القاهرة: تحول الهجوم المميت الذي تعرض له مقر القنصلية الأميركية في ليبيا الشهر الماضي إلى اختبار لقيادة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وكذلك إلى تهديد لإرثها كأبرز دبلوماسية أميركية قبل أشهر قليلة من اعتزامها الابتعاد عن الساحة السياسية.

وكانت كلينتون من أوائل مسؤولي إدارة الرئيس باراك أوباما الذين أعلنوا عن إدانتهم للحادث وتعبيرهم عن حزنهم لوفاة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

ونوهت في ها الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن كلينتون لم تظهر كثيراً أمام وسائل الإعلام منذ أن نج وزارة الخارجية الأميركية من موجة الانتقادات التي قادها الجمهوريون بخصوص سوء قراءتها لإشارات ترجح قرب وقوع الحادث.

ولم تظهر كلينتون اليوم أمام جلسة استماع بشأن ذلك لهجوم، حيث قال الجمهوريون بمجلس النواب إنهم سيستفسرون عن تحضيرات وزارة الخارجية الأمنية ووصف الإدارة للهجوم. وستبعث الخارجية دبلوماسياً موثوقاً به إلى جانب 3 مسؤولين أمنيين.

وقبيل بدء جلسة الاستماع، أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الخارجية قدموا تفاصيل جديدة بخصوص الهجوم، مؤكدين أنه لم تكن هناك من طريقة لتنبؤ أو منع ذلك الهجوم.

ومضت الصحيفة تنقل عن مسؤول رفض الكشف عن هويته لتحدثه عن أمور مازالت محل نقاش قوله quot; يمكنني القول إن درجة الفتك وعدد الأشخاص المسلحين غير مسبوق. ومن الصعب للغاية إيجاد سابقة لهجوم كهذا في التاريخ الدبلوماسي الحديثquot;.

وجاءت تلك التفاصيل الجديدة لتؤكد أيضاً أنه لم تكن هناك تظاهرة أو تجمعات أخرى سلمية خارج بوابات المجمع القنصلي كما سبق وأن قال في البداية بعض من مسؤولي الإدارة. ومع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية، وصعود اسم ميت رومني في استطلاعات الرأي، بدأ ينظر الجمهوريون على نحو متزايد إلى الهجوم الذي وقع في ليبيا باعتباره نقطة ضعف من الناحية السياسية بالنسبة للرئيس باراك أوباما.

كما اتهم الجمهوريون الرئيس أوباما وكبار مسؤولي الإدارة بالتغاضي عن إشارات تحذيرية وردتهم قبل وقوع الهجوم ومحاولة الهروب من تساؤلات حول الإرهاب بعد ذلك. وقال يوم أمس النائب الجمهوري داريل عيسى، رئيس لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي في مجلس النواب :quot; هناك قطع واضح بين ما يشعر مسؤولو الأمن على الأرض أنهم بحاجة إليه وبين ما سيوافق عليه المسؤولون في واشنطنquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلينتون لم تتحدث بشكل علني عن الهجوم أو التحقيقات منذ الثالث من الشهر الجاري، مفسرةً ذلك بعدم وجود مناسبات للتحدث بجدولها هذا الأسبوع. وقال بي جي كراولي مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركي للشؤون العامة إبان فترة حكم الرئيس بيل كلينتون وهو أستاذ حالياً في جامعة جورج واشنطن quot; لم تحدث الواقعة في فترة مناوبتها، فهل تتحمل الوزيرة المسؤولية ؟ أنا أرى أنها مسؤولة دائماًquot;.