دمشق: على الرغم من تزايد وتيرة أعمال العنف وحدة القتل في سوريا، إلا أن الشباب السوري المعروف باعتداله، وبعده عن كثير من الأمراض الاجتماعية الدخيلة على المجتمع السوري، لا يزال يؤمن بإمكانية التغيير السلمي، بعيداً عن العنف والولاء للطوائف والمذاهب.

quot;ائتلاف شباب التغيير السلميquot;، واحد من التيارات التي تم الإعلان عنها أخيراً للتأكيد على عدد من المبادئ التي يرى شباب الائتلاف أنها ضرورية لحماية الثورة السورية. وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أعلن الائتلاف أنه quot;إيماناً منا، نحن مجموعة من الشباب السوري من تيارات وتجمعات ومستقلين، بضرورة العمل العلني السلمي؛ بهدف إنهاء الاستبداد وبناء دولة ديمقراطية علمانية تعددية تكون لكل السوريين، بعيداً عن فكرة الإقصاء والانتقام، نعلن عن تشكيل quot;ائتلاف شباب التغيير السلميquot; الذي يعمل على خلق قوة ضغط سياسية باتجاه ايجاد حل سلمي ومخرج آمن يحافظ على مكتسبات البلاد ومؤسساتها، ويرفض الانجرار إلى كافة دعوات التسليح، ويرى أن السلاح هو مقبرة ثورة الحرية والكرامة، ويدخل البلاد إلى أماكن مجهولة تضر بمصلحة السوريين، سواء أكانوا من الموالاة أو من المعارضةquot;.

واعتبر بيان الائتلاف، الذي يهيمن عليه الطابع العلماني واليساري بوجه عام، أنquot;السلمية والعلنية التي نعمل عليها في ائتلاف شباب التغيير السلمي تهدف إلى إعادة الثورة إلى مسارها الصحيح، وإعادة تفعيل دور الشباب وأهميته في المجتمع المدني، حتى نكون قادرين على رسم مستقبلنا بأيدينا، ونقف حاجزا أمام انحراف ثورتنا، وكذلك العمل على بناء قدرات الكوادر الشبابية وتدريبها وتأهيلها لتفعيل وقيادة مؤسسات المجتمع المدني والدخول في العمل العام، وترسيخ مبدأ المواطنة وثقافة اللاعنف، وانخراط الشباب بحملات إغاثية إنسانيّة، والتشجيع على استخدام كافة الوسائل السلمية للتعبير والنضال، كسبل أساسية للوصول إلى دولة الحق والقانون وبناء المواطن الواعي لحقوقه وواجباته، والمنتمي لمجتمعه والمؤهل لخدمتهquot;.

كما نص البيان على أسماء ما سماه quot;اللجنة الإدارية المؤقتةquot; للائتلاف، والمكونة من كل من quot;محي الدين عيسو، ديما نقولا، طارق السواح، رودي أيو، عامر سابا، أنس جودة، أميرة مالك، ثائر حداد، حسن حميدوشquot;.
كما وجه الائتلاف بعيد إطلاقه مباشرة، رسالة إلى كافة الأطراف المعنية بالشأن السوري، على حد تعبير بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أكد فيه ائتلاف شباب التغيير السلمي أن الشباب السوري quot;انتفض لتغيير واقعه ورسم مستقبله بعد ان كان مهمشاً عن الحياة السياسية والعامة، رافعاً شعارات الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وكانت هذه الانتفاضة من بثت الروح في الحياة السياسية في سوريا بعد عقودٍ من السبات الطويل، وقوبلت من كافة القوى السياسية بالاستعلاء ومحاولات الوصاية عليها، في الوقت ذاته فشلت هذه القوى في بلورة حالة سياسية واعية قادرة على تحقيق أهداف هذا الحراكquot;.

ونتيجة لهذا الفشل، كما جاء في البيان quot;فقد قررنا، نحن مجموعة من الشباب السوري المدني، تشكيل quot;ائتلاف شباب التغيير السلميquot; من تيارات سياسية مختلفة وشباب مستقلين للعمل ضمن إطار واحد على بلورة الأهداف الرئيسية التي قامت الانتفاضة من أجلها، من خلال العمل المدني والسياسي انطلاقا من أن الحل ينبع من إرادتنا نحن في رسم ملامح مستقبلنا بأيدينا.. ويقوم عملنا على الأسس التالية:

أولاً- التوجه إلى الشباب السوري:
التأكيد على أهمية دور الشباب في المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والمدنية من خلال تأطير جهودهم والانتقال من العمل الفردي السري إلى حالة من العمل الجماعي العلني المؤطر الذي يضمن الاستمرارية وتحقيق فعالية أكبر في تجاوز الأخطاء التي حصلت في المرحلة السابقة، ويبلور ثقافة التغيير السلمي الديمقراطي، ويخلق بيئة داعمة لتطوير فكر العمل المدني العلني وبناء مؤسسات المجتمع المدني.

ثانياً- التوجه للقوى السياسية:

1- التوافق للخروج من حالة الاستعصاء السياسي القائمة حاليا وفق الخطوط العريضة التالية:
bull; البدء الفوري لوضع خارطة طريق واضحة المعالم للتغيير الديمقراطي السلمي من خلال تحقق مشاركة كافة الأطراف الفاعلة للدخول بعملية سياسية تؤسس لمرحلة انتقالية تتضمن المشاركة الفعلية في السلطة ووضع دستور جديد والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية تقوم على أساس التعددية السياسية.
bull; نبذ العنف من كل الأطراف ورفض دعوات التسليح المطروحة حالياً وإيجاد مخرج سياسي عادل لمن حمل السلاح من جميع الأطراف.
bull; العمل بحذر مع الأحلاف والمحاور الدولية التي تزيد من حدة الانقسام المجتمعي والطائفي.
bull; الرفض المطلق لأي تدخل خارجي سياسي أو عسكري لفرض خيارات غير متوافقة مع إرادة السوريين و مصالحهم والترحيب بأي مبادرة سياسية تساهم في الخروج من الأزمة.
bull; محاربة كافة أشكال التجييش الإعلامي والطائفي.

2- وضع استراتيجية من خلال:
bull; الدعم الكامل وغير المشروط للعمل الشبابي المدني العلني وضمان أمن وسلامة الناشطين في هذا المجال.
bull; تكريس مبدأ المواطنة وسيادة القانون وفصل السلطات.

ثالثاًّ- التوجه للمجتمع الدولي:

1- العمل على خلق توافق دولي فيما يتعلق بالأزمة السورية مبني على أساس دعم كافة المبادرات التي تقدم لحل توافقي سوري داخلي، وتقديم كافة الضمانات لدعمه و تطبيقه.
2- تخفيف الضغط عن الشعب السوري من خلال رفع العقوبات الاقتصادية التي تؤثر على المواطن السوري في لقمته، وتقديم المساعدات الإنسانية غير المشروطة عن طريق المنظمات الدولية الفاعلة داخل البلاد.
نوجه هذه الرسالة إلى كافة الأطراف المعنية بالشأن السوري لإبلاغهم بأننا قد وصلنا إلى حد اليأس من أن يقوموا بدورهم كشركاء في المسؤولية أمام الشعب السوري، و نطالبهم بنتائج حقيقية على أرض الواقعquot;.