بيروت: اكد مصدر امني لبناني لوكالة فرانس برس ان ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح 23 آخرون السبت في صدامات بين لبنانيين سنة معادين للنظام السوري وآخرين علوين مؤيدين له في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان quot;سنيا وعلويا قتلا كما توفيت امراة سنية في الثالثة والعشرين من حي باب التبانة متأثرة بجروح اصيبت بها السبت نتيجة صدامات مستمرة منذ الجمعة بين مجموعة من حي جبل محسن (العلوي) واخرى من باب التبانة (السني) بالرصاص والقذائف الصاروخيةquot; موضحا ايضا ان 23 شخصا اخرين اصيبوا بجروح.

واوضح المسؤول ان من بين المصابين عشرة عسكريين.
وكان خمسة اشخاص اصيبوا بجروح في هذه الاشتباكات الجمعة.

ويسجل حضور قوي للجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين الحيين وخاصة في شارع سوريا.
واعلن الجيش اللبناني في بيان السبت ان قواته quot;واصلت تعزيز الاجراءات الامنية في منطقة باب التبانة - جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لاماكن الذين شاركوا بالاشتباكات حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الاسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهمquot;.

واضاف البيان ان quot;قيادة الجيش اذ تؤكد قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالامن الى اي جهة انتموا، ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الاحداث حتى توقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص، تحمل العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية اي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين او العسكريينquot;.
وغادر المقيمون في محيط quot;خط التماسquot; هذا المنطقة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وشهدت طرابلس، ذات الاكثرية السنية، في السنوات الاخيرة عدة صدامات مسلحة بين السنة الذين يدعمون المعارضة اللبنانية المناوئة للرئيس السوري، والعلويين المقربين من حزب الله الشيعي، حليف ايران وسوريا. واشتد التوتر في اذار/مارس 2011 مع انطلاق حركة التظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وتثير الثورة في سوريا، ذات الغالبية السنية التي تحكمها اسرة الاسد العلوية منذ اكثر من 40 عاما، المخاوف من اندلاع ازمة في لبنان المجاور المتعدد الطوائف والذي عاش حربا اهلية مدمرة بين 1975 و1990.

وقال مواطن سني يقيم في منطقة الاشتباكات quot;منذ الامس تنهمر الصواريخ عليناquot;. وتابع quot;هم يستفزوننا كل الوقت بابراز صور بشار الاسدquot;، مؤكدا انه ليس ضد ابناء منطقته quot;لمجرد انهم علويونquot;.
وتابع quot;ليسوا فقط من انصار النظام السوري، هم يشاركون كذلك في حركة القمع مع +الشبيحة+ في سوريا حيث يقتلون النساء والاطفالquot;.

ويعتبر هذا الحادث الاخطر منذ شهر حزيران/يونيو حين قتل ستة اشخاص في صدامات بين موالين ومعارضين للنظام السوري في طرابلس عقب تظاهرات مناهضة لدمشق.
وتوفي لبناني السبت متاثرا بجروح اصيب بها في انفجار مستودع للذخيرة واسلحة مساء الجمعة في طرابلس في شمال لبنان حيث جرى تبادل اطلاق النار بين موالين ومعارضين للنظام السوري، بحسب ما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس.

واصيب ثلاثة سوريين كذلك في الانفجار. وقام هؤلاء الاشخاص الذين كانوا يتولون حراسة المستودع باشعال نار للتدفئة قرب صناديق ذخيرة لم يكونوا على علم بمحتوياتها ما تسبب بوقوع الانفجار. ورفض المصدر الامني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس الكشف عن الجهة التي تملك المستودع الواقع في ملك خاص.
وتنتشر دوريات من الجيش باستمرار في هاتين المنطقتين اللتين غالبا ما تشهدان توترات امنية، لا سيما منذ بدء الاحداث في سوريا.
وتشكل المنطقة المحاذية للحدود السورية معبرا للبضائع المهربة بين لبنان وسوريا.

مفتي لبنان: اشتباكات طرابلس لإثارة الفتنة
من جهته، وصف مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الاشتباكات المسلحة التي تقع بين الحين والآخر في مدينة طرابلس في شمال لبنان بـquot;المقلقةquot;، واعتبرها محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

ودعا الشيخ قباني في بيان له اليوم الجيش اللبناني إلى الإسراع في بسط الأمن والاستقرار في المدينة ووضع حد للعنف لتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية. محذرًا من أي خلل أمني في الظروف التي تعيشها البلاد، لأنها ستنعكس سلبًا على الجميع. وشدد على التمسك بالدولة وبمؤسساتها الشرعية، لأنها الملاذ الوطني الوحيد في حفظ الأمن والطمأنينة.