بريطانيا أميركا وفرنسا تنظر في الرد على الفيتو الروسي الصيني

لفتت تقارير صحافية إلى أن كل من بريطانيا وفرنسا وأميركا ستنظر في طرق أخرى، تهدف إلى تكثيف الضغوط على نظام الرئيس الأسد، كفرض المزيد من التدابير الأمنية والاقتصادية، ومساعدة الجيش السوري الحر، أو اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة.


القاهرة: تسبب استخدام روسيا والصين حقهما في النقض في مجلس الأمن ضد قرار تم استصدارهأخيرًا بشأن سوريا في إجبار حكومات غربية على إعادة تقويم نهجها بشأن سوريا.

لفتت في هذا السياق تقارير صحافية بريطانية إلى أن بريطانيا وفرنسا وأميركا ستنظر الآن في طرق أخرى، تهدف إلى تكثيف الضغوط على نظام الرئيس الأسد.

وأشارتاليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية إلى أن الخيارات الآتية هي التي يتوقع أن تتعامل من خلالها الدول الغربية مع النظام في سوريا، وهي كما يلي:

1- اتخاذ مزيد من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية. وهنا، أوضحت الصحيفة أنه بمقدور القوى الغربية وحلفائها العرب أن يلجأوا إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويحثونها على إدانة الأسد، ودعم خطة السلام الخاصة بجامعة الدول العربية، التي تطلب من الرئيس السوري تسليم السلطة إلى نائبه. ومن المنتظر في غضون ذلك أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الـ 27 من الشهر الجاري، حيث يتوقع أن ينظروا في تشديد العقوبات على سوريا، رغم اتخاذ الخطوة الأكثر أهمية بالفعل، وهي المتعلقة بفرض حظر على واردات النفط السوري.

2- مساعدة الجيش السوري الحر. وهنا لفتت الصحيفة إلى أن وجود قوة مكونة بشكل كبير من منشقين عن الجيش النظامي يقدم فرصاً ومخاطر بالنسبة إلى الساسة في الغرب. وأضافت الصحيفة أن بريطانيا تمتلك بالفعل علاقات رسمية مع المجلس الوطني السوري، الذي يعد غطاء لأحزاب المعارضة. وقد تتمثل الخطوة المقبلة في تطوير علاقات مع قيادة الجيش السوري الحر. لكن ما نوع المساعدة التي يمكن تقديمها إلى الثوار؟.

هنا، أعقبت الصحيفة حديثها بالقول إن ما يمكن تقديمه إلى المتظاهرين يتمثل في النقاط الآتية:

* المساعدات غير المميتة ndash; التي قد تشتمل على مساعدات لوجستية ومعلومات استخباراتية ونظم اتصال واستطلاع. وهو ما سيزيد من قدرات الجيش السوري الحر وسيزيد من التهديد الذي يشكله على الرئيس الأسد.

* تزويد الجيش السوري الحر مباشرةً بالأسلحة والذخيرة. وقالت الصحيفة إن تلك ستكون الطريقة الأسرع لتعزيز صفوف الثوار، وإن كانت ستخرق أيضاً حظراً يفرضه الاتحاد الأوروبي على تزويد سوريا بالسلاح.

* غضّ الطرف عن الدول العربية التي تساعد الجيش السوري الحر. فإذا قدَّم الغرب مساعدات غير مميتة للثوار، فإن ذلك سيتيح غطاء دبلوماسيًا ضمنيًا لجيران سوريا من الدول العربية لتزويد المسلحين بالسلاح. وقد تكون قطر، التي ساعدت ثوار ليبيا بموافقة هادئة من جانب بريطانيا، واحدة من الدول الرئيسة في هذا الجانب.

3- اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة ضد الأسد، خاصة عن طريق فرض منطقة حظر طيران أو مناطق عازلة، حيث يمكن للمدنيين أن يكونوا في مأمن من الهجمات. لكن خطوة كهذه لن تحظى بتخويل من جانب مجلس الأمن، وهو ما سيفقدها الشرعية. وقال هنا جوناثان أيال، رئيس قسم الدراسات الأمنية في معهد الخدمات المتحدة الملكي: quot; فرض منطقة حظر طيران من شأنه أن يشكل صورة من صور الإحباط لحل مشكلة غير موجودة. وبالنسبة إلى المناطق العازلة، فلن يكون هناك جدوى من إعلانها، إلا إذا كنت مستعدًا للدفاع عنها، وهو ما سيعني مواجهة عسكرية مباشرةquot;.

وختمت الصحيفة حديثها في هذا الشأن بالقول إن المشكلة في كل هذه الخيارات هي أنها كلها تهدد بالتسبب في إراقة مزيد من الدماء. فمساعدة خصوم النظام سيشجّعهم ويقود نحو نشوب مزيد من أعمال القتال.

ومن وجهة نظر الأسد، فإنه إن خلص إلى أن الجيش السوري الحر على وشك أن يتلقى دعمًا من الخارج، فإنه سيحاول سحق الثوار قبل أن تزداد قوتهم. وهو ما قد يفسّر إراقة الدماء في مدينة حمص.