عدن: قتل 42 شخصًا وجرح 37 آخرون في هجوم انتحاري نسب لتنظيم القاعدة واستهدف مساء السبت مجلس عزاء في مدينة جعار في محافظة ابين في جنوب اليمن، بحسب حصيلة جديدة من مصادر طبية والادارة المحلية. وافاد المحافظ جمال العاقل أن ضحايا الهجوم كانوا يحضرون العزاء الذي اقيم لابن شقيق قائد اللجان الشعبية (مسلحون مدنيون مؤيدون للجيش) في جعار، ووصف العملية بأنها quot;اعتداء اجرامي غادر وجبانquot;.

من جهته، قال احد شهود العيان لوكالة فرانس برس إن quot;انتحاريًا تسلل الى مجلس عزاء في حي الري اقامه عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية في جعار لابن شقيقه وفجر نفسه وسط المعزينquot;. وقال مسعف شارك في عمليات انتشال الجثث ونقل الجرحى إن quot;جثث القتلى تناثرت في المكان وبصورة وحشيةquot;.

وقال شاهد عيان آخر وهو من سكان جعار إن quot;الانتحاري ينتمي الى تنظيم القاعدةquot;، مؤكدًا أن quot;التنظيم يحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينةquot;. ونقل موقع وزارة الدفاع quot;26 سبتمبرquot; ايضًا عن مدير مديرية خنفر الشيخ ناصر عبد الله المنصري أن quot;الهجوم استهدف العزاء بوفاة ابن هاشم عارف السيد ابن شقيق عبد اللطيف السيد رئيس اللجان الشعبية في محافظة أبينquot;.

ونقلت جثامين 24 من القتلى الى مستشفى الرازي في جعار، كما قال مسؤول في هذا المركز الطبي بينما توفي 12 جريحًا في ثلاثة مستشفيات في عدن، كما قالت مصادر طبية. واكد المسؤول في الادارة المحلية في جعار محسن بن جميلة لوكالة فرانس برس أن ستة من جثامين القتلى انتشلت من قبل اقرباء في مكان الهجوم، ودفنت.

واضاف أن الجرحى الـ37 يعالجون في مستشفيات في جعار وعدن. من جهته، حمل الامين العام للادارة المحلية في جعار، ناصر عبدالله المنصري، السلطات المركزية في صنعاء quot;جزءاً من المسؤولية عما حدثquot;، اذ اشار الى أن السلطات لم تعزز الحضور الامني في المدينة لفرض سيطرتها على الوضع بعد أن نجح الجيش في اخراج مقاتلي القاعدة منها في حزيران (يونيو).

وقال المنصري: quot;احمل السلطات في صنعاء جزءاً من المسؤولية عما حدث وبالأخص وزارة الداخلية التي لم تتجاوب معنا بمد محافظة أبين بقوة أمنية منذ خروج القاعدة منهاquot;. واضاف quot;أن جعار وغيرها من مدن محافظة ابين لا وجود للأمن فيها، وعناصر القاعدة موجودون في جميع المدن وبشكل سريquot;، مبديًا تخوفه من تفاقم اعمال العنف واقدام القاعدة على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة ابين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم المتطرف لاكثر من سنة.

وقال المنصري: quot;أتوقع أن تشهد مدن ابين عمليات اكبر مما حدث في جعار لأن القاعدة تريد أن تنتقم من اللجان والسكان الذين ساهموا في طردهاquot;. وتابع: quot;طالما هناك فراغ أمني ولم تتجاوب الحكومة معنا سيزداد الوضع سوءًاquot;.

ووصف سكان جعار الهجوم الانتحاري بالدموي. وقال احدهم: quot;ماذا تريد منا القاعدة؟ حولت العزاء الواحد الى أكثر من ثلاثين بيتًا للعزاءquot;. وذكر شهود عيان أن العشرات من السكان تجمعوا أمام مستشفى الرازي بغية نقل جثث ابنائهم لدفنها.

وفي منتصف حزيران/يونيو سيطر الجيش اليمني على مدينتي جعار وزنجبار عاصمة محافظة ابين، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منهما تحت وطأة هجوم واسع النطاق شنته القوات الحكومية ضد متطرفي quot;انصار الشريعةquot; الذين سيطروا عليها لنحو عام كامل.

وكان هذا التنظيم المتطرف استغل ضعف السلطة المركزية، بسبب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز سيطرته على مناطق في شرق اليمن وجنوبه. الا أن الجيش تمكن في اعقاب هجومه الواسع في محافظة ابين من طرد مقاتلي التنظيم من معاقله الرئيسية في هذه المحافظة.

ويحاول المتمردون اعادة تجميع صفوفهم في المحافظات المجاورة لأبين، الا أن السلطات تطاردهم باستمرار. وفي هذا السياق قتل خمسة عناصر من تنظيم القاعدة مساء السبت في غارة لطائرة بدون طيار، اميركية على الارجح، استهدفت سيارة في بلدة في محافظة حضرموت في شرق اليمن، كما افاد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس.

وقال المسؤول طالبًا عدم الكشف عن اسمه إن quot;طائرة بدون طيار اطلقت صاروخين على سيارة لاند كروز في قرية عرض الهبوع القريبة من الجبل المطل على مدينة القطن مما أدى الى مصرع جميع من كانوا على متن السيارة وهم خمسة من اعضاء القاعدةquot;. واضاف: quot;شاهدت بنفسي خمسة قتلى من القاعدة داخل السيارةquot;.