عناصر خلق يتظاهرون اعتراضاً على ترحيلهم

بدأت اليوم إجراءات نقل سكان معسكر أشرف للمعارضة الايرانية في شمال بغداد، إلى موقع موقت بالقرب من مطار بغداد الدولي، بإشراف اللجنة الحكومية العراقية وفي محاولة لحلّ أزمة المعسكر. وسيتمّ نقل المعسكر لاحقاً إلى بلدان أخرى خارج العراق.


لندن: في بداية حل لمشكلة وجود معسكر أشرف للمعارضة الايرانية في شمال بغداد فقد بدأت اليوم إجراءات نقل المئات منهم الى موقع موقت بالقرب من مطار بغداد الدولي في الضواحي الغربية للعاصمة العراقية في مرحلة أولى لنقلهم الى بلدان أخرى.

فقد وصل الى المعسكر اليوم وفد يمثل مكتب الامم المتحدة في بغداد للإشراف على ترحيل 400 شخص من سكان المعسكر الذي يأوي 3400 فرد من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة (80 كم شمال شرق بغداد) ونقلهم الى معسكر quot;الحريةquot; بالقرب من مطار بغداد الدولي في الضواحي الغربية للعاصمة العراقية وهو قاعدة عسكرية اميركية ضخمة اخلتها القوات الاميركية مؤخرا ضمن عمليات انسحابها من العراق.

وتجري عمليات نقل هؤلاء السكان بإشراف اللجنة الحكومية العراقية المكلفة بالاشراف على المعسكر وممثلين عن مكتب الامم المتحدة quot;يوناميquot; في العراق. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن خلال مؤتمر صحافي الاربعاء الماضي موافقة حكومته على مقترح الامم المتحدة بإخلاء نصف سكان معسكر اشرف نهاية العام الحالي وترحيل البقية منتصف العام المقبل في إجراء يؤجل قرارا حكوميا سابقا بغلق المعسكر نهائيا نهاية الشهر الحالي .

وتأتي عمليات ترحيل هؤلاء السكان تنفيذا لمذكرة تفاهم وقعتها الحكومة العراقية والامم المتحدة، الأحد الماضي تنص على الانتقال الطوعي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من المعسكر الى موقع موقت تمهيدا لمغادرتهم الأراضي العراقية نهائيا. ووقع المذكرة كل من مارتن كوبلر رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق نيابة عن المنظمة الدولية ومستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض نيابة عن حكومة العراق.

واشارت مذكرة التفاهم الى انها quot;تؤسس لعمليةquot; سيقوم العراق بموجبها quot;بنقل السكان الى موقع انتقالي موقت بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية تحديد صفة اللجوء التي تعد خطوة اولى ضرورية لاعادة توطينهم خارج العراقquot;. وتضمنت المذكرة quot;التزاما واضحا من حكومة العراق بأنها ستضمن سلامة وامن السكان في الموقع الجديدquot;. كما التزمت الحكومة العراقية بموجبها quot;بإشراك وزارة حقوق الانسان التابعة لها بشكل فاعل في جميع مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباطquot;.

وقال كوبلر إن المذكرة quot;تحترم سيادة العراق والتزاماته الدولية الإنسانية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان، كما أنها تحفظ أمن وحقوق سكان المعسكرquot;. وأشار الى انه quot;في الوقت ذاته ينبغي على سكان معسكر العراق الجديد الالتزام بقوانين العراقquot;. واضاف ان quot;هذه المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي وان تنفيذها يستند بشدة الى قيام جميع الاطراف بالتصرف بشكل سلمي وبحسن نية ما سيسمح باستمرار انخراط الامم المتحدة في العمليةquot;. وشدد على ان quot;الحكومة هي المسؤول الوحيد عن سلامة وامن السكان خلال عملية نقلهم وفي الموقع الجديد لحين مغادرتهم البلادquot; مجددا دعوته quot;للدول الاعضاء في الامم المتحدة لقبول سكان المعسكر في بلدانهمquot;.

وقد تم وضع هذه المذكرة من خلال quot;سلسلة من اللقاءات المشتركة بين ممثلي الأمم المتحدة والحكومة العراقية كما اجرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق مشاورات مكثفة مع سكان المعسكرquot;.
ومن ناحيته، قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التابع لمنظمة مجاهدي خلق الاحد ان معسكر اشرف تعرض quot;لاطلاق صواريخ كاتيوشا من قبل فرق الارهاب التابعة لقوات القدس الارهابيةquot;.

وقال في بيان ان quot;فرق الارهاب التابعة لقوات القدس اطلقت اربعة صواريخ كاتيوشا من المنطقة الجنوبية للمخيم باتجاه داخله حيث سقطت الصواريخ بالقرب من أماكن السكانquot;. واشار الى ان quot;400 من عناصر وزارة المخابرات استقروا منذ عدة اسابيع في مجمع quot;معينquot; شمالي أشرف.

وكانت السلطات العراقية قررت ان تغلق قبل نهاية العام الحالي 2011 المعسكر الذي يسيطر عليه منذ نحو ثلاثين سنة المعارضون الايرانيون في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

وكانت رئيسة المجلس مريم رجوي في العشرين من الشهر الحالي أعلنت قبول نقل سكان معسكر اشرف الى قاعدة اميركية داخل العراق لكنها اشترطت على الرئيس الاميركي باراك أوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، توفير حد أدنى من الضمانات للسكان وحمايتهم من قبل مراقبي الامم المتحدي ذوي القبعات الزرقاء.

وأكدت رجوي في تصريح صحافي من مقرها في باريس تلقته quot;إيلافquot; استعداد سكان أشرف المبدئي على الانتقال إلى مخيم quot;الليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي وطالبت الرئيس أوباما وبان كي مون بالتدخل والمساعدة لتأييد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في توفير الحد الأدنى من الضمانات لأمن السكان البالغ عددهم 3400 فرد quot;وقبول هذه الضمانات من قبل الحكومة العراقية وذلك لمنع تكرار أعمال العنف وسفك الدماء أثناء نقل السكان الى بلد ثالثquot;.

واشارت رجوي الى ان المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة قد اعترفت بسكان أشرف بصفتهم quot;طالبي اللجوء رسميا بموجب القانون الدوليquot; فيجب quot;ان يحظوا بالحماية الأساسية للأمن والسلامquot;. وقالت quot;بما ان الحكومة العراقية لم تقبل حماية سكان أشرف في مخيم quot;الليبرتيquot; (الحرية) من جانب الولايات المتحدة والقوات ذات القبعات الزرقاء وقوات الاتحاد الأوروبي أو حتى شركات امنية اميركية خاصة فان quot;الحد الأدنىquot; الذي يرسم خطاً احمر بين الترحيل القسري وغير المشروع والنقل السلمي والطوعي يجب ان يشمل المراقبة الدائمة والمستقلة في مخيم الحرية بصفته مخيم لاجئين، مع رفع علم الأمم المتحدة وضمان سلامة كل واحد من السكان دون استثناء من قبل الولايات المتحدة والامم المتحدة خلال نقلهم من مخيم أشرف الى مخيم الليبرتي ومن الليبرتي الى بلدان أخرى.

وفي اليوم نفسه حث مسؤولون أميركيون منظمة مجاهدي خلق على قبول خطة للامم المتحدة تقضي بنقل اعضاء الجماعة الى موقع جديد داخل العراق في خطوة لانهاء خلاف طويل بين المنظمة والحكومة العراقية . وصرح مسؤولون اميركيون بأن خطة الأمم المتحدة تقضي بنقل من يعيشون في معسكر أشرف الى موقع جديد قرب مطار بغداد حيث ستراقبهم المنظمة الدولية وتعيد توطينهم كلاجئين.

وقد أصبح مستقبل سكان معسكر أشرف غير معروف عام 2009 عندما سلمته الولايات المتحدة الى الحكومة العراقية التي تقول ان من يعيشون فيه يهددون أمن العراق. واتهمت منظمة العفو الدولية مؤخرا الحكومة العراقية بقتل حوالى ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في هجوم ضد المعسكر.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق (الشعب) تأسست عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران السابق وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 عارضت النظام الإسلامي الحاكم الذي اقيم على انقاض حكم الشاه والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينات خلال الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980و1988. وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يوينو) عام 2001 الامر الذي دفع الدول الاوروبية الى رفعها من قائمة الارهاب لكن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد اجراء مماثلا وتقول انه يحتاج الى مزيد من الدراسة.