بعد سنة على انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، يبدو أن الخوف بدأ يسيطر على العاصمة دمشق مع الانفجارات الدامية التي هزّتها، إضافة الى الاشتباكات الليلية التي تدور بين القوات النظامية ومنشقين عنها.


دمشق: تتخوّف حفيظة التي تقطن على بعد نحو 30 كيلومترا عن العاصمة من أن تعتقل أجهزة الأمن ولديها يوما ما، مرددة quot;أنا أعيش على أعصابي! كل يوم نسمع أن الأجهزة الأمنية ستشنّ حملة اعتقالاتquot;.

وتروي حفيظة (45 عاما) وهي عاملة منزل وام لشابين في الثامنة عشرة والثالثة والعشرين من العمر كيف دخلت قوات الجيش والامن الاحد الى بلدة عرطوز (ريف دمشق) حيث تقطن مع عائلتها quot;هناك دبابات ومدافع، دبابة في كل شارع، يقولون إنهم يبحثون عن مطلوبين، لقد اعتقلوا حتى الان 600 شخص بينهم فتيان في الرابعة عشرة من عمرهمquot;.

ويقول عمار، وهو كاتب مقيم في برزة البلد شمال شرق العاصمة quot;اصبحت اعود الى بيتي قبل حلول الظلام واشاهد مع زوجتي الافلام السينمائية لننسى (اعمال العنف) حتى منتصف الليل حيث يتكرر الامر نفسه.. أصوات إطلاق نار وانفجارات حتى الفجرquot;. وبحسب عمار، فإنّ التظاهرات المناوئة للنظام لا تكفّ عن الخروج كل مساء في أحياء برزة القديمة.

ويبدو أن الخوف بدأ يسيطر على العاصمة مع الانفجارات الدامية التي هزتها، إضافة الى الاشتباكات الليلية. ويخرج يوميا مئات الاشخاص للتظاهر ضد النظام، حتى في قلب العاصمة دمشق، متحدين الانتشار الكثيف لعناصر الامن.

ويردد المتظاهرون الذين يخرجون في أحياء الميدان وكفرسوسة وبرزة وباب سريجة والمزة ودمر وقدسيا هتافات تطالب بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر حسبما تبين الاشرطة المصورة على موقع اليوتيوب.

وللمرة الاولى منذ انطلاق الاحتجاجات، وقعت اشتباكات عنيفة ليل الاحد الاثنين في حي المزة الواقع على مرمى حجر من القصر الرئاسي اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص بينهم quot;ثلاثة ارهابيينquot; بحسب السلطة.

وتصف السلطة المتمردين والمعارضين على انهم quot;عصابة ارهابية مسلحةquot; وتنسب إليهم اعمال العنف التي اسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من تسعة الاف شخص بحسب منظمة حقوقية.

وإزاء هذه التطورات، أعلن عسكريون منشقون الخميس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في العاصمة وريفها.

وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه quot;تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون وأعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقةquot;.

ودعا الحمود quot;الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحرquot;.

ويردد حسام، وهو تاجر في العقد الثالث من العمر، السؤال المقلق الذي يطرحه الكثير من السوريين quot;هل ستكون دمشق مسرحا للمعركة الاخيرة؟quot;

وروى حسام الذي نجا مع اولاده من الانفجار الذي هزّ حي القصاع السبت الماضي، والذي نسبته السلطات السورية الى quot;إرهابيينquot; كيف قفزت سيارته التي كان يقودها لاصطحاب أولاده الى المدرسة في الهواء.

واضاف quot;كانت احدى نوافذ السيارة مفتوحة، ولولا ذلك لا اعرف ماذا كان حلّ بنا، إنه أمر مرعب، صوت الانفجار ما زال يتردد في اذنيquot;.

وفي حي ابو رمانة الراقي، حيث يقيم شقيق حسام، quot;أقامت قوات الأمن عددا كبيرا من الحواجز لمنع الوصول الى المباني الحكوميةquot;. ويعلق حسام قائلا quot;لم أر في حياتي شيئا كهذاquot;.

واذا كانت دمشق لا تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق كالتي تجري في حمص وادلب وغيرها، الا أن الحركة الاقتصادية في العاصمة لم تعد كما كانت في السابق.

ويقول حسام quot;لم تعد الحركة في المطاعم والمتاجر على ما كانت عليه قبل اشهرquot;. ويضيف quot;مع حلول الظلام .. يهرع الناس للعودة الى منازلهمquot;.