يثير وصول مقاتلين ليبيين إلى سوريا تساؤلات حول دوافع بعض من أولئك الذين يسعون لقلب نظام الحكم في دمشق.


بيروت: استجابت مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في بنغازي منذ منتصف العقد الماضي لدعوة التنظيم فأرسلت عشرات من الإرهابيين الليبيين الى العراق عن طريق سوريا لقتل الأميركيين ومحاولة اسقاط الحكومة الشيعية المنتخبة في بغداد.

اليوم، يسعى العديد من الليبيين الذين ساعدتهم الولايات المتحدة في الوصول إلى السلطة، للاستجابة لدعوات إسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

الأسئلة التي تواجه صناع السياسات في واشنطن، في الوقت الذي يزيدون فيه من قيمة المساعدات المالية لمحاربة قوات الأسد: هل تضم صفوف المقاتلين بعض الإسلاميين الليبيين العنيفين الداعمين لتنظيم القاعدة؟

معارك استنزاف

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; إلى أن العديد من هذه التساؤلات تطرح في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتحول فيه الثورة السورية إلى فوضى ومعارك استنزاف بين القوات النظامية والمعارضة.

ونقلت الصحيفة عن بول هيوز، وهو عقيد متقاعد ومدير معهد الولايات المتحدة للسلام، قوله: quot;نظراً لتاريخها خلال حرب العراق، عندما كانت سوريا بمثابة قناة تنقل الليبيين إلى العراق، أنا متأكد من أن هناك بعض الأفراد الذين يتبعون العادات السيئة القديمةquot;.

ويقدر وجود نحو 50 مقاتلاً ليبياً في سوريا، فيما يتوقع بعض المحللين أن يرتفع العدد الإجمالي للمقاتلين الأجانب، بعضهم يصلون بناء على طلب من تنظيم القاعدة، الذي يستغل فراغ السلطة والفوضى، كما حدث في أفغانستان واليمن والصومال، ويصعد عملياته في ليبيا.

quot;هذا الأمر ليس مفاجئاً على الإطلاقquot;، يقول جيمس كارافانو المحلل العسكري في مؤسسة quot;هريتيجquot;، معتبراً أنه: إذا كان باستطاعة هؤلاء تنظيم هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، فبالتأكيد يستطيع البعض منهم حزم حقائبهم والتوجه إلى سورياquot;.

وأضاف: quot;هذا هي الطريقة التي يعمل بها تنظيم القاعدة، وقد شهدناها منذ العام 2005. عندما يكون هناك عدم استقرار في بلد ما، تأتي القاعدة لملء الفراغ، يمكنها إنشاء شبكات تواصل والبدء برحلات مكوكية للمقاتلين الأجانب. رأينا ذلك في العراق واليمنquot;.

واشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما، التي وصفت الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بأنه quot;نتيجة احتجاجات عفويةquot;، تقول اليوم إن الهجوم كان مخططاً له من قبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

المقاتلون الأجانب يزيدون الوضع تعقيدًا

وقال كارافانو إن وصول المقاتلين الأجانب والليبيين يجعل الوضع في سوريا أكثر تعقيداً، quot;بمجرد إسقاط الحكومة، ستكون هناك حرب أخرى من أجل السيطرة على البلاد بين المجموعات المنتصرةquot;.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء في آب (أغسطس) وجود مقاتلين ليبيين ضمن صفوف الثوار، الذين يقومون بتدريب وتنظيم المقاتلين المحليين. واجرت الوكالة مقابلة مع مقاتل ليبي يدعى حسام النجار، قال انه كان جزءاً من الفريق الذي اقتحم مجمع الديكتاتور معمر القذافي في طرابلس العام الماضي.

وقال النجار لرويترز ان الليبيين في سوريا يشملون المتخصصين في مجال الاتصالات والخدمات اللوجستية الذين يديرون قواعد تدريب. وأضاف أن المقاتلين المسلمين السنة من جميع أنواع يستعدون للوصول إلى سوريا للمشاركة في القتال.

التخلص من الديكتاتور واجب

وأشارت الـ quot;واشنطن تايمزquot; إلى أن العديد من المقاتلين اللبيين يعتبرون أنه من واجبهم مساعدة إخوانهم السوريين في التخلص من الديكتاتور. ونقلت عن الكولونيل براين لينفيل، الملحق العسكري في السفارة الأميركية في طرابلس من العام 2008 حتى 2012 قوله إن quot;الشعب الليبي منذ بداية الصحوة العربية، كان متعاطفاً للغاية مع البلدان الأخرى التي تكافح للتخلص من الطغاةquot;.

وأضاف: quot;هناك تعاطف شديد في ليبيا مع الوضع السوري، فعندما كنت في البلاد، صدمني مدى التفاهم والتعاطف الاجتماعي مع محنة السوريين، لدرجة أن الشوارع كانت تمتلئ بالملصقات الداعمة للسوريينquot;.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة أسوشيتد برس الاحد ان المدفعية التركية اطلقت النار على اهداف عسكرية داخل سوريا لليوم الخامس على التوالي، في رد فوري على سقوط قذيفة سورية على الأراضي التركية الأسبوع الماضي. وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو السبت أن أنقرة سترد بقوة على كل قذيفة سورية تسقط على الاراضي التركية.