الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم |
يجري موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الجمعة محادثات مع أعضاء في المعارضة الداخلية التي يسمح لها النظام بالعمل، قبل لقاء السبت مع الرئيس بشار الاسد الذي يواجه نظامه حركة احتجاجية.
دمشق: يلتقي الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي اعضاء من المعارضة السورية اليوم الجمعة. وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي، التي تضم أحزابًا عربية وكردية واشتراكية وماركسية، لوكالة الأنباء الفرنسية إن وفدا quot;سيلتقي الأخصر الابراهيمي بعد ظهر الجمعة لاطلاعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الازمة السوريةquot;.
واضاف quot;نؤيد تكليف الابراهيمي المنتدب من الجامعة العربية والامم المتحدة لحل الأزمة المركبة والمعقدة في سوريا ونحاول ان نتعاون معه لحلها لان العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني القتل والجراح والتدمير والتهجيرquot;.
وتابع عبد العظيم quot;بالتالي نحن نأمل ان يتابع الجهود التي بذلها كوفي انان ومقررات مجموعة العمل الدولية والاقليمية في جنيف في نهاية تموز/يوليوquot;. وسيلتقي الابراهيمي الرئيس الاسد السبت.
ووصل الموفد العربي والدولي إلى دمشق الخميس في اول مهمة له في سوريا، واعتبر ان الازمة في هذا البلد quot;تتفاقمquot;، مشددا على ضرورة quot;وقف النزيفquot;، في حين تواصلت المعارك العنيفة خصوصا في حلب التي شهد احد احيائها معارك كر وفر بين طرفي النزاع.
واوقعت اعمال العنف في سوريا أمس الخميس نحو 97 قتيلا القسم الاكبر منهم في محافظة حلب ومحافظة ريف دمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الابراهيمي، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية (سانا) quot;قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة في سوريا واعتقد أنها تتفاقمquot;.
واضاف في تصريحات أدلى بها في مطار دمشق الدولي quot;اعتقد أن لا احد يختلف على ضرورة وقف النزيف واعادة الوئام الى ابناء الوطن الواحد ونأمل بان نوفق في ذلكquot;. وهي الزيارة الاولى للابراهيمي الى سوريا منذ تسلمه مهامه موفدا خاصا في الاول من ايلول/سبتمبر، خلفا لكوفي انان. وسيلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم الابراهيمي في بيان اعلن فيه وصوله في وقت سابق ان الموفد الدولي والعربي المشترك سيجري محادثات مع quot;الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدنيquot;. وكان دبلوماسي عربي اعلن الاربعاء ان الابراهيمي سيلتقي الرئيس السوري الجمعة، بينما يتكتم المسؤولون السوريون حول موعد اللقاء.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقر اقامته في احد فنادق دمشق quot;نحن واثقون بان السيد الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيداتquot;. واضاف quot;نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاحquot;.
ويخلف الابراهيمي الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي حاول على مدى خمسة اشهر ايجاد مخرج للازمة السورية ووضع خطة اعلن مجلس الامن دعمه لها. لكن الخطة بقيت حبرا على ورق لا سيما بالنسبة الى البند الابرز فيها وهو وقف اطلاق النار الذي اعلن في منتصف نيسان/ابريل ولم يطبق.
واكدت بريطانيا من جديد الخميس ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;زائل لا محالة ومن المستحيل ان يبقىquot;. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد الخميس ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;زائل لا محالة ومن المستحيل ان يبقىquot;، مستنكرا ما راى انها quot;مساعدة نشطةquot; تقدمها طهران الى دمشق وتشمل ارسال اسلحة.
وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري انه ناقش مع الاخير quot;الحاجة للانتقال الى سوريا اكثر ديمقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب اهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلى وزيادة اعداد اللاجئينquot;.
من جهته اكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الخميس في بيروت ان فرنسا لن ترسل اسلحة الى المعارضة السورية. وقال الوزير في مؤتمر صحافي quot;ليست لدينا اي نية، لا اليوم ولا غدا، في تقديم اسلحة الى المعارضة السوريةquot;. وردا على سؤال جديد حول الموضوع، اكد ان quot;الامور واضحة جدا: لجهة شحن اسلحة، لا. فرنسا لا تزود ولن تزود المعارضة السورية باسلحةquot;.
واتهمت الولايات المتحدة الخميس حزب الله اللبناني وامينه العام حسن نصرالله بمساعدة الرئيس السوري في قمع الانتفاضة الشعبية المناهضة له في سوريا. وقالت وزارة الخزانة الاميركية في بيان quot;عبر مساعدة حملة الاسد العنيفة بحق الشعب السوري وعبر المساهمة في دعم نظام آيل الى السقوط لا محالة، فان حزب الله يقوض الاستقرار الاقليمي ويهدد مباشرة امن لبنانquot;. واعتبرت الوزارة ان quot;ما يقوم به حزب الله باشراف حسن نصرالله (...) يظهر بوضوح طبيعته الفعلية كتنظيم ارهابي واجراميquot;.
ميدانيا، لا تزال مدينة حلب تشهد معارك عنيفة منذ نحو ثمانية اسابيع ويبدي المعارضون المسلحون مقاومة شديدة بوجه القوات النظامية خصوصا بعد ان وحدوا قواتهم العسكرية.
وعصر الخميس قامت المروحيات العسكرية بتمشيط عدد من احياء حلب بالرشاشات الثقيلة وهي على ارتفاع عال ما يمنع مقاتلي الجيش السوري الحر من التصدي لها باسلحتهم المحدودة التأثير. وافاد السكان في حلب ان المعارضين المسلحين تقدموا الى حي الميدان وهو حي استراتيجي في وسط المدينة يفتح الطريق امام الوصول الى الساحة الرئيسة في ثاني اكبر مدن سوريا.
وحسب السكان ايضا فان معركة طاحنة جرت بين المعارضين والجنود حول مقرين للشرطة. وقد سيطر عليهما المعارضون فجر الخميس قبل ان يتمكن الجيش من استعادتهما مجددا. وبعد معركة جديدة سيطر المعارضون مجددا على المقرين ويحشد الجيش قواته لشن هجوم مضاد. وعند المساء لم يكن اي طرف قادرا على فرض سيطرته الكاملة على حي الميدان. وتعرضت احياء اخرى في حلب يسيطر عليها المتمردون الى القصف، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتشهد سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف آذار/مارس 2011، اعمال عنف اتسعت رقعتها تدريجيا وحملة قمع اسفرت عن سقوط اكثر من 27 الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
التعليقات