أسامة مهدي: دعا نائب رئيس البرلمان الأوروبي رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى توجيه مبعوثه في العراق لأخذ ضمانات خطية من الحكومة العراقية بأن أيًا من سكان معسكر أشرف التابع للمعارضة الإيرانية في شمال بغداد لن يتعرّضوا للاعتقال، حتى نقلهم إلى بلدان ثالثة، وان يتم وقف تحويل مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي الذي سينقلون اليه الى سجن.

مخيم أشرف .. المدخل الرئيس

وأعرب كوادراس في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن القضية الإنسانية في مخيم أشرف، وحصلت quot;ايلافquot; على نسخة منها، عن قلق البرلمانيين الاوروبيين العميق إزاء تصريحات نسبت إلى الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق السفير مارتن كوبلر بشأن مخيم أشرف quot;وكذلك مذكرات القبض الملفقة وغير القانونية ضد عدد من سكان أشرف من قبل الحكومة العراقية تحت تأثير النظام الإيرانيquot;.

يذكر ان المساحة المخصصة لسكان اشرف في مخيم الحرية ليبرتي قد اختصرت بنسبة 80 مرة من المساحة الكلية له، كما إن الظروف المعيشية في المخيم، كما تقول منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، التي يسكن اعضاؤها المخيم، هي ادنى بكثير مما كانت قد طرحت في البداية، بحيث اصبحت المنطقة محاطة بأسوار خرسانية، وهناك إصرار على انتشار الشرطة العراقية داخل المخيم، وان لا يسمح للسكان بحرية الحركة، اضافة الى فرض قيود متزايدة على السكان، مثل عدم السماح لنقل سياراتهم إلى المخيم الجديد، ومنع ارسال فريق من فنيي أشرف من أجل تقويم أوضاع المخيم، في اجراءات يمكن القول إنها تجسد ترحيلاً قسريًا إلى السجن.

وقال نائب رئيس البرلمان بصفته رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة، والتي تضم في عضويتها اكثر من 4000 برلماني دولي، في رسالته الى كي مون، quot;ان التصريحات الزائفة تمامًا لسفير النظام الإيراني في العراق quot;داناتي مرquot; الاحد الماضي نقلاً عن ممثلكم الخاص سببت قلقًا كبيرًا لنا.. وللأسف حتى لحظة كتابة هذه الرسالة لم ينف السفير كوبلر هذه التصريحات، التي نشرتها عشرات من وسائل الإعلام التابعة للنظام الايراني، الأمر الذي شجّع بالتالي طهران والحكومة العراقية على انتهاك مزيد من الحقوق الأساسية لسكان أشرفquot;.

وطلب كوادراس من كي مون quot;عدم سماح للسيد المالكي ان يمهّد الأرضية لارتكاب مذبحة ضد سكان أشرف بناء على أوامر النظام الإيراني.. وعلى وجه التحديد أحثّكم على أخذ ضمانات خطية من الحكومة العراقية بأن أيًا من السكان لن يتعرضوا للاعتقال حتى نقلهم إلى بلدان ثالثة، وسيتم وقف بناء السجن في مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي، وسيتم تلبية الحد الأدنى من المطالب الشرعية والقانونية للسكان، بما في ذلك وجود مساحة كافية في مخيم الحرية وغياب الشرطة داخل المخيم ونقل ممتلكاتهم المنقولة ستكون مضمونة.

ويوم امس دعت لجنة الشؤون السياسية والديمقراطية في الجمعية البرلمانية الأوروبية السلطات العراقية إلى منع تحويل مخيم ليبرتي إلى سجن وبدء عملها في أشرف، ووضع حد للتأخير في التأكيد على صفة اللاجئ للسكان. واشارت الى انه في الوقت الذي ينوي فيه المجتمع الدولي إيجاد حل سلمي لسكان أشرف، وان السكان يساعدون في تحقيق ذلك من خلال تخليهم عن بعض حقوقهم المشروعة، يخطط النظام الإيراني ومن خلال الحكومة العراقية إلى إفشال هذا الحل.

وطالبت اللجنة الحكومة العراقية بالكفّ عن وضع العوائق والاهتمام بتطبيق القوانين والمعايير الدولية في نقل السكان إلى مخيم الحرية.. وحثت المفوضية العليا للاجئين على أن تدافع عن حقوق السكان البالغ عددهم 3400 شخصًا، بينهم الف من النساء والاطفال، في اطار هذه القوانين، ومن أجل الإسراع في إعادة توطين السكان في بلدان ثالثة، ولا تنتظر ان يصبح المخيم جاهزا. وأضافت quot;نحن نناشد الدول الأعضاء والدول المراقبة في المجلس النظر بإيجابية لمطالب إعادة توطين سكان أشرفquot;.

وكان سكان سكان أشرف، وخلال رسالة وقعها كل واحد منهم في منتصف الشهر الحالي، وأرسلوها الى الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الخاص في العراق، قد كتبوا quot;انه وبالرغم من طلباتهم خلال الشهرين الماضيين لم يفلحوا لحد الآن في لقاء كوبلر إلا لمدة 15 دقيقة، وبقيت أسئلتهم الأساسية حول مصيرهم من دون جوابquot;.

من جهتها دعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي الى عقد مؤتمر خاص لإنقاذ الحل السلمي لمشكلة سكان أشرف، يقبله الطرفان، برئاسة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.. كما طلبت توقيع وثيقة شاملة لترتيبات النقل الى مخيم الحرية ليبرتي من قبل الممثل الخاص ومحامي سكان أشرف، بما يشمل الحد الأدنى من التطمينات وكل التفاصيل المتعلقة بعملية النقل.