إقالة طنطاوي أظهرت ضعف المجلس العسكري

استطاع الرئيس المصري محمد مرسي اللعب على خصومات داخل القيادة العسكرية واستفاد من الصدمة التي ولّدها هجوم سيناء لإبعاد المشير حسين طنطاوي الذي يتولى وزارة الدفاع منذ اكثر من 20 عاما، بحسب ما قال محللون.


القاهرة: كشف قرار إحالة المشير حسين طنطاوي، الذي كان يترأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه رئيس الاركان سامي عنان على التقاعد عن رغبة الرئيس المصري محمد مرسي الواضحة في تقليص سلطة المؤسسة العسكرية الذي كان في نزاع معها.
واستطاع مرسي ان يستفيد من الخلافات بين الجنرالات ومن تراجع ظل حتى الان مخفيا quot;للحرس القديمquot; من قيادات الجيش مع العمل على تأمين مخرج مشرف لمن تمّ استبعادهم.

واعتبر رئيس تحرير صحيفة التحرير ابراهيم عيسى، أن قرارات مرسي تثبت أن طنطاوي وعنان لم يكونا بالقوة التي أشيعت عنهما.
وكتب في افتتاحية الصحيفة الاثنين، أن اطاحة مرسي بطنطاوي وعنان تؤكد ان quot;المجلس العسكري لا حول له ولا قوة وانه حصان من قطن لا يخطط ولا يدبر بل لعله لا يفكر سياسيا اطلاقاquot; بل ان quot;تصرفاته وقراراته كانت تلامس حدود السذاجة، من هنا جاء القرار (الذي اتخذه مرسي) اسرع مما تخيل البعض واقوى مما ظن البعضquot;.
واضاف quot;ازاحة الرئيس مرسي واطاحته بالمشير طنطاوي والفريق عنان كانت اسهل من إطفاء سيجارةquot;.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس جمال سلامة انه quot;لا يعتقد، بالنظر الى الطريقة التي تمت بها الامور، ان طنطاوي وعنان حاولا رفض القرارquot; في اشارة الى الهدوء الذي صاحب اعلان استبعادهما.
واضاف quot;كما حصل الرجلان على أعلى الأوسمة وتم تعيينهما كمستشارين للرئيس وهو امر مطمئن لهما حتى لو كان المنصبان شرفيينquot;.

وتمت إحالة ثلاثة من قادة الاسلحة الرئيسيين على التقاعد وتعيينهم في الوقت نفسه في مناصب مدنية وهم قائد البحرية اللواء مهاب مميش رئيسا منتدبا لهيئة قناة السويس، وقائد القوات الجوية اللواء رضا محمود حافظ وزير دولة للانتاج الحربي، وقائد الدفاع الجوي اللواء عبد العزيز سيف الدين رئيسا للهيئة العربية للتصنيع.
واشارت الصحف المصرية الى ان تعيين اللواء عبد الفتاح السيسي (58 سنة) وزيرا للدفاع يعني تولي جيل أصغر سنا قيادة الجيش.

وقالت بعض الصحف ان اللواء السيسي اتهم في حزيران/يونيو الماضي من قبل توفيق عكاشة وهو مذيع تلفزيوني من انصار النظام السابق بأنه عضو سري في جماعة الاخوان المسلمين الا ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة نفى هذه المعلومات في ذلك الحين على صفحته على موقع الفايسبوك.
وعين اللواء محمد العصار الذي كان مقربا من طنطاوي مساعدا لوزير الدفاع.

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد ان كل هذه القرارات quot;تدفع الى الاعتقاد بانه كان هناك نوع من التوافق المسبق بين الرئيس وبعض اعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحةquot; حول اعادة تشكيل قيادة الجيش وابعاد طنطاوي.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر عسكري ان قرارات مرسي اتخذت quot;بالتنسيق مع القوات المسلحة وبعد التشاور معهاquot;.

وادى الهجوم الذي استهدف مجندين في سيناء على الحدود مع اسرائيل والذي اوقع 16 قتيلا الى إلقاء الضوء على قصور كبير في المجال الامني على الحدود وهو ما يشكل مبررا للتغييرات في قيادة الجيش.
واكد السيد ان quot;هذا الهجوم اساء الى القيادة العسكرية وهيأ المناخ لتغييراتquot;.
وكان مرسي اقال غداة هذا الهجوم رئيس المخابرات العامة اللواء مراد موافي.