترة طويلة على أنه بديل من ميت رومني، سيكون على غينغريتش، ليس فقط ترسيخ شعبيته لدى المحافظين، وإنما أيضًا أن يتحلى بصفات quot;رئاسيةquot;.

وكان ريك سانتوروم قال في المناظرة التلفزيونية، التي بثت على شبكة quot;سي إن إنquot; السبت quot;لا أريد أن نعيّن مرشحًا سأتساءل يوميًا عند فتح الصحف عمّا قالهquot;.

لكن الصورة، التي روّجها لنفسه، وانطلاقة حملته المتعثرة جدًا، وميله إلى الإدلاء بتصريحات مسيئة إلى الآخرين، كما حصل حين وصف الفلسطينيين بأنهم شعب quot;تم اختراعهquot;، كلها تشكل عوائق أمام تقدمه.

يضاف ألى ذلك ماضيه المثير للجدل، والذي عاد ليطرح مجددًا في الحملة تزامنًا مع تقدمه في استطلاعات الرأي.

وغينغريتش، الذي كان يرى كثيرون أنه انتهى سياسيًا قبل بالكاد سنة، سيكون عليه من الآن وصاعدًا الاستفادة من زخمه في فلوريدا، الولاية الأقل تجانسًا من كارولاينا الجنوبية، وحيث يمكن لأموال ميت رومني أن تضمن له الفوز.

واعتبرت سوزان ماكمانوس أستاذة العلوم السياسية في جامعة جنوب فلوريدا أن فوز نيوت غينغريتش في كارولاينا الجنوبية -- الولاية التي ينال فيها الفائز بالانتخابات التمهيدية على الدوام تسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية منذ 1980 -- quot;تجعل من فلوريدا مركز عملية اختيار المرشح الجمهوري هذهquot;.

وتابعت إن quot;الجمهوريين يعلمون جيدًا - وليس فقط جمهوريي فلوريدا - أنه إذا لم يتمكن مرشح جمهوري من الفوز في فلوريدا، فإنه لن يتمكن بدون شك من خوض السباق إلى البيت الأبيضquot;.

وامتداد عملية الانتخابات التمهيدية لفترة طويلة، فيما كان ميت رومني إعتقد في فترة ما أنه سيتمكن من نيل ترشيح الحزب سريعًا، تثير آراء متفاوتة لدى الجمهوريين، حيث يخشى البعض الانقسامات، التي يمكن أن تخلفها، فيما يؤكد آخرون أنها تقوّي مواقع المرشح، الذي سيعتمد في نهاية المطاف.

ومع فوز نيوت غينغريتش في كارولاينا الجنوبية، يكون الناخبون الجمهوريون اختاروا للمرة الأولى ثلاثة مرشحين مختلفين، في أول ثلاث انتخابات تمهيدية، بعدما فاز ريك سانتوروم في ولاية إيوا، وميت رومني في نيوهامبشر.