في لبنان كما في سائر الدول، يُلاحظ ان عيد الميلاد فقد رمزيته الروحية ليتجه اكثر نحو المفهوم التجاري من خلال جلب الهدايا والثياب والاكسسوارات حيث اصبح بابا نويل هو الرمز للعيد.


بيروت: تقول فريدة داغر انها قصدت الاسواق للتبضع قبل الاعياد، ولكن لم تشتر شيئًا، لان الاسعار quot;نارquot;، ولم تستطع سوى تأمين المواد الغذائية.

وتؤكد انها ستنتظر الحسومات كي تستطيع شراء الثياب والاكسسوارات خصوصًا.

جهاد زغبي حاول التبضع مع عائلته، فقصد quot;المولاتquot; بحثًا عن شجرة العيد فكانت اسعارها تفوق ال 250 دولارًا، والثياب خصوصًا اسعارها مرتفعة ، رغم ذلك قد نجد بعض المحلات ذات الاسعار المعقولة لكن تبقى النوعية غير جيدة.

ريتا كفوري تتساءل ما الذي يجري في لبنان؟ نقصد المحال التجارية فنرى في ايدي بعض الاشخاص اكياسا كثيرة، ولو لم يكن التجار يبيعون ألم يكونوا قد اعلنوا افلاسهم من زمن بعيد، حيث الثياب بملايين الليرات اللبنانية وكذلك حقائب اليد؟

في المقابل هناك اشخاص برأيها لا يملكون ثمن ربطة الخبز.

معين غطاس يرى ان العيد اليوم اصبح اكثر فلكلورًا من معناه الحقيقي، رغم ذلك هناك خشوع لدى البعض دينيًا، وآخرون يهتمون فقط بالقشور والهدايا والشجرة وغيرها، رغم ذلك المسيح ملك الملوك ولد بمذود رمز التواضع، ولم يكن يريد كل تلك المظاهر التي نشاهدها اليوم.

ومعنى العيد برأيه ان نهب للفقراء، وان يفكر الانسان بشقيقه المعدم، وليس فقط خلال العيد، بل كل ايام السنة، يجب ان يوزع 10 % من مدخوله، ولكن من يطبق ذلك اليوم؟

معنى العيد :العطاء

منى خوري ذهبت للتبضع لطفليها في الاسواق واكتشفت ان اغراض ( تي جي) هي الاكثر غلاء لانها مستوردة من الخارج ويراها الاطفال عبر شاشة التلفزيون من خلال الاعلانات، ولكن كل ما هو quot;ماركةquot; ومستورد من الخارج كلفنا الكثير من الاموال.

وترى ان هذا العام اغلى كأسعار من العام الماضي، كلعب وثياب، وقد لا يكفي معاش الموظف العادي في العيد.

بيار عون يعتبر العيد ليس فقط هدايا وشجرة ومغارة، يجب العودة الى روحانيته، وهو يقول لأولاده دائمًا ان هذا العيد هو ولادة المسيح، من هنا المسيح هو صاحب العيد ولذلك نهدي بعضنا كل تلك الهدايا.

ويرى انه في الضيع النائية لا تزال روحية الميلاد محافظة على معناه، وهذا ينطبق على مختلف العائلات، رغم ذلك يبقى البعض يهتم بالقشور وبمعنى العيد التجاري اكثر من الروحي.

زينة خليل تؤكد ان كل شيء ارتفع ثمنه مع قدرة شرائية اقل من السابق، وطلبات الاولاد تزيد كل عام.

وتقول انها اشترت quot;لابتوبquot; لولديها وكان سعره يفوق ال800 دولار، وترى ان العيد في لبنان فقد رمزيته الدينية، ويجب افهام الاولاد ما هو معنى العيد الحقيقي بعيدًا عن شراء الهدايا فقط، وتضيف:quot; كنت اقول لاولادي ان يعطوا جزءًا مما لديهم للفقراء، لان الميلاد هو عيد العطاء والتضحية، كي يشعروا بمعنى ولادة يسوع التي هي اساس العيد، لان ليس بابا نويل هو العيد وكذلك الهدايا، والحياة الاقتصادية التي نعيشها تجعل الاولاد يذهبون باتجاه معاكس تمامًا عن الرمزية الحقيقية التي يعنيها عيد الميلاد في لبنان وفي غيره من البلدان، من هنا على الاهل ان يعيدوا لاطفالهم المعنى الحقيقي للعيد.