أميركا وإيران تستعدان لخوض حرب ألغام في منطقة الخليج

يتوقع خبراء استراتيجيون إقدام إيران على شنّ هجوم بالألغام البحرية، في حال تطورت المواجهة القائمة إلى حرب فعلية. وأوردت تقارير صحافية أن إيران استحصلت على أعداد ضخمة من الألغام، منها quot;ذكيةquot; صينية الصنع، تتميز بقدرتها على تقفي أثر واستهداف السفن الحربية الأميركية.


القاهرة: قال خبراء إستراتيجيون إنه في حال تطور المواجهة الحادة القائمة مع إيران إلى حرب فعلية، فإنهم يتوقعون إقدام إيران على شنّ هجوم باستخدام الآلاف من الألغام البحرية القاتلة، في محاولة لوقف حركة ناقلات النفط وإخراج السفن الحربية الأميركية.

وذكرت في هذا الصدد صحيفة هفنغتون بوست الإلكترونية أن الألغام الموجودة في مياه الخليج الضحلة المزدحمة تشكل تحدياً واقعياً. وأضافت أنه وحين سبق للأسطول الأميركي أن واجه تهديداً كبيراً متعلقاً بالألغام، فإنه أخفق في حماية سفنه الخاصة.

يبدو أن الأمور محتدمة بين الجانبين الإيراني والأميركي في الوقت الراهن، ومن الوارد أن يدخلا في مواجهة.

وأوضح تقرير، أعدّه أنطوني كوردسمان من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، مؤسسة فكرية غير حزبية في واشنطن، أن إيران حصلت على مخزون يتراوح بين 2000 إلى 3000 لغم، منها ألغام quot;ذكيةquot; صينية الصنع، تتميز بقدرتها على تقفي أثر واستهداف السفن الحربية الأميركية.

وأشار هذا التقرير كذلك إلى أن رأساً حربيةً تزن 660 رطلاً يمكن لأي من مثل هذه الألغام حملها، تتسم بقدرتها على إحداث ثقب في بدن حاملة طائرات أميركية. غير أن الأسطول أكد أنه مستعد هذه المرة للدخول في حرب ألغام، بأسطول مكوّن من 4 سفن، فيه مراكب تحرس الخليج، وتتميز بقدراتها عالية التقنية على مواجهة الألغام، جنباً إلى جنب مع أجهزة الاستشعار المحمولة جواً، والغواصات الآلية، إضافة إلى كمّ الخبرات التي اكتسبتها على مدار عقدين جراء العمليات قبالة السواحل الإيرانية.

وفي وقت تحظى فيه الولايات المتحدة بتفوق بحري وجوي في كل أنحاء المنطقة، فإن حرب الألغام قد تستمر لمدة طويلة، وهو ما قد يُعرّض التدفق الثابت لناقلات النفط وسفن وبحارة الأسطول الأميركي الخامس الموجودين في المنطقة للخطر.

وبينما تسببت القنابل المؤقتة الرخيصة في إلحاق خسائر بشرية كبيرة بالقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، نوهت الصحيفة بأن الألغام قد تكون وسيلة غير مباشرة، لكنها فعّالة بالنسبة إلى إيران في مواجهتها التي تخوضها ضد خصم أكثر قوة.

وقال مسؤول بارز في البحرية الأميركية، بعد موافقته التحدث عن الموضوع من دون أن يكشف عن هويته، نظراً إلى استمرار جهود الدبلوماسية الدولية المتعلقة بإيران: quot;لا توجد دولة في تلك المنطقة تريد مهاجمة الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة التقليدية. فالسلاح غير المتماثل يحتاج جهدًا وتكاليف. أما الألغام فهي رخيصة، ويسهل تصنيعهاquot;.

وفي حديث له عبر الهاتف مع الصحيفة من منطقة الخليج، قال واين ليبولد، القائد في البحرية الأميركية وربان سفينة USS Gladiator التي تتقفى أثر الألغام: quot;إنها مسألة ذات أهمية، أكثر من كونها تحديًا تقنيًاquot;.

كما أكد على أنه وإلى أن يتم تخليص الخليج من الألغام، فإن المخاطر ستظل قائمة ومطلة برأسها. وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الآن بالضغط عبر العقوبات الاقتصادية على إيران، بسبب برنامج تسلحها النووي، فإن تلك السفينة وثلاث سفن أخرى (من النوعية التي تتبَّع الألغام) تنتشر للقيام بدوريات في الخليج بصورة يومية.

وعاود مسؤول البحرية البارز، الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، ليقول إنه ورغم عدم العثور على ألغام، إلا أن التهديد لا يزال قائماً. وتابع: quot;وتعتبر مهمة صيد الألغام من المهمات الصعبة والخطرة، والتي تحتاج وقتًاquot;.

ونتيجة لانتشار الألغام، (حيث أشار مسؤولون من البحرية الأميركية إلى وجود أكثر من 250 ألف لغم في المخزون العالمي) وتسارع وتيرة التكنولوجيا، بدأ يتزايد اهتمام وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; بذلك التهديد الذي تشكله تلك الألغام حول العالم.

وتمتلك إيران نوعيات مختلفة من الألغام، بعضها مصمم لكي ينتظر في القاع، وهو صناعة صينية، وتقتصر مهمتها على الإنصات إلى البصمة الصوتية أو المغناطيسية المميزة لسفينة ما، في حين توجد في بعض أنواع الألغام الإيرانية الأخرى حواسيب دقيقة يمكنها استشعار اقتراب أحد الأهداف، وتحديد نوعه، واتخاذ تدابير مضادة لتجنب الكشف عنه ndash; ثم حساب اللحظة المناسبة من أجل شنّ الهجوم.

وهناك تقارير تتحدث أيضاً عن امتلاك إيران لحوالى 12 غواصة بالغة الصغر من كوريا الشمالية، يمكنها زرع الألغام أو إطلاق الطوربيدات.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن الكشف عن تلك الأسلحة في مياه الخليج الضحلة المشوشة يكون مهمة صعبة. ولهذا، ربما لجأ منذ فترة طويلة سلاح البحرية الأميركي إلى تدريب الدلافين وأسود البحر كي يتمكنوا من تقفي أثر الألغام والقيام بتفجيرها، وإن لم يقم في الوقت الراهن حتى الآن بنشر دلافين في منطقة الخليج. لكن مسؤولين من سلاح البحرية الأميركي قالوا إنهم قد يستعينوا بها بصورة عاجلة إذا دعتهم الحاجة إلى ذلك.