ملهم الحمصي، وكالات: بعد الشتائم ومظاهر الشماتة التي حفلت بها مواقع الموالين للنظام السوري إثر قصف quot;إسرائيلquot; لغزة، وبعد تجاهل التلفزيون الرسمي للحدث بداية الهجوم، ومن ثم اضطراره لتغطيته بعد تغيير عناوين الأخبار بما لا ينسب أي فضل لحركة حماس تحديداً، وبعد انشغال أنصار النظام السوري بمحاولة نسبة نجاح صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى كل من إيران وسوريا وحزب الله، ذكرت صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد قد خسر نفوذه لدى الفلسطينيين، مشيرة إلى خفوت الصوت السوري منذ اندلاع الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

ولفتت الصحيفة - في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني - إلى أن الأسد كان دائما في طليعة الزعماء ذوي الخطب الحماسية الرنانة خلال أي هجوم إسرائيلي على القطاع، معتبراً نفسه المدافع العربي الأصيل الوحيد عن الفلسطينيين، معرضاً بغيره من القادة العرب ومشككاً في أصالة عروبتهم، ومتهماً إياهم في بعض الأحيان بالتواطؤ الصريح مع quot;إسرائيلquot;، مشيرة إلى أن الأسد كان دائما ما يستغل القضية العربية لدعم موقفه المحلي.

وأكدت الفايننشال تايمز أن الأسد لم يعد نصيراً لحماس، التي نقلت مقارها من دمشق على خلفية اندلاع الثورة السورية، مشيرة إلى الدعم الصريح الذي أبداه خالد مشعل، أحد قادة حماس إلى إخوته من السوريين (العرب السنة) في صراعهم للإطاحة بنظام الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية.

وأكدت الصحيفة في ختام تعليقها أن من بين الأسباب التي أظهرت مدى تراجع دور كل من سوريا وإيران وحزب الله (فيما يطلق عليه محور المقاومة) كان معاودة ظهور مصر بهذا الشكل القوي للاضطلاع بدورها الرائد في المنطقة، مرجحة محاولة حماس الاستقواء أمام quot;إسرائيلquot; بالحليف المصري.