شكل نبأ مقتل السفير الأميركيكريس ستيفنزوثلاثة من رفاقهفي ليبيا صدمة في صفوف دبلوماسي واشنطن في انحاء العالم،فهذه اول حادثة من نوعها منذ اواخر السبعينات.


اوباما قدم التعازي لدبلوماسي بلاده

واشنطن: سادت اجواء من الذهول في صفوف موظفي الخارجية الاميركية الاربعاء بعد الانباء عن مقتل السفير الاميركي وثلاثة موظفين دبلوماسيين اخرين زملائهم في ليبيا.

وتحت اشعة شمس دافئة اواخر الصيف توافد المئات منهم الى الباحة الجنوبية لوزارة الخارجية وتجمعوا قرب تمثال مهيب لرجل يمد يديه نحو النجوم، اجلالا لذكرى السفير كريس ستيفنز والدبلوماسيين الاخرين.

ولربع ساعة تقريبا قام الرئيس باراك اوباما بزيارة نادرة من البيت الابيض ترافقه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتعزية الفريق الدبلوماسي المترابط مع بعضه البعض.

فقد اقتحم متشددون اغضبهم فيلم مسيئ للاسلام القنصلية الاميركية في بنغازي مساء الثلاثاء وقتلوا السفير الجديد وثلاثة من افراد الطاقم الدبلوماسي.

وهذه اول حادثة من نوعها منذ اواخر السبعينات لقتل سفير اميركي في الخدمة الفعلية، وتذكير مؤلم بانه رغم الموائد الفاخرة والحفلات الاجتماعية البراقة فان وظيفة الدبلوماسي غالبا ما تكون محفوفة بالمخاطر والصعوبات.

وفي التجمع الخارجي المغلق امام الصحافة، تحدث اوباما عن اهمية الخدمة في الخارج وعملها الجيد في تمثيل الولايات المتحدة خارجا.

وغير بعيد عن التمثال البرونزي الذي يمثل شخصا عاريا واقفا على كرة ارضية حاملا كوكبين نحو السماء، وقف اوباما وقال انه يفهم شخصيا قيمة الدبلوماسية حيث كان اقام فترة من طفولته خارج الولايات المتحدة.

وصافح القائد الاعلى للقوات المسلحة العديد من الحضور وعانق بعضا ممن كان التاثر باديا عليهم.

السفير ستيفنز

وسيدون اسم السفير ستيفنز الان على احدى لوحتين رخاميتين معلقتين في المدخل الرئيسي لمبنى هاري اس.ترومان حيث دونت اسماء موظفي الخارجية الذين قتلوا اثناء ادائهم وظيفتهم.

وقالت كلينتون في بيان حزين قبيل زيارة اوباما quot;قلوبنا تتقطع لكل واحد. والان بسبب هذه الماساة لدينا ابطال جدد نكرمهم واصدقاء اخرين نحد عليهمquot;.

واضافت quot;كل يوم في كافة انحاء العالم يجازف دبلوماسيو اميركا وخبراء التنمية بحياتهم خدمة لبلادنا ولقيمنا لانهم يؤمنون ان الولايات المتحدة ينبغي ان تكون قوة للسلام والتقدم في العالم، وبان هذه التطلعات جديرة بالنضال والتضحيةquot;.

وتابعت quot;انهم يمثلون الى جانب رجالنا ونساؤنا في الزي العسكري افضل التقاليد لدولة جرئية وكريمةquot;.

واول دبلوماسي ذكر على اللوحة في وزارة الخارجية هو وليام بالفري الذي يقول النعي له quot;مفقود في البحرquot; في 1780. وفي تاكيد لصعوبة الحياة قبل وسائل النقل الحديثة، لاقى كثير من هؤلاء الموتى المكرمين، مصيرا مشابها.

ففي 1823 توفي ريتشارد اس اندرسون بعد اصابته بالحمى الصفراء في كارتاخينا (كولومبيا) فيما قضى بنجامين ريدجلي منهارا بسبب الاعياء في مكسيكو في 1908.

واللوحتان تحملان ايضا شواهد على تاريخ اميركا الماضي الصعب. فبرباره روبنز لقيت حتفها في قصف السفارة الاميركية في سايغون في 1965، وهناك تكريم ايضا لثلاثة ضحايا قتلوا في تفجير طائرة بانام فوق لوكربي باسكتلندا في 1988.

وقال الميجور جنرال المتقاعد بول ايتون للصحافيين في اتصال هاتفي quot;خدمت الى جانب دبلوماسيينا في عدد من الدول وتاثرت بشجاعتهم تحت النيران واستعدادهم لقبول المخاطرةquot;.

واضاف كان الدبلوماسيون quot;غالبا ما يواجهون مخاطر حتى اكبر من تلك التي كان يواجهها جنودناquot;.