القاهرة: جاءت وفاة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق مفاجأة للكثيرين في مصر، وألمح بعض أنصاره إلى أن الوفاة ليست طبيعية، واتهموا جهات داخلية وخارجية بـquot;قتلهquot;، لاسيما أميركا حيث توفي. فيما أصدر التيار السلفي فتوى تحرم الصلاة على روحه عملاً بالآية القرآنية الكريمة quot;ولاتأس علىالقوم الفاسقينquot;.
سليمان مات مقتولاً
وجاء التشكيك في أسباب الوفاة من جانب أنصاره الذين أطلقوا صفحة على موقع الفايسبوك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن وفاته، حملت إسم quot;دعوة لحضور جنازة اللواء عمر سليمانquot;، ووضعت على الصفحة صورة لكل من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وسليمان، وكتب في أسفل منها quot;ياسر عرفات مات مسموماً، وعمر سليمان مات مقتولاًquot;.
غموض وشكوك يلف وفاة عمر سليمان |
فيما قال مصدر في حملة عمر سليمان لـquot;إيلافquot; إنه لا يستبعد ضلوع جهات خارجية وداخلية في قتله، مشيراً إلى أن سليمان ليس لديه تاريخ مرضي قاسٍ، بل كان يتمتع بصحة جيدة، والدليل أنه ترشح لرئاسة الجمهورية، وهو يعلم أنها مسؤولية ضخمة، لاسيما في ظل الفترة العصيبة التي تمر بها مصر، وأضاف المصدر أن عمر سليمان لديه أعداء كثيرون في الداخل، والخارج أيضاً، وكانوا يخشون أن يفتح quot;صندوقه الأسودquot;، ويفضحهم على رؤوس الأشهاد.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه، مبرراً ذلك بقوله إذا كان quot;الجنرالquot; قتل، فإن أي شخص آخر سهل الخلاص منه، إن الأيام القادمة سوف تكشف أن عمر سليمان لقي المصير نفسه الذي لقيه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ولكن بأدوات أخرى، ليس التسميم أحدها.
شكوك حول الوفاة
ومن جانبه، قال المستشار نجيب جبرائيل، الناشط القبطي الذي كان مقرباً من عمر سليمان أثناء فترة الترشح للإنتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) الماضي، وأضاف جبرائيل لـquot;إيلافquot; أن سليمان كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يكن يعاني من أية أمراض قلبية، مشيراً إلى أن الجميع كان يعلم أنه يعيش في دبي في الإمارات العربية المتحدة، ولكن الإعلان عن وفاته فجأة يثير الكثير من الشكوك حول أسبابها، لاسيما أنه حتى الآن لم يصدر بيان رسمي من المستشفى أو أي جهة في مصر يوضح أسباب تلك الوفاة، ولفت جبرائيل إلى أن رئاسة الجمهورية لم تذع أي بيان بخصوص وفاة الرجل الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية، وكان مرشحاً للإنتخابات الرئاسية، قبل أن يتم إقصاؤه منها لأسباب إجرائية.
نزاع بين الرئاسة وquot;العسكريquot;
ولم يستبعد جبرائيل أن يكون quot;الجنرالquot; مات مقتولاً، وأضاف أن وفاة عمر سليمان المفاجئة تمثل لغزاً سوف تكشف الأيام عنه، وقال إنه قد يكون قتل، هذا احتمال لا يمكن استبعاده، متوقعاً نشوب نزاع بين رئاسة الجمهورية والمجلس العسكري، حول تفاصيل الجنازة التي سيتم تنظيمها لسليمان، ونوه بأنه من المتوقع رفض الرئاسة تنظيم جنازة عسكرية له، في حين سوف يتدخل المجلس العسكري في هذا الأمر وسيتم تنظيم جنازة لائقة بتاريخه العريق، وأضاف أن الرجل شغل منصب رئيس جهاز المخابرات، كما شغل منصب نائب رئيس الجمهورية، ولم تلوّث يداه بدماء شهداء الثورة، ولم يثبت تورطه في أي عمليات فساد أو إنتهاكات لحقوق الإنسان، ويتمتع بحب جارف من المصريين، ولو كانت أتيحت له الفرصة لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية لفاز فيها باكتساح، وتابع جبرائيل: أعتقد أن المشير حسين طنطاوي سوف يأمر يتنظيم جنازة لائقة بالرجل صاحب الملف الناصع البياض، وسوف يشيعه المصريون لمثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة.
وتوفي اللواء عمر سليمان في مستشفى كليفلاند الأميركي، وهو المستشفى نفسه الذي كان يعالج فيه البابا شنودة الراحل، وقال جبرائيل إن المستشفى يتمتع بسمعة عالمية ، مشيراً إلى أن البابا كان يعالج فيه في قسم العظام، وكان يجري فحوصات دورية فيه، وأضاف أن هناك تجمعاً قبطياً بالقرب منه، لافتاً إلى أن هذا التجمع القبطي هو أول من أذاع الخبر، نظراً لتمتعه بعلاقات طبية مع المستشفى منذ أن كان البابا شنودة يعالج فيه.
مبارك يبكي
فيما قال مصدر في سجن طرة إن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أصيب بنوبة بكاء حادة بعد أن علم بخبر وفاة عمر سليمان، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن مبارك أصيب بحالة من الحزن الشديد لرحيل سليمان الذي كان يمثل أحد أهم أركان نظام حكمه خلال العشرين عاماً الأخيرة، مشيرًا إلى أنه أنقذ حياته أثناء محاولة إغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كما أنه كان رجل المهمات الصعبة، حيث عهد إليه بالملف الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى ملف حوض النيل في العام الأخير من عمر النظام قبل اندلاع الثورة، ولفت المصدر إلى أن الأطباء أعطوا لمبارك أدوية مهدئة، ونام لنحو خمس ساعات من العاشرة صباحاً، ثم أستيقظ لكنه مازال يعاني حالة الحزن والإكتئاب.
لا تجوز الصلاة عليه
وفي وقت يرقد الجثمان في أميركا بانتظار إجراءات السفر والدفن، أصدر قيادي سلفي فتوى تحرم الصلاة على عمر سليمان، وقال الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية في تصريحات له، إن صلاة الجنازة لا تجوز على عمر سليمان، وأوضح أسبابه في تلك الفتوى بالقول إن المولى عز وجل يقول: quot;ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبرهquot;، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما أجاز الفرح أن أهلكه الله، وقال إن الفرح في موته جائز، استناداً إلى قوله تعالى: quot;ولا تأس على القوم الفاسقينquot;، معتبراً أن سليمان كان من القوم الظالمين الذي عاثوا في الأرض فساداً، وأهلكوا الحرث والنسل.
فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها تنوي المشاركة في جنازته، وأضافت أنه من الواجب عليها المشاركة في جنازة عمر سليمان، مشيرةً إلى أنه صار في ذمة الله، بما له وما عليه.
التعليقات