في الشهر الأمني شهدت المناطق اللبنانية انفلاتًا امنيًا اكبر من اي وقت مضى، تمثل بالسطو على المصارف في مختلف المناطق فضلاً عن التعرض لشخصيات سياسية من دون ان ننسى مسلسل حرق الدواليب والاعتصامات.


بيروت: انه شهر امني بامتياز، خمسة بنوك سبق سرقتها هذا الشهر، فquot;بنك فينسياquot; هو البنك الخامس الذي تطاله عمليات السطو والسرقة في خلال شهر من الزمن، ويُذكر أن عمليات السطو بدأت نهاية الشهر الماضي مع quot;بنك عودةquot; (فرع فردان) ومن ثم طالت quot;البنك اللبناني الفرنسيquot; (فرع ضبية) إلى بنك quot;SGBLquot; (فرع كفرشيما) إلى بنك بيبلوس في الشويفات منذ يومين، وصولاً إلى عملية اول من امس.

ما يجمع بين مختلف السرقات، التشابه في الاسلوب من حيث التنفيذ، بعد دخول مسلحين ملثمين الى البنك، وتهديد الموظفين وسرقة صندوق المصرف، في حالة فريدة من الجرأة، والتعدي الامني على المصرف والموظفين في وضح النهار، وفي مناطق غالبًا ما تعج بالناس والمحال.

وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، عزا سبب تكرار مثل عمليات السطو هذه إلى quot;البطالة والجوعquot;، وأضاف: quot;يجب ألا ننسى أن لدينا غرباء في البلد نتيجة الأحداث في سوريا وكل هذه العوامل تؤثر على الوضع الأمني في لبنانquot;.

وردًا على سؤال، عمّا إذا كان أي من قوى الأمن الداخلي أو أمن المصرف يتحمّل مسؤولية التقصير الذي حصل، أجاب شربل: quot;الأمن في البنك ليس من مسؤوليته، إنما هي عليناquot;، رافضًا تحميل المسؤولية لأحد. وختم بالقول: quot;نحن نعمل فوق طاقتنا، ونتمنى الوصول في أقرب فرصة الى نتيجةquot;.

والملاحظ اليوم ان السارق لم يعد يكتفي بالتحف المنزلية والمجوهرات، وأموال تغطي حاجاته اليومية نظرًا للأوضاع الاقتصادية المزرية والمصاريف المعيشية القاتلة. فصرف أنظاره الى أبعد من منزل، سوبر ماركت، أو محل لبيع الهواتف، وصولاً الى سرقة المصارف علّه بذلك يحقّق أرباحاً طائلة تساعده على شراء ما تشتهيه عينيه. وما ساعده للوصول الى غايته، هو هذا الشهر الامني بامتياز. ولأنّ الامن مستتب والدوريات منتشرة في كل بقعة من المناطق اللبنانية، تعرّضت المصارف للسرقة.

يقول النائب السابق فارس سعيد لquot;إيلافquot; ان البلد يشهد ضيقة مالية وسياسية وفلتان امني، وتفلت سياسي، مما يخلق هذه البيئة وتتفلت الامور بكل الاتجاهات، وما شاهدته بيروت وضواحي بيروت من سطو على المصارف، خير تعبير لهذا الموضوع، وهو خرق اساسي لما يسمى بالشهر الامني، ويؤكد على ان الامور ستتفاقم اكثر مع الايام والاسابيع المقبلة.

عن قول البعض ان تلك السرقات يقوم بها مقربون من المعارضة السورية وتذهب مباشرة لدعم الحراك في سوريا يجيب سعيد:quot; لا معلومات في هذا الخصوص، انما المؤكد ان المعارضة السورية ليست بحاجة الى تلك المصارف لتمول ذاتها.

ويضيف سعيد:quot; إعلان الشهر الامني كان محاولة من قبل وزير الداخلية لكي يطمئِّن اللبنانيون في شهر الاصطياف والمهرجانات وعودة اللبنانيين إلى ديارهم، هذه تجربة لم تنجح لانها لم تأت بسياق محدد، وكانت بمثابة ضرب السيف بالمياه.