قال مسؤولون استخباراتيون من بلدان عدة إن إيران أنجزت تقريباً خلال الأسابيع الأخيرة تطوير مفاعل تخصيب نووي تحت الأرض، وذلك على الرغم من الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية الشديدة التي تواجهها، فيما يقول خبراء إن تلك الخطوة ربما تكون محاولة لمنحها نفوذا في أي مفاوضات تجريها مع الولايات المتحدة وحلفائها.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: جاء قرب الانتهاء من بناء ذلك المفاعل في موقع يطلق عليه فوردو، على عمق كبير أسفل جبل موجود داخل قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة قم المقدسة، ليقرّب إيران من امتلاك أسلحة نووية، أو ليقرّبها من الحافة، إن قرر مسؤولوه في الأخير مباشرة العمل فيه.
وقد تعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة الحيلولة دون حدوث ذلك، من خلال فرض عقوبات متزايدة الشدة على البلاد واستخدام حرب الفضاء الإلكتروني لإبطاء التقدم الذي تحرزه في مساعيها الرامية إلى الحصول على سلاح. وسبق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن قال في الأسبوع الماضي إن وقت التفاوض بدأ ينفذ.
لفتت في هذا الصدد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن المحادثات التي تمت على مدار العام الجاري بين إيران والمجموعة التي يطلق عليها 5 + 1 لم تحرز تقدماً يذكر.
وأضافت الصحيفة في وقت سابق أن الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى اتفاق مبدئي لإجراء محادثات مباشرة عقب انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية. ورغم نفي أوباما تلك المعلومة، إلا أنه أوضح أثناء مناظرته مع رومني أنه منفتح لمثل هذه المحادثات.
وربما تفسر احتمالات تجدد جولات الدبلوماسية معدل النشاط المتواصل في المكان الواقع تحت الأرض. وقال مارك فيتزباتريك، مسؤول سابق في وزارة الخارجية يقوم الآن بدراسة البرنامج الإيراني لدى المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن: quot;حين يتم فرض عقوبات جديدة على إيران، فإنها تميل إلى تكثيف معدل تخصيبها، في محاولة من جانبها لإظهار أنها لا يمكن أن تقبل التعرّض لضغوط لكي يتم إخضاعهاquot;.
جاء هذا الإنجاز الأخير من جانب إيران لدى مفاعل فوردو، ليشكل حجر زاوية بالنسبة إلى الإيرانيين الذين تتمنى إدارة أوباما أن تتجنبهم. ورغم عدم تشغيل المفاعل بكامل طاقته بعد، إلا أن مسؤولين أوضحوا أن إيران قادرة على تحقيق ذلك في غضون أشهر.
هذا وتحتفي إيران هذه الأيام بمرور عشر سنوات على تلك المقاومة، التي تعرف بـ quot;المقاومة النوويةquot;، في احتفالية تقام في جامعة طهران، لتخليد ذكرى البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من الجهود التي يتم بذلها دولياً من أجل الحد من هذا النشاط.
وبحسب بيانات تمّ تجميعها حديثاً من جانب إبراهيم محسني، الذي يجري أبحاثاً داخل إيران كجزء من أطروحته في جامعة ميريلاند، فقد قال 85 % من الإيرانيين إنه من الضروري للغاية بالنسبة إلى إيران أن تمتلك برنامجاً نووياً يتّسم بطابعه النووي.
ورغم تفاوت النسب المئوية الخاصة بآراء المواطنين الإيرانيين في الأسباب التي تقف وراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وكذلك العقوبات ومدى احتياج بلادهم لتطوير قنبلة نووية، إلا أن مجلة فورين بوليسي الأميركية أكدت في سياق تقرير لها بهذا الخصوص أن المخرج الوحيد لتلك المعضلة الإيرانية هو إجراء محادثات ثنائية ودخول واشنطن وطهران في مفاوضات لإيجاد موضوعات أخرى يمكن الارتكاز إليها في تطوير تعاون متبادل، على أمل إعادة القضية النووية إلى مائدة التفاوض.
التعليقات