نائب الرئيس العراقي المطلوب بتهمة الإرهاب طارق الهاشمي

أكد مصدر سعودي أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المطلوب من قبل حكومة بغداد بتهمة الإرهاب، سيبقى في السعودية في الوقت الراهن. ويخوض الهاشمي نزاعًا محمومًا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،مؤكداً أن قضيته تحمل بعدًا طائفيًا باعتبار أنه خامس شخصية سنية يتم استهدافها.


لندن، الرياض، الوكالات: أكّد مصدر سعودي رسمي الخميس أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المطلوب في بغداد بتهمة الإرهاب quot;سيمكث في السعودية في الوقت الراهنquot;.

وقال المصدر إن الهاشمي السني الذي يخوض نزاعًا محمومًا مع رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي quot;سيمكث في السعودية في الوقت الراهنquot;، من دون أن يستبعد أن يبقى في المملكة حتى رحيل المالكي quot;ديمقراطيًاquot;.

وفي وقت لاحق نفى مكتب الهاشمي ان نائب رئيس الجمهورية سيبقى في السعودية مؤكدا انه سيعود الى بلده بعد اكمال جولته العربية الحالية.

وقال المكتب في بيان quot;تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرًا مفاده ان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي سيبقى في المملكة العربية السعودية لحين تغيير الحكومة في العراق بطريقة ديمقراطية لكننا ننفي ذلك الخبر نفيًا قاطعًا وان الهاشمي يؤكد عودته الى الوطن بمجرد اكمال جولته العربية حيث اكد ذلك اكثر من مرة وقال: لن أترك العراق... ان خصومي السياسيين هم من يتمنون ان اترك وطني.

إلى ذلك، التقى نائب الرئيس العراقي أمس الاربعاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في جدة، كما اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باستهداف السنة العرب في العراق.

واكد خبر مقتضب على موقع الهاشمي أنه التقى الأمير سعود الفيصل. واوضح أنه quot;جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر في الأوضاع المحلية والاقليميةquot;.

وقال الهاشمي الذي وصل الى السعودية قادمًا من الدوحة، إن قضيته quot;تحمل بعدًا طائفيًاquot; باعتبار أنه quot;خامس شخصية سنية يتم استهدافهاquot;. واكد أن quot;90 في المئة من المعتقلين في العراق من العرب السنة وأن ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت الى أفراد حمايته، quot;فضلاً عن تعرّضهم للتعذيب، فيما quot;هناك اعتقالات لم تفصح عنها الاجهزة الامنيةquot;.

الهاشمي ملتقيا سعود الفيصل في جدة

وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي مؤكداً أن quot;الفساد يستشري في البلاد ويدمر التوزيع العادل للثرواتquot;، محذراً من أن quot;وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن وكل الخيارات ستكون مفتوحةquot;.

وألمح الهاشمي الى دعم تقدمه بغداد للنظام السوري. وقال بحسب مضمون المقابلة التي نقلت عبر موقع الجزيرة إن quot;نوري المالكي كان يتهم نظام بشار الاسد بدعم الإرهاب لكنه غيّر موقفه بعد الثورة وأصبح يدافع عنهquot;.

واضاف أن quot;هناك مؤشرات حول أشكال الدعم الذي يقدمه المالكيلنظام الأسد منها معلومات حول ميليشيات عراقية تقاتل الى جانب النظام السوري، وهناك معلومات غير مؤكدة حول استخدام ممر جوي عراقي لمساعدة النظام السوريquot;. ورأى الهاشمي أن ذلك quot;يتعارض مع الدستور العراقي ومع موقف العراق الملتزم بقرارات الجامعة العربيةquot;.

إلى ذلك، قال مساعد لرئيس الوزراء العراقي إن نائب الهاشمي اصبح فتنة متنقلة تخلق الازمات الداخلية والخارجية للعراق داعيا حكومة كردستان الى تسليمه فيما اذا عاد الى الاقليم.

وقال النائب ياسين مجيد وهو احد مساعدي المالكي المقربين خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان قضية الهاشمي تحولت الى فتنة كبيرة بين مكونات الشعب العراقي وتسببت بأزمة خطيرة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان التي طالبها بعدم السماح له بالعودة الى هناك مجددا. وحذر من ان استقبال الاقليم الهاشمي مرة اخرى سيعني أن الإقليم يصر على أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية.

وقال مجيد ان quot;هذا الهاشمي يتحرك كأنه فتنة متنقلة من مكان الى اخر وهو يريد ان يصنع ازمات للعراق في كل مكان حيث تحولت قضيته الى فتنة كبيرة. وعلى الصعيد نفسه، اعرب النائب الكردي محمود عثمان عن الامل في ألا يعود الهاشمي إلى إقليم كردستان موضحًا أن قضيته أضرت بالعلاقة بين الإقليم وحكومة بغداد.

وقال في تصريح صحافي إن عودة الهاشمي إلى إقليم كردستان أو عدمها ستشكلان أزمة في الحالتين. واشار الىان قضية نائب رئيس الجمهورية أضرت بعلاقة إقليم كردستان مع الحكومة المركزية في بغداد مشيرا الى ان موقفه من العديد من قضايا الكرد لم تكن إيجابية .

وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قال خلال مؤتمر صحافي إن الهاشمي سيعود الى العراق بعد انتهاء زياراته الحالية لعدد من الدول العربية. وأقام الهاشمي في إقليم كردستان العراق منذ أن عرضت وزارة الداخلية في 19 كانون الاول (ديسمبر) الماضي اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بشأن قيامهم بأعمال عنف بأوامر منه في حين أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني أن الهاشمي موجود بضيافته وسيمثل أمام القضاء في أي وقت ومكان في داخل العراق.

يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي عن اعتقال 16 شخصاً من حماية الهاشمي مؤكدة أن المعتقلين متهمون بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط وقضاة لكن الهاشمي ينفي هذه الاتهامات متهما بدوره المالكي باستهدافه سياسيا.

ويفترض أن يؤدي الهاشمي اليوم الخميس العمرة. وبدأ طارق الهاشمي الاحد زيارة مفاجئة الى الدوحة بناء على دعوة قطرية، واكد مراراً عزمه على العودة الى العراق بعد إتمام جولة على دول عدةفي المنطقة.

وقد اكد بيان صادر عن مكتب الهاشمي أن الاخير سيعود في وقت لاحق الى اقليم كردستان العراق حيث يقيم. وصدرت مذكرة توقيف عراقية بحق الهاشمي في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي، علمًا أن الحكومة تطالب سلطات اقليم كردستان بتسليمه إلى القضاء في بغداد.

ويلاحق الهاشمي الشخصية السنية البارزة وأحد قياديي القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، بتهمة دعم عمليات ارهابية نفذها عناصر حمايته.

واكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الثلاثاء أن بلاده استقبلت الهاشمي بصفته الرسمية وترفض تسليمه إلى بغداد. ويرأس المالكي حكومة منبثقة من انتخابات عامة اجريت في 2010، وليس من المتوقع تنظيم انتخابات جديدة قبل 2014.