لندن: حذر الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني من إعادة ضباط الجيش العراقي السابق إلى القوات المسلحة، مؤكدًا ضرورة مناقشة ما أسماه بتداعياته الخطرة مع المالكي،وخلال كلمة له في اجتماع لقيادة الحزب في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) مقر حزب الرئيس العراقي جلال طالباني، قدم نائب رئيس وزراء الإقليم السابق برهم صالح عرضًا عن الأوضاع في العراق والمنطقة وتداعيات الأزمة السياسية الراهنة على العملية الديمقراطية وحياة المواطنين في مختلف مناطق العراق، موضحًا أن عودة طالباني من رحلته العلاجية في ألمانيا قريبًا ستسهم في حل الخلافات الراهنة على الساحة السياسية العراقية.

وحذر برهم صالح من خطورة فتح الباب على مصراعيه امام عودة القيادات العسكرية في زمن النظام المباد إلى الخدمة في الجيش العراقي الحالي، مشددًا على ضرورة مناقشة هذا الملف مع القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي quot;لتدارك الموقف والحد من تداعياته الخطيرةquot;، بحسب قوله.

وكانت وزارة الدفاع العراقية باشرت الأسبوع الماضي عمليات إعادة آلاف الضباط السابقين إلى الجيش، وإحالة الراغبين إلى التقاعد، حيث بدأت 8 مراكز في مختلف محافظات البلاد عدا الشمالية في كردستان، باستقبال هؤلاء الضباط وتلقي طلبات إعادتهم .

برهم صالح متحدثًا في اجتماع لقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني

وسمح المالكي مؤخرًا بإعادة ضباط الجيش السابقين في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديإلى والانبار من رتبة مقدم وما دون إلى الخدمة. وأثار القرار حفيظة بعض الكتل السياسية، بينها التحالف الكردستاني وبعض أطراف التحالف الوطني اللذان طالبا بضرورة التأكد من عدم شمول هؤلاء الضباط بقانون هيئة المساءلة والعدالة quot;اجتثاث البعث سابقاًquot; قبل اعادتهم الى الخدمة. لكن الكتلة العراقية رفضت استخدام قرار إعادة الضباط ورقة ضغط على الأطراف السياسية وطالبت بأن تكون هذه الخطوة استحقاقًا وطنيًا وليس مزاجية.

وكان الجيش العراقي قد حل بقرار من سلطة الائتلاف الموقتة السابقة برئاسة بول بريمر عقب الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003.

دعم انتفاضة الشعب السوري

وأكد برهم صالح دعم الاتحاد الوطني لانتفاضة الشعب السوري ومنه الشعب الكردي مشيرًا إلى أن نضال الشعب السوري والكردي يصبان في بودقة النضال السلمي المدني، ضد القمع وإنكار حقوقهم.
وأضاف أن عهود التسلط والصهر والقمع والتبعيث والتعريب، قد ولت ويجب الاتيان ببديل ديمقراطي ومدني يضمن حقوق الأقليات والجماعات المختلفة، وينهي السياسة الشوفينية وإنكار الهويات القومية.

وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الكردي وترتيب البيت الداخلي الكردي عبر تحقيق التكامل والتواصل مع الأحزاب والقوى الكردستانية، وخصوصًا المعارضة منها، تجاه غالبية القضايا الآنية والمستقبلية، الأمر الذي أكد أنه بحاجة إلى عمل متواصل ودؤوب. وأكد أهمية التمسك بالخيار الديمقراطي والتغيير السلمي للسلطة في سوريا وتمتين وحدة موقف قوى المعارضة الكردية والبناء عليها لتحقيق طموحات الشعب الكردي في سوريا.

وأمس كشف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن قيام الإقليم بتدريب وتنظيم كرد سوريين. وقال بارزاني في تصريحات متلفزة: quot;نقوم بتدريب كرد سوريين في إقليم كردستان، ونرسلهم بعد ذلك إلى بلدهم للدفاع عن مناطقهمquot;، مؤكدًا بالقول: quot;نعم يوجد مراكز لتدريب وتنظيم الأكراد السوريين، حيث هناك أعداد كبيرة من الشباب الكرد في سوريا الذين هربوا إلى الاقليم، وقمنا بتدريبهم لكننا لم نرسلهم بعد إلى سوريا، إلا أننا سنفعل ذلك في حال أي فراغ في السلطة ليكونوا قادرين على فرض أمن واستقرار المواطنين في حال خروج الجيش السوريquot;. وأوضح quot;من قمنا بتدريبهم هم من الهاربين من القوات السورية وسيعملون تحت راية الهيئة العليا للكرد في سوريا التي اجتمعت في اربيل مؤخرًاquot;.

ويوم الأحد الماضي، أعلن المجلس الوطني الكردي السوري خلال اجتماع في أربيل العراقية الشماليةلجنة عليا لادارة الاقليم الكردي في سوريا بعد سيطرة الاكراد على اربع مدن هناك . وقال عضو المجلس عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الديمقراطي الكردي في سوريا إنه سيتم تشكيل لجنة عليا مشتركة بين المجلسين بهدف إدارة اقليم كردي في سوريا بعد التحرر من نظام بشار الاسد . وأوضح أنه quot;ضمن اللجنة العليا المرتقبة، سيتم تشكيل لجان فرعية لإدارة كل جانب من الجوانب المهمة على سبيل المثال لجنة الأمن، واللجنة العسكرية، واللجنة الصحية، ولجان أخرىquot;.

دعوة الى اصلاحات سياسية في العراق

ودعا المسؤول الكردي إلى التمسك بإجراء إصلاحات حقيقية والتأكيد على تصويب ورقة الاصلاحات التي من المقرر أن يقدم التحالف الوطني بنودها الأساسية إلى الشركاء في العملية السياسية.

وقال إن تداعيات الأزمة السياسية تنعكس سلبًا على العملية الديمقراطية وحياة المواطنين في مختلف مناطق العراق لافتًا إلى أن عودة الرئيس طالباني المرتقبة من رحلته العلاجية ستسهم في حلحلة الخلافات القائمة على الساحة السياسية.

وحول زيارته الأخيرة إلى إيران، أكد عدم وجود رغبة أو مسعى ايراني للتدخل باتجاه تغيير شكل التحالفات على الساحة العراقية أو الكردستانية.

ويشهد العراق أزمة سياسية منذ أواخر العام الماضي بسبب تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية حول قضايا تتعلق بالشراكة في ادارة الدولة، بالإضافة إلى ملفات أخرى، مما دفع بعضها إلى الدعوة لسحب الثقة من المالكي، بعد عدة اجتماعات في مدينتي اربيل والنجف لكن هذه لم تلقَ نجاحًا لحد الآن.

تمسك بعقود النفط الكردية مع شركات عالمية

وحول الملف النفطي أشار المسؤول الكردي برهم صالح، إلى أن العقود التي وقعها إقليم كردستان مع الشركات العالمية للإستثمار في قطاع النفط في الاقليم هي مكسب كبير، مشيرًا إلى أن سياسة الإقليم النفطية شفافة، تعتمد المعايير العالمية كأساس لها مطالبًا بتحقيق أعلى قدر من الشفافية في التعامل مع هذا الملف الحيوي.

وتخوض بغداد نزاعًا مع اقليم كردستان الشمالي بشأن صادرات الخام، وطلب المالكي من الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخرًا، منع شركة اكسون النفطية الأميركية من التنقيب عن النفط في الإقليم، قائلا إن هذا قد يهدد الاستقرار فرد اوباما مؤكداً احترامه للدستور والقوانين العراقية.
وقال مصدر نفطي مطلع على العمليات النفطية الأميركية في كردستان إن ادارة أوباما تواصل إثناء الشركات عن دخول اقليم كردستان واضاف أن quot;واشنطن تقول : هذا وقت سيىء لدخول كردستان نظرًا للمبارزة بين بغداد وأربيل.quot;

واشار مصدر في قطاع النفط إلى أنه في الوقت نفسه الذي ستعاقب فيه الحكومة المركزية في بغداد الشركات التي تتعامل بشكل مباشر مع كردستان فإنها قد تكافئ أيضا الشركات الأخرى التي تطور حقول النفط الجنوبية العملاقة من خلال تحسين الشروط التجارية.