بدا أن الاتفاق على اتخاذ تدابير دولية إضافية في سوريا بات بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى في أعقاب التفجير الانتحاري الضخم، الذي وقع يوم أمس الخميس في العاصمة دمشق، بينما بدأ القادة الأجانب يشيرون بأصابع الاتهام إلى اتجاهات مضادة.


التفجير الانتحاري خلف عشرات القتلى والجرحى أمس في دمشق

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في وقت قال فيه مسؤولو إدارة الرئيس باراك أوباما إنهم لم يستطيعوا تأكيد الجهة التي قامت بتنفيذ الهجوم، إلا أنهم حمّلوا الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية بشكل كبير لسماحه بتصاعد الموقف، بدلاً من الامتثال إلى قرار الأمم المتحدة المتعلق بوقف إطلاق النار تحت إشراف من جانب مراقبي الأمم المتحدة.

فيما اتهمت روسيا، التي تحظى موافقتها بأهمية في مجلس الأمن، حال اتخاذ أي إجراءات أخرى من جانب الأمم المتحدة، اتهمت الدول التي تدعم المعارضة السورية بالتحريض عن عمد على العنف المتزايد من أجل تبرير التدخل العسكري.

في هذا الصدد، أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، متحدثاً عن التفجيرات، قوله: quot;يتخذ بعض شركائنا الأجانب خطوات لضمان انفجار الوضع، بالمعنيين الحرفي والمجازيquot;.

أدلى لافروف بتلك التعليقات في مؤتمر صحافي في بكين، جنباً إلى جنب مع نظيره الصيني، يانغ جيتشي، الذي كرّر بدوره رفض حكومته التدخل العسكري الخارجي في سوريا. وتابعت الصحيفة حديثها في هذا السياق بالقول إن هذا التفجير الأكثر حدة الذي شهدته دمشق يوم أمس جاء في الوقت الذي ينظر فيه على نطاق واسع إلى مهمة مراقبي الأمم المتحدة على أنها مهمة فاشلة.

وقال مسؤولون كبار في إدارة أوباما إن الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون الآن المعايير الخاصة بالإعلان عن فشلها، وما هي الخطوات التي يمكن إتباعها بعد ذلك.

وبينما وصل حوالى 100 مراقب إلى سوريا، وفي وقت يتوقع أن يصل فيه العدد المتبقي بحلول نهاية الشهر الجاري، قال جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والعائد لتوه من رحلة كان يقوم بها في المنطقة: quot;يظن الأسد، وفق حساباته، أن بمقدوره محاولة استخدام مهمة أنان كغطاء مستمر لقدرته على القيام بما يقوم بهquot;.

وعن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، أضاف: quot;أعتقد أنها لن تكون مجدية، لكن لابد أن يحصل أنان على الحق في اتخاذ القرار بشأن التوقيت. ولا ينبغي علينا أن نستبق الإعلان بأي شكلquot;.

في الإطار عينه، أشار أحد مسؤولي الإدارة الأميركية إلى أن الإستراتيجية الأميركية تقتصر في الوقت الراهن على السماح بإنجاز المهمة، إلى أن تحول الأحداث ndash; كتلك الهجمات التي تستهدف المراقبين أنفسهم ndash; دون إتمام تلك المهمة.

وكرر يوم أمس أيضاً وزير الدفاع، ليون بانيتا، أن البنتاغون مستمر في وضع كل أنواع الخطط في ما يتعلق بالأساليب المحتمل انتهاجها في سوريا. وأكد في السياق نفسه أنهم متأهبون ومستعدون لما قد يطلبه منهم الرئيس الأميركي.

وأوضحت الصحيفة أن خطط الطوارئ هذه تشتمل على توفير الحماية العسكرية للممرات التي قد تستخدم في تقديم المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المدنيين أو إقامة quot;منطقة آمنةquot;، حيث يمكن لأفراد المعارضة أن ينظموا صفوفهم، أو إمكانية أن يقوموا بشنّ هجوم جوي على سوريا. غير أن مسؤولين من الإدارة أوضحوا أنهم لا يفكرون في انتهاج أي من هذه الخيارات العسكرية.