تقول تقارير غربية إن السلطات الإيرانية كثفت من اعتقالها للصحافيين والمدونين في الآونة الأخيرة، وحسبما يرى حقوقيون ونشطاء فإن طهران تريد من ذلك توجيه رسالة، مفادها أن الأعتراض سيقابل بيد من حديد.


الصحافية مرزيه رسولي اعتقلتها السلطات الإيرانيةفي الآونة الأخيرة

اعتقلت السلطات القضائية في إيران ما لا يقلّ عن 6 صحافيين ومدونين على مدار الأسابيع القليلة الماضية، على حسب ما ذكره معارفهم ومواقع إلكترونية معارِضة وجماعات حقوقية.

ذكرت في هذا الصدد اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن تلك التحركات تعدّ جزءًا على ما يبدو من حملة تخويف وقائية تهدف من ورائها السلطات إلى إحباط الاحتجاجات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مطلع شهر آذار/ مارس المقبل.

ونوهت الصحيفة في السياق عينه بأن خبر اعتقال صحافيين ومدونين، من بينهم امرأتان بارزتان تحظى مدوناتهما بنسبة قراءة كبيرة في إيران، لم تورده وسائل الإعلام الرسمية. فيما أشار أناس من جماعات حقوقية وآخرون يعرفون الصحافيين الذين تم احتجازهم إلى أن الحكومة ترغب على ما يبدو في نشر كلمة quot;الاعتقالاتquot; بصورة غير رسمية، لتزيد من جانبها أجواء الخوف والذعر بين المواطنين.

لم تتضح كذلك طبيعة الاتهامات المحددة، التي تم توجيهها لهؤلاء الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، إن كانت هناك اتهامات من الأساس. فليس لأي منهم على ما يبدو نشاط سياسي أو قام بنشر أي شيء يعتبر مثيراً للفتن منذ آخر حملة قمعية كبرى شنتها الحكومة الإيرانية على حرية التعبير في شباط/ فبراير عام 2011.

حيث ألقت السلطات آنذاك بالقبض على عدد كبير من الصحافيين كجزء مما بدت بعد ذلك أنها محاولة ناجحة لتجنب أي تطلع من جانب المعارضة السياسية المسكتة إلى حد كبير في البلاد للاحتفال بالثورات التي كانت تشهدها تونس ومصر في تلك الفترة.

مضت الصحيفة تنقل عن هادي قائمي، المدير التنفيذي للحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، وهي مجموعة مناصرة في نيويورك تبحث في الاعتقالات، قوله: quot;لا يمكن للحكومة أن تخرج إلى العلن، وتعلن عن أسمائهم أو تتهمهم بأي شيء، لأنها لن تتمكن من تبرير السبب وراء إقدامها على اعتقالهم. كما إن الصحافيين والمدونين معروفون بما يكفي لدرجة تسمح بتداول الأخبار سريعاً، ومن ثم تخويف الآخرينquot;.

وبدأ صديقا السيدتين اللتين ألقي القبض عليهما، وهما باراستو دوكوهاكي ومرزيه رسولي، تدشين موقع إلكتروني ينشران من خلاله قضيتهما. وقد أبرز الموقع بالفعل كثيرًا من المعلومات عن السيدتين ودورهما البارز على صعيد الصحافة والتدوين.

ولفت الموقع في السياق نفسه إلى أنالاثنتين قد نقلتا إلى سجن إيفن، غير أنه لم يُسمَح لرسولي، على عكس دوكوهاكي، بأن تجري اتصالات بأفراد أسرتها.

وأوضح ناشطون حقوقيون أنه قد تم إلقاء القبض على صحافي ثالث، يدعى ساحامودين بوراغاني يوم السابع عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري أيضاً. كما اعتقل ما لا يقل عن 3 صحافيين آخرين في الأسبوع السابق، من بينهم فاطمة خيرادماند وإحسان هوشماند زاده وسعيد مدني.

واعتبرت إحدى اللجان، التي تعنى بحماية حقوق الصحافيين، ومقرها نيويورك، أن إيران تعد واحدة من أكثر الدول القمعية بالنسبة إلى حرية الصحافة، حيث حبست ما لا يقل عن 42 صحافياً عام 2011، وأوضحت أنها وثقت اعتقال 7 صحافيين على الأقل هناك منذ السابع من الشهر الجاري.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برامج تلك اللجنة بالنسبة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا :quot;تبعث طهران برسالة إلى وسائل الإعلام المعارضة، مفادها أن الاعتراض سيُقَابَل بيد من حديد. ولا تقوم السلطات الإيرانية باعتقال مزيد من الصحافيين فحسب، بل تواصل كذلك إساءة معاملتها لهؤلاء الذين قضوا فترة في السجون الرسميةquot;.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقويمها السنوي، الذي أصدرته يوم الأحد الماضي، إن إيران حبست صحافيين ومدونين أكثر من أي بلد آخر عام 2011، وإن القضاء هناك يتعامل يداً بيد مع الأجهزة الاستخباراتية والأمنية لمضايقة وسجن وإدانة نشطاء حقوقيين ومعارضين.