عززت وزارة الداخلية إجراءاتها الأمنية في محيط الكاتدرائية المرقسية القريبة من منطقة الإشتباكات في العاصمة المصرية، في وقت عقد فيه الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك إجتماعات مع نشطاء أقباط، لاستطلاع آرائهم بشأن الإنتخابات.


بينما يخيّم الهدوء الحذر على الأجواء في منطقة العباسية في العاصمة المصرية القاهرة على أثر الإشتباكات التي اندلعت أمس الأربعاء بين مجهولين والمعتصمين للمطالبة برحيل المجلس العسكري، عززت وزارة الداخلية إجراءاتها الأمنية في محيط الكاتدرائية المرقسية القريبة من منطقة الإشتباكات.

هذا وعقد الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك، وبعض أعضاء لجنة إنتخاب البابا إجتماعات مع نشطاء أقباط، لاستطلاع آرائهم بشأن الإنتخابات، وتم الإتفاق على تأجيل تعديل لائحة إنتخاب البطريرك إلى حين اختيار خليفة للأنبا شنودة الراحل، على أن تستمر الإجتماعات والمناقشات لوضع المقترحات اللازمة، بحيث تعرض على البابا الجديد، ويتم تعديلها خلال عام من جلوسه على كرسي مارمرقس.

تعزيزات أمنية للكنيسة

انتشرت قوات الأمن في محيط الكاتدرائية، وأغلقت الشوارع الجانبية المؤدية إليها، وعززت إجراءاتها بنحو سبع سيارات أمن مركزي، ونحو ألفي جندي، إضافة إلى ثلاث مدرعات تابعة للجيش، وذلك خشية وصول أعمال العنف إليها، أو استغلال الأجواء المتوترة لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن الإجراءات تأتي لحماية الكاتدرائية، لاسيما أنها تقع في بؤرة التوتر، وقد يستغل البعض الأحداث في نقل العنف إليها، بما يهدد السلام الإجتماعي بين الأقباط والمسلمين، وزيادة حدة العنف، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية لديها خطة معدة مسبقاً لتأمين الكاتدرائية، ويتم تنفيذها في حالة الطوارئ.

وأشار إلى أن قوات الأمن أغلقت الشوارع الجانبية المؤدية إليها، ونشرت المئات من أفراد الشرطة السريين فيها، وأخضعت المشتبه فيهم للتفتيش، لاسيما في ظل انتشار السلاح في تلك المنطقة على أثر الإشتباكات.

ولفت إلى أن قوات الأمن إقتصر دورها على التأمين الخارجي، فيما يتولى أفراد الأمن التابعون للكنيسة تأمينها من الداخل، منوهاً بأن التوتر لم يصل إلى الشوارع القريبة من الكنيسة، واقتصر على الشوارع الواقعة في شمال ميدان العباسية، في حين أنها تقع في الجنوب منه.

ونبه إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة سوف تستمر إلى حين عودة الهدوء والإستقرار بشكل كامل إلى المنطقة.

مناقشات لتعديل لائحة البابا

في الشأن عينه، قال المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لــquot;إيلافquot; إن الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك يعقد اجتماعات مع بعض الناشطين الأقباط لاستطلاع آرائهم بشأن إنتخابات البابا الجديد، مشيراً إلى أن هناك إحتمالية لإدخال تعديلات طفيفة على لائحة الإنتخاب، بما يوسع دائرة الناخبين من quot;الأراخنةquot;، أي الأقباط من غير الإكليروس.

وأوضح جبرائيل أن أعضاء في لجنة إنتخاب البابا التقوا بالنشطاء أيضاً، ومن هؤلاء الأعضاء: المستشار إدواردغالب سكرتير المجلس الملى العام والمستشار كمال شوقي عضوا لجنة قبول ترشيحاتالبطريرك. وأضاف أن الإجتماع الذي عقد مع هذين العضوين ناقش كيفية اختيار الأراخنةومشاركة العلمانيين في الكنيسة وتعديل لائحة انتخاب البطريرك.

وأشار جبرائيل إلى أن هناك رغبة في وضع مشروع متكامل لتعديل لائحة انتخاب البطريرك، ومشروع لتوسيع اختصاصات المجلس الملى العام لتفعيل نشاطه، ولفت إلى أنه تم تأجيل تلك المشروعات إلى حين إنتخاب البطريرك الجديد، وتقدم إليه للنظر فيها، وإجراء المناقشات حولها، تمهيداً لتعديلها خلال عام من جلوسه على كرسي مارمرقس.

ونوه بأنه تقدم بمقترحبشأن تعديل طفيف على اللائحة يتعلق بكيفية اختيار quot;الأراخنةquot;، موضحاً أن الإقتراح يتضمن اختيار خمسين أرخناً من كنائس القاهرة، ويترك للجنة الترشيحات اختيار 22 أرخناً من مجموع 72، وذلك من الشخصيات العامة وفق معايير وضوابط محددة، تضعها لجنة قبول الترشيحات وقيد الناخبين.

ولفت جبرائيل إلى أن البابا شنودة الراحل رفض تعديل اللائحة حتى لا يقال إنه يمهّد الطريق أمام شخص بعينه.

14 مرشحاً

تقدم 14 أسقفاً وراهباً للترشح لمنصب بطريرك، أبرزهم: الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة الراحل، والأنبا رافائيل الأسقف العام، والأنبا مكاريوس أسقف المنيا، والأنبا دميان أسقف الأقباط الأرثوذكس في ألمانيا والراهب شنودة. فيما رفض الأنبا باخوميوس لقائم مقام البابا الترشح للمنصب، رغم أنه حظيبتزكيات كثيرة من الرهبان والأساقفة حسبما تنص لائحة الإنتخاب.