السفير الأميركي إلى سوريا روبرت فورد، بات مهدداً، ليس من قبل النظام السوري وحسب، بل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين لا يوافقون على إعادة تعيينه.

وعلى الرغم من أن معارضتهم مبنية على فرضية أنه لا ينبغي quot;مكافأةquot; الرئيس السوري بشار الأسد بتعيين سفير في بلاده، إلا أن هذه الفرضية مضللة لأن فورد تحول إلى شخصية مهمة في أوساط المعارضة السورية ويدعم المحتجين في مطالبهم.

بعث الأسد بالجيش والأجهزة الأمنية إلى الشوارع لقتل الآلاف من الناس، وفي إزاء هذه الأوضاع، قد يقف أي دبلوماسي آخر على هامش التحركات الرسمية. غير أن فورد قام بجولات في أنحاء البلاد على الرغم من محاولات الحكومة لتقييد تحركاته. وقد اجتمع مع زعماء المعارضة ويتحدث بقوة ضد قمع الأسد.

في الأسبوع الماضي حضر السفير فورد جنازة ناشط في مجال حقوق الإنسان، قبل دقائق من هجوم قوات الأمن على موقع الجنازة، وتم الاعتداء على السفارة الأميركية في سوريا وتعرض فورد لتهديدات بالقتل، لكنه لم يتوقف عن دعم المعارضة ضد نظام الأسد.

تحدثت صحيفة الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; يوم الأربعاء مع فورد، الذي أعرب عن قناعته بأنه على الرغم من أن نظام الأسد ليس على وشك السقوط الآن، إلا أن أيامه باتت معدودة. ويقول: quot;هل بات سقوط النظام وشيكاً، ربما لا. هل سيبقى مستقراً على المدى الطويل ربما لاquot;.

دعماً لقناعته بأنه يمكن الإطاحة بالنظام في غضون السنة، أشار فورد إلى رغبة الشعب السوري واستعداده للموت من خلال الاستمرار في الاحتجاج، والعزلة الدولية المتزايدة للنظام.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات صارمة على سوريا، أهمها تصدير النفط السوري. وقد حاولت سوريا الالتفاف على هذه العقوبات من خلال تأمين مشتر آخر مثل الصين، إلا أن هذه الخطوة ستكون صعبة لأن سوريا تنتج النفط الخام الثقيل الذي يتطلب كلفة عالية ومرافق متخصصة لنقله.

في هذا السياق، أشار فورد إلى أن مجتمع رجال الأعمال السوري - ركيزة لدعم نظام الأسد - يشعر بأن الإجهاد والصعوبات الاقتصادية في البلاد ستصبح أكثر حدة في الأشهر المقبلة.

واعتبر فورد أن النظام السوري واقفاً على قدميه بسبب دعم إيران، التي تقدم المساعدة لقوات الأمن السورية من أجل قمع المتظاهرين، إضافة إلى دعم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وهي دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي التي تمنع اتخاذ عقوبات أكثر صرامة ضد الأسد.

واعتبر فورد أن هذه الدول تعرقل فرض العقوبات بحجة أنها لا تريد نشوب حرب أخرى على غرار ليبيا، لكن الحقيقة هي أنها لا تريد المخاطرة بعلاقاتها مع دمشق. واعتقد السفير الأميركي أن الضغوط الأميركية والأوروبية ستبدأ في الضغط لإبعاد حلفاء الأسد عن النظام السوري ووقف دعمهم له.

وأشارت الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot; إلى أن بقاء السفير فورد في سوريا يبدو مؤكد، فمسألة التمديد له في مجلس الشيوخ الأميركي تبدو مثار جدل وهو لم ينجح حتى الآن في الفوز بالأصوات اللازمة لتمديد إقامته كسفير في دمشق.
ويعتبر استدعاء السفير الاميركي من سوريا علامة على الاستياء الأميركي من الأسد، لكن كما قال فورد: quot;إذا قام ديبلوماسي أميركي أدنى مرتبة من السفير بالاتجاه إلى حماه (مركز الاحتجاجات التي زارها فورد في تموز)، فإن ذلك لن يكون له أثراً قوياً، ولن يؤدي إلى ذات النتيجةquot;.

واعتبرت الصحيفة أنه من الممكن أن يطرد فورد من قبل الحكومة السورية في أي وقت، لكن طالما انه يستطيع البقاء في دمشق، فإنه سيدعم مطالب المحتجين. وينبغي لمجلس الشيوخ منحه الفرصة لمواصلة عمله القيًم والمؤثر في هذا المجال.