القاهرة: بدأ الدور الذي تقوم به الجماعات الجهادية في الانتفاضة السورية يحظى باهتمام متزايد في التغطيات الإعلامية والتحليلات. وذكرت في هذا الصدد صحيفة الغارديان البريطانية أن من بين أبرز تلك الجماعات جماعة جبهة النصرة الغامضة quot;جبهة النصرة لحماية شعب الشامquot; التي أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ هجمات انتحارية في دمشق وحلب.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن تلك الجماعة متعاطفة على ما يبدو، إن لم تكن مرتبطةً بصورة رسمية، بتنظيم القاعدة، رغم توجه أيمن الظواهري، زعيم التنظيم، بنداء إلى الجهاديين في سوريا خلال شهر شباط/ فبراير الماضي. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن جماعة quot;جبهة النصرةquot; تنشر بانتظام بيانات تصف فيها عملياتها وتنعي قتلاها.

كما تتسم لغتها بأنها ذات طبيعة طائفية، ويكتنف الغموض الأفرع التنظيمية في كثير من الأحيان، لكن المقاتلين المخضرمين جلبوا معهم الخبرات العملياتية المميتة من العراق.

وهذا كله في الوقت الذي اعترف فيه مسؤولو الاستخبارات الغربية بما لديهم من مشاعر قلق، وكذلك بما لديهم من معلومات قليلة بخصوص جبهة النصرة وباقي الجماعات السنية المماثلة لها من حيث طريقة التفكير. ومع هذا، توقعت دراسة حديثة أجراها أحد الخبراء المحنكين أن يصبح دور تلك الجماعات أكثر أهمية مستقبلاً.

وذلك الخبير هو نومان بينوتمان، من مؤسسة كويليام في لندن، وكان عضواً مؤسساً بجماعة القتال الإسلامية الليبية، التي تكونت في منتصف تسعينات القرن الماضي للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي وخوض القتال مع المجاهدين في أفغانستان.

ورغم أنه كان يعرف أسامة بن لادن، إلا أنه وغيره من أعضاء جماعة القتال الليبية الإسلامية من أمثال عبد الحكيم بلحاج نفوا أن يكونوا جزءً من القاعدة ونضالها العالمي.

كما سبق لكثيرين من أفراد الجماعة أن حاربوا في العراق، وتحت رعاية الإصلاحي سيف الإسلام القذافي، شارك أفراد الجماعة في برامج رسمية للتخلص من التطرف ونبذ العنف وتم إطلاق سراحهم من السجون. وأفادت الصحيفة في الإطار ذاته بأن نائب بلحاج السابق في طرابلس، وهو الأيرلندي من أصل ليبي المهدي الحاراتي، يتواجد حالياً في سوريا ويقود فريق لواء الأمة في مواجهة قوات الأسد.

وكتب بينوتمان في دراسته quot; تشير الأدلة المتزايدة على وجود نشاط جهادي في سوريا خلال الأشهر الأخيرة إلى أن الانتفاضة ماضية صوب مرحلة جديدة أكثر تطرفاًquot;.

ولفتت الصحيفة في نفس السياق إلى أن أنصار الأسد داخل سوريا وخارجها يميلون لإبراز الدور الذي تقوم به الجماعات الجهادية والسلفية، ويزعمون أنها تعمل في بعض الأحيان مع الناتو، مثلما فعل الثوار الليبيون في انتفاضتهم العام الماضي.

وختمت الصحيفة بقولها إن وجود تلك الجماعات، التي تطورت إلى شبكة فضفاضة، بات أمراً لا نزاع فيه الآن. وأوردت عن بينوتمان قوله quot; السوريون هم الغالبية الكاسحة من المقاتلين في الشبكة، بينما يتراوح عدد المقاتلين الأجانب بين 1200 إلى 1500.

وتشكل الجماعات الجهادية في معظم الصراعات التي تشارك بها نسبة صغيرة من المقاتلين، وهو ما ينطبق بالفعل في الحالة السورية، حيث يشكلون نسبة تقل عن 10 % من جميع المقاتلين. وترى تلك الجماعات أن الانتفاضة المسلحة هي فرصة لبسط نفوذهم في سوريا، تماماً كما جعلت ثورات الربيع العربي السلمية دورهم غير ذي صلة في معركة بلدانهم من أجل نيل الحريةquot;.