بارزاني مجتمعا مع الرئيس التركي عبد الله غول في انقرة

حذر معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني من مخاطر استمرار الازمة السياسية في البلاد وانتقد اداء الاجهزة الامنية وعدم قدرتها على منع التفجيرات التي شهدتها سبع محافظات امس رغم علمها المسبق بها .. فيما اجتمع بارزاني في انقرة مع الرئيس التركي غول ورئيس وزرائه إردوغان الذي اتهم المالكي بإذكاء الطائفية والعرقية بين الشيعة والسنة والاكراد.


حذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجعية الشيعية في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم من استمرار الأزمات السياسية في البلاد وقال إنه مع عدم وجود أي مؤشرات في الافق لتحرك جدي لحل هذه الازمات، فإن هناك مخاطر جدية وحقيقية على مستقبل العملية السياسية والأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد. ودعا السياسيين الى الانتباه إلى هذه المخاطر مشيرا الى ان من طبيعة العملية الديمقراطية إفراز آراء متعددة وهذه ظاهرة صحية وفي إطار حرية التعبير والوصول الى الرأي الناضج لكنه quot;حينما يتحول تعدد الاراء والاختلاف في الرأي الى مشاحنات ومهاترات وتسقيط واتهامات فإنه يتحول الى خطر على العملية الديمقراطية .

واشار الى ان عدم وجود حل للدوّامة السياسية في البلاد سيقود الى تداعيات خطيرة على العراق وسيكون له تأثير على البناء النفسي للمواطن العراقي يجعله يعيش دوامة الخلافات والتصعيد في المواقف بدلاً من اعتماد لغة الحوار مع الاخرين . واوضح ان تأزم الوضع السياسي سيجعل المواطن ينتهج سياسة التصعيد والمهاترات في تعامله اليومي وسيغلب على طبعه العنف والتصعيد بعيدا عن الحوار.

وفشلت جميع المحاولات الجارية منذ أشهر لعقد مؤتمر سياسي للكتل السياسية من أجل حل الأزمة السياسية التي تضرب البلاد منذ أربعة أشهر، الامر الذي عقّد العلاقات بين هذه الكتل. يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، بعد اتهامه بدعم الإرهاب، وذلك في ال19 من الشهر نفسه.. وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة من نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير للمالكي بأنه quot;دكتاتور لا يبنيquot;، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب، وإلى أن تقدم طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي، قبل أن تقرر في ال29 من كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب، ثم لتعود في السادس من شباط (فبراير) الماضي وتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء، وعودة جميع وزرائها إلى حضور جلسات المجلس.
وحول الأوضاع الأمنية التي تشهد انهيارات متتالية كان آخرها أمس، حين حصدت تفجيرات شهدتها سبع محافظات عراقية أرواح 38 مواطنا إضافة الى اصابة أكثر من مئة آخرين فقد شدد الكربلائي على ضرورة وجود تشخيص لهذه الخروقات الأمنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها مشيرا بهذا الصدد الىعدم وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية وعدم اتخاذ الإجراء المناسب للحد منها .

واضاف أن الكلام عن أن الجماعات الارهابية تبغي من وراء هذه العمليات إثبات وجودها بات غير مقنع، فالجماعات الارهابية أثبتت وجودها من خلال تكرار الخروقات الأمنية. وأشار الى أن تشكيل لجان تحقيقية بالتفجيرات غير كاف مشددا على ضرورة تشخيص الاسباب الحقيقية وراء الخلل الحاصل في عدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة في التعامل مع المعلومات الاستخبارية وكذلك التحقيق لمعرفة أسباب القصور ومن يتحمله.

وعبر عن استغرابه من عدم اتخاذ الأجهزة الامنية الاجراءات اللازمة لمنع التفجيرات مع علمها المسبق بها .. وقال إن احد الاشخاص القريبين من موقع القرار في الدولة قد حذر عائلة دينية من خارج العراق من زيارة مدينة الكاظمية في بغداد لاحتمال حدوث تفجيرات فيها وبالفعل حدث التفجير أمس .
وقد أعلنت القاعدة في العراق اليوم الجمعة مسؤوليتها عن أكثر من 20 انفجارا وقعت أمس في مدن وبلدات في أنحاء العراق وأسفرت عن مقتل 38 شخصا على الاقل واصابة نحو 150 شخصا. وقالت دولة العراق الاسلامية في بيان بثته على موقع إسلامي على الانترنت انها نفذت الهجمات ردا على حملة اعتقالات وتعذيب وحصار ومصادرة للأراضي في المناطق السنية من بغداد وما حولها.

وعن انتشار العادات والثقافات الغريبة في العراق، فقد حذر الكربلائي من الغزو الثقافي للمجتمع العراقي من خلال وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة في ظل الانفتاح الذي تعيشه البلاد يرافقه عدم وجود ثقافة في التعامل مع ادوات التكنولوجياتلك. وقال ان quot;شبابنا وشاباتنا امام خطر كبير من خلال تأثرهم بثقافات المجتمعات الاخرى والتي هي بعيدة عن تعاليم دينناquot;. وطالب وزارة الرياضة والشباب بتوفير الاندية والمراكز التي تعمل على سدّ الفراغ وصقل مواهب الشباب كما على العائلة والمدرسة والجامعة الاهتمام بالشباب لان المسؤولية تقع على عاتق الجميع في منع شبابنا من التأثر بالثقافات البعيدة عن تقاليدناquot;.

إردوغان يجتمع مع بارزاني ويتهم المالكي بإذكاء الطائفية والعرقية
بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته الحالية الى تركيا مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب إردوغان عددا من القضايا الثنائية منها تطوير العلاقات الثنائية والتوتر السياسي في العراق والتطورات الإقليمية لاسيما الوضع في سوريا.
وكان رئيس اقليم كردستان وصل الى تركيا أمس الخميس بهدف عقد لقاءات مع المسؤولين الاتراك من اجل التباحث بالملفات ذات الاهتمام المشترك . والتقى بارزاني مع إردوغان في مدينة إسطنبول التركية حيث تم بحث الأزمة السياسية الراهنة في العراق، وسبل تذليل العقبات التي تعترض العملية السياسية، حيث قدم كل طرف تصوراته لهذه الأزمة وسبل معالجتها quot; كما قال بيان صحافي لرئاسة الاقليم. كما بحث الجانبان تطوير العلاقات بين اقليم كردستان وتركيا على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية والتجارية، حيث أكد الجانبان ضرورة تطوير هذه العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين الكردي والتركي . وجرى ايضا مناقشة الملف السوري والدور الكردي في سوريا حيث اكد بارزاني ضرورة الاقرار الدستوري بحقوق الاكراد وان ينال الاكراد في سوريا حقوقهم كاملة .

وعقب الاجتماع، اتهم إردوغان نظيره العراقي نوري المالكي بإذكاء التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة والأكراد في العراق من خلال تصرفاته مع شركائه في الائتلاف الحاكم. وقال إردوغان في مؤتمر صحافي ان quot;التطورات في العراق لا تبشر بخير ولا سيما سلوكيات رئيس الوزراء الحالي تجاه شركائه في الائتلاف.quot; واضاف قوله quot;ان أساليبه الأنانية تثير قلقا بالغا لدى الجماعات الشيعية وبارزاني والجماعات العراقية.quot; وقال إنه ناقش هذه المسائل مع الزعيم العراقي الكردي.
وكان إردوغان يتحدث قبل سفره إلى الدوحة لمحادثات مع الزعماء القطريين بشأن الأزمة في سوريا حيث تشعر تركيا بالقلق خشية ان يؤدي العنف في سوريا والتوترات المتزايدة في العراق الى صراع أوسع بين الشيعة والسنة في المنطقة.

وقال إردوغان انه ناقش أيضا مع بارزاني التمرد الانفصالي الدائر منذ وقت طويل لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا حيث يقوم مقاتلو الحزب بعملياتهم انطلاقا من قواعد في شمال العراق لكن بارزاني طمأن إردوغان إلى ان حكومته تشاطر إردوغان رغبته في انهاء الصراع. وقال اردوغان quot;انهم قلقون للغاية من هذه المسالة وليس من المعقول ان يوافقوا على هذه المنظمة الارهابية.quot;
ويعتبر العراق ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد المانيا وبلغ حجم التبادل التجاري العام الماضي 12 مليار دولار اكثر من نصفه مع اقليم كردستان العراق.