حلب: تستمر العمليات العسكرية واعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء، في ظل انسداد آفاق الحل السياسي للازمة السورية، وذلك بعد اعلان الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي نيته التوجه الى دمشق خلال الايام المقبلة.

وقال المتحدث باسم موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية احمد فوزي لوكالة فرانس برس ان الابراهيمي الذي وصل الاثنين الى القاهرة سيجري لقاءات الثلاثاء مع quot;ممثلين عن المعارضة السورية وناشطين ومثقفين سوريينquot;. وكان قد التقى عددا منهم الاثنين.

واشار فوزي الى ان زيارة الابراهيمي الى سوريا قد تحصل quot;خلال الايام القادمةquot;. ويلتقي وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في القاهرة ايضا الثلاثاء الرئيس المصري محمد مرسي لبحث الملف السوري. وقال هيغ لدى وصوله الى القاهرة quot;سنناقش قضايا سياسية مهمة على الساحة الدولية وعلى الاخص ما يمكن للمجتمع الدولي فعله لانهاء حمام الدم في سورياquot;.

واستضافت القاهرة مساء الاثنين اجتماعا لمجموعة الاتصال حول سوريا التي اقترح مرسي انشاءها وتضم مصر وإيران والسعودية وتركيا. واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث نشرته صحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية الثلاثاء ان روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم quot;كل اطراف النزاعquot; في سوريا، اي ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف، على غرار المؤتمر الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية العام 1990quot;، في اشارة الى مؤتمر الطائف في السعودية.

وشدد على ان المؤتمر quot;ينبغي ان يضمن خروجا سلميا للازمة وان يتيح رسم ملامح سوريا الغدquot;. ميدانيا، افاد سكان في حلب ان quot;هدوءا غير طبيعيquot; يخيم على المدينة الواقعة في شمال البلاد، وذلك بعد ان افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن قصف مصدره القوات النظامية استهدف صباحا احياء في شرق المدينة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

وقال احد سكان حلب لوكالة فرانس برس ان quot;الثوار حاولوا اقتحام حي الميدان (في وسط المدينة) على مدى ثلاثة ايامquot;، مشيرا الى ان quot;الجيش نفذ عملية الاثنين وصدهم الى الشمال في اتجاه حب بستان الباشاquot;.

ومنذ العشرين من تموز/يوليو، تدور بين القوات النظامية وquot;الثوارquot; معركة وصفت بquot;المصيريةquot; في حلب التي بقيت لاكثر من سنة في منأى عن الاضطرابات المستمرة منذ اكثر من 18 شهرا. وعادت المياه الى معظم انحاء المدينة بعد تصليح القناة الرئيسية التي دمرت في نهاية الاسبوع الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بتدميرها.

وقتل في اعمال عنف في سوريا الثلاثاء 26 شخصا، وذلك غداة مقتل 139 شخصا غالبيتهم من المدنيين الاثنين. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات وعمليات قصف في دمشق وريفها وفي محافظات دير الزور (شرق) وادلب (شمال شرق) وحماة (وسط).

واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 الفا. وقد حصد النزاع ايضا منذ منتصف آذار/مارس 2011، اكثر من 27 الف قتيل. في الاردن حيث يزور رئيس المفوضية العليا انتونيو غوتيريس وموفدته الخاصة انجلينا جولي مخيم اللاجئين السوريين قرب الحدود السورية على بعد 85 كلم شمال عمان، حضت جولي المجتمع الدولي على quot;تقديم كل ما باستطاعته لدعم اللاجئين السوريينquot;.

وتحدثت نجمة هوليود الاميركية وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريس ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة عن معاناة اللاجئين السوريين، معتبرة انه quot;من المؤثر جدا ان تلتقي باشخاص لا يعرفون حقا من يقف الى جانبهمquot;.

في تداعيات النزاع السوري في لبنان، اعلن المتحدث باسم خاطفي الرهينة التركي ان هذا الاخير اصيب بجروح خلال عملية للجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية من بيروت ذات الغالبية الشيعية الليلة الماضية لتحريره مع مخطوفين سوريين آخرين. ويطالب الخاطفون المنتمون الى عشيرة آل المقداد بالافراج عن احد ابناء عشيرتهم حسان المقداد الذي خطف في دمشق، وتبنت مجموعة قالت انها تنتمي الى الجيش السوري الحر العملية.

واكد الجيش اللبناني حصول عملية ادت الى تحرير اربعة مخطوفين سوريين كانت عشيرة آل المقداد الشيعية اعلنت خطفهم في منتصف آب/اغسطس، من دون ان يأتي على ذكر الرهينة التركي ايدين طوفان تيكين.