رغم الضغوطات الدولية إلا أن النظام السوري ما زال مصراً على منع الصليب الأحمر من دخول حي بابا عمرو بحجة وجود الغام ارضية.


شنت القوات السورية هجوماً جديداً على مدينة حمص، في الوقت الذي يمارس فيه الصليب الأحمر ضغوطاً لحث الجهود الرامية إلى تقديم مساعدات ملحة لآلاف الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في الأحياء المحاصرة، على الرغم من تحذيرات قوات النظام من الألغام الأرضية والشراك الخداعية.

وبعد أيام من اقتحامها معقل الثوار في بابا عمرو، قصفت القوات الحكومية يوم السبت بحسب وكالة الأسوشيتد برسعدة أحياء أخرى من المدينة التي تعتبر ثالث أكبر المدن في البلاد ويسكنها نحو مليون شخص. وقال نشطاء إن أعمال القصف طالت المناطق التي فر إليها الكثير من سكان بابا عمرو.

ويقول النظام السوري انه يقاتل quot;العصابات المسلحةquot; في بابا عمرو، الذي أصبح رمزا للانتفاضة التي اندلعت منذ نحو سنة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقتلت أعمال العنف أكثر من 7500 شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ونقلتالوكالة عنناشط في لجان التنسيق المحلية إن القذائف سقطت على المدنيين في مناطق الخالدية، باب السباع وخضر. وقال أبو حسن الحمصي، وهو طبيب في عيادة مؤقتة في الخالدية، انه عالج أكثر من عشرة أشخاص أصيبوا بجروحquot;. وأضاف: quot;لقد أصبح الوضع بمثابة روتين، ومدافع الهاون تبدأ بالقصف في وقت مبكر من صباح كل يومquot;.

وقال ناشط آخر من سكان الخالدية الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام، إن المنطقة تعاني من نقص في الماء ووقود التدفئة منذ أسبوع وسط انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج. وأضاف quot;أننا نجمع مياه الأمطار والثلوج، ونقطع الأشجار ونحرقها لتدفئة أنفسناquot;.

ويعتقد أن الأوضاع في بابا عمرو صعبة وستكون لها انعكاسات وخيمة، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص الغذاء والمياه، وانعدام الرعاية الطبية.

وسيطرت قوات الحكومة السورية على حي بابا عمرو يوم الخميس بعد أن فر الثوار من المنطقة تحت القصف المستمر الذي قال نشطاء إنه أسفر عن مقتل المئات منذ أوائل شباط/فبراير.

وقال الصليب الأحمر إن النظام السوري حظر دخوله إلى بابا عمرو يوم الجمعة، بعد يوم واحد من تلقيه موافقة الحكومة على الدخول مع قافلة من سبع شاحنات تحمل 15 طنا من المساعدات الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والبطانيات.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر هشام حسن يوم السبت من جنيف: quot;لا زلنا نجري المفاوضات لدخول بابا عمروquot; وأضاف: quot;يقول السوريون إنهم لا يريدون السماح للصليب الأحمر بدخول بابا عمرو بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، بما في ذلك الألغام الأرضيةquot; لكن المنظمة غير قادرة على تأكيد هذه المزاعم، فيما لم تقدم الحكومة السورية أية تفسيرات رسمية.

ولم تصدر أية أنباء فورية عن ما كان يحدث في بابا عمرو يوم السبت، لكن الناشطين يتهمون قوات النظام بتنفيذ عمليات القتل الطائفية الطابع، ويقولون إنها انتهجت سياسة الأرض المحروقة، مما أثار مخاوف من هجمات انتقامية في بلد على شفا الحرب الأهلية.

ويشار إلى أن خطوط الهاتف والانترنت ما زالت مقطوعة، ولا يستطيع الناشطون في المناطق المجاورة الحصول على معلومات من داخل بابا عمرو. وقال سكان في محافظة ادلب الشمالية إن العمال في المقابر يدفنون القتلى في الحدائق العامة، وذلك لأن المقابر تستهدف من قبل قوات النظام.