مهلة كوفي أنان مرت من دون نتائج عملية

رغم مرور المهلة التي حدّدها مبعوث الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا، من دون أي نتائج عملية إلا أن أنان يصر علىأن الخطة مطروحة حتى اليوم في وقت أكدت تقارير صحافية أن سوريا أضاعت آخر فرصة من أجل التوصل إلى حل.


القاهرة: يبدو أن الموعد النهائي لانسحاب القوات السورية من كبرى المدن على أمل وقف إطلاق النار بينها وبين الثوار، والذي كان يوافق يوم أمس، كما حدده كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لدى سوريا، يبدو أنه قد تم تحديده وانتهى كذلك من دون أن يحدث شيء يذكر على أرض الواقع من الناحية العملية.

ومع هذا، فإن أنان يصرّ حتى الآن على أن الخطة لا تزال مطروحة على مائدة المفاوضات. غير أن تقارير صحافية أميركية بدأت تتحدث عن زوال آخر أفضل الفرص التي كانت متاحة لدى الجانب السوري من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي.

وفي هذا الصدد، قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن المواعيد النهائية، كما في سوريا، يتم إنقاذها أحياناً في أوقات دبلوماسية إضافية. وتابعت أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد تدخلاً من جانب روسيا، لكي تقنع الأسد بالامتثال. وقد يكون اجتماع وزراء خارجية قمة مجموعة الثماني المقررة يوم غد الخميس في واشنطن، بمثابة الفرصة التي يمكن استغلالها لكسر الجمود القائم بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأشارت المجلة في الإطار نفسه إلى وجود سابقة مماثلة لتلك الحالة، حين وصل مجلس الأمن إلى طريق مسدود عام 1999 بشأن كوسوفو، ولم تحدث انفراجة دبلوماسية حينها بين أميركا وروسيا إلا من خلال اجتماع أقيم على هامش قمة الثماني.

وتوقعت المجلة أن تبدأ جهود دبلوماسية شرسة من أجل تحقيق تلك الغاية على مدار الأيام القليلة المقبلة، وأن يتم كذلك بذل جهود دبلوماسية لمعرفة ما إن كانت هناك إمكانية لإقناع بكين بأن تشارك، أو لا تعترض على الأقل على قرارات مجلس الأمن.

ثم مضت تقول إن أنان وبان كي مون، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، كانا على حق في ما بذلاه من محاولات مع الأسد. إذا الدبلوماسية تنجح في بعض الظروف البغيضة، ويمكن أن تحبط التدهور الذي لا مفر منه والذي سيحدث في المرحلة المقبلة.
وإن أخفقت الدبلوماسية بصورة لا رجعة فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، فلا يمكن لأحد أن يتحدث بثقة عن أن جميع الخيارات قد استنفذت قبل أن يتم استخدام تدابير أكثر قوة.

وعن طبيعة تلك التدابير، أوضحت المجلة أنه سيتم إطلاق نداءات جديدة لاستخدام القوة من أجل تغيير النظام. وهو الخيار الذي خضع لنقاشات مكثفة في كافة وسائل الإعلام. لكن لا تبدو إشارة دالة، في تلك المرحلة، على أن الولايات المتحدة أو الناتو أو تركيا أو أي جهة أخرى تفكر في التدخل بصورة كاملة. ثم انتقلت المجلة لتتحدث عن خيار آخر، وهو المتعلق بتسليح الثوار، ودعمهم سياسياً إذا قبلوا بعض المعايير السلوكية الأساسية والانخراط في عملية بطيئة ومطولة لسحق النظام.

ولفتت بعدها المجلة إلى خيار ثالث، يتمثل في الدفع بقوة متعددة الجنسيات لحفظ الاستقرار في البلد المضطرب، خاصة وأن تلك القوة لا تعتبر تدخلاً لا أداة لحفظ السلام. ولا يهدف ذلك الخيار إلى تغيير النظام، وإنما لوقف موجة معينة من القتل ومنع أخرى. لكن فورين بوليسي مضت لتقول إن ذلك الخيار لا يعتبر خياراً سهلاً ولا حلاً سحرياً، من منطلق أن قوة من تلك النوعية لا يمكنها أن تؤدي مهمتها في دمشق.

وأعقبت المجلة حديثها بالتساؤل: لم قد تتوقف القوات السورية؟ وأردفت بسرد سببين، أولهما: أن توقفها أفضل بكثير لها من فتح الباب أمام محاولات عدوانية لتغيير نظام الحكم إن اتضح أن تلك التدابير أكثر مصداقية. وثانيهما: مثلما حدث في شرق الكونغو، قد تغير مرحلة ما قبل نشر مثل هذه القوة حسابات الجيش.

وألمحت المجلة إلى إمكانية إقدام تركيا على قيادة مثل هذه القوة، شريطة أن تحصل أولاً على تفويض من جانب مجلس الأمن. وأضافت المجلة أنه في حالة عدم إجازة مجلس الأمن السماح بتدخل قوة دولية، فيمكن للناتو أو جامعة الدول العربية اتخاذ خطوة كهذه.