حذّر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الجماعات السلفية في بلاده، وطالب الحكومة بأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في وقف الخطر السلفي الداهم الذي أصبح يهدد الحقوق والحريات ومصالح تونس مع الخارج.


تونس: قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن quot;استفزازاتquot; المجموعات الدينية المتشددة في بلاده quot;قد تجاوزت الخط الأحمرquot;، وذلك في أول تعليق له إثر مقتل شخصين برصاص الأمن وإصابة العشرات خلال مواجهات جرت بعد ظهر الجمعة بين الشرطة وسلفيين هاجموا مقر السفارة الأميركية في العاصمة تونس احتجاجا على فيلمبراءة المسلمينالذي أنتج في الولايات المتحدة.

وطالب المزورقي في خطاب توجه به إلى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي، الحكومة بأن quot;تتحمل مسؤوليتها كاملة في وقف هذا الخطر (السلفي) الداهم الذي أصبح لا يهدد فقط حقوقنا وحرياتنا التي اكتسبناها بعد صراع طويل وإنما أيضا علاقاتنا الدولية وصورة بلادنا في الخارج ومصالحها الحيويةquot;.

جانب من quot;غزوة السلفيينquot; للسفارة الأميركية في تونس مساء الجمعة

ودعا التونسيين إلى quot;إدانة هذه المجموعات (السلفية) التي تريد أن تفرض قانونا فوق قانون الجمهورية وتفويت الفرصة على كل دعاة الفتنة من أي جهة كانت والتمسك بالهدوء وضبط النفس حتى نواصل بناء مؤسساتنا وإحلال الاستقرار والأمن وكلها الشروط الضرورية لتقدم بلادنا ورفاهتهاquot;.

وذكر بأن التيارات الدينية المتشددة quot;تسعى منذ أشهر للضغط على المجتمع والدولة لفرض ما لا تستطيع فرضه بالحجة أو بورقة الاقتراعquot;.

وقال المرزوقي quot;أصدرت أوامري لوزير الدفاع وقيادة الجيش وطلبت من وزير الداخلية أخذ كل التدابير والإجراءات لحماية الجمهورية والثورة ونظامنا الديمقراطي وصورتنا ومكانتنا بين الشعوب الحرة والصديقة وذلك في إطار احترام القانون والقيم التي ناضلنا دوما من أجلهاquot;.

وأضاف quot;كنا سنتفهم غضب المتظاهرين ونشاركهم إياه لو اكتفوا بتظاهرة سلمية في إطار ما يضمنه القانون كحق من حقوق التونسيين في دولتهم الديمقراطية الجديدة.أما أن يدمروا ويحرقوا ويحاولوا الاعتداء على ممثلي دولة صديقة هم في ضيافتنا وفي حمايتنا فهذا أمر مدان بمنتهى الشدة ومرفوض جملة وتفصيلاquot;.

وتابع quot;أكدت لي (وزيرة الخارجية الأميركية) السيدة هيلاري كلينتون في مكالمة هاتفية هذا الظهر إدانتها المطلقة وإدانة الحكومة الأميركية والرئيس (الأميركي باراك) أوباما شخصيا للفيديو الحقير الذي تسبب بهذه الأزمةquot;.

ومضى يقول مخاطبا التونسيين quot;أعلمكم أننا بدأنا إجراءات رفع قضية دولية ضد المتسبب بالإساءة للرسول الكريم أسوة بالأشقاء المصريين وبالتنسيق معهمquot;.

ولفت إلى انه quot;لا الحكومة الأميركية ولا الشعب الأميركي يتحمل أدنى مسؤولية بخصوص تصرفات أشخاص يسيئون إلى بلدهم قبل أن يسيئوا لبلدنا لأن خلطا كهذا يعني أنه يحق للأميركيين مؤاخذة الحكومة التونسية أو الشعب التونسي بجريرة تونسيين يرتكبون عمليات إجرامية أو إرهابيةquot;.

وفي سياق متصل، قال خالد طروش الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لوكالة الانباء التونسية إن قوات الأمن دهمت مساء الجمعة منزل الشيخ quot;أبو عياضquot; زعيم تنظيم quot;ملتقى أنصار الشريعةquot; وهو التنظيم السلفي المتشدد الاكثر تشددا في تونس، دون أن تعثر عليه.

وبحسب الناطق الرسمي فإن وزارة الداخلية quot;لن تتوانى عن إيقاف كل من له علاقة بهذه الاعتداءات بالتحريض والمشاركةquot;.

من ناحيته، صرح وزير الداخلية علي العريض للتلفزيون الرسمي التونسي إن المجموعات الدينية المتشددة quot;أعوزتها الحجة فاستعملت القوةquot; وأنها تعمل على quot;إكراه الناس على أشياء بالقوةquot; قائلا quot;نحن ضد هذا المشروع (السلفي) المطروح وضد تصوره المجتمعي وضد منهجهquot; القائم على العنف.

وحذر من أن الجماعات السلفية المتشددة quot;تغرر بشبابناquot; معتبرا أنه quot;لا بد من مواجهة هذا الغولquot;.

وأشار إلى أن مواجهة التيار السلفي المتشدد quot;ستكون فيه خسائرquot;.