الحريق في أهم الأسواق في حلب

أدت الاشتباكات المستمرة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين إلى اشتعال النيران في المحال التجارية في سوق حلب الشهير الذي يعتبر من أهم الاسواق في المدينة والمسجل لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.


دمشق: تشهد أحياء عدة في حلب اشتباكات وقصفًا صباح الاحد، بعد ليلة شن فيها المقاتلون المعارضون هجومًا على مطار النيرب العسكري في كبرى مدن شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في غضون ذلك استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية الى مدينة حرستا في ريف دمشق مع استمرار حملة الدهم التي تقوم بها منذ الامس، بحسب المرصد.

وافاد المرصد صباح اليوم عن quot;اشتباكات مع القوات النظامية في حي العامريةquot; في حلب أدت الى سقوط مقاتل، بينما سجلت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في حي الجندول. واوضح مراسل فرانس برس في حلب أن حيي الكلاسة وباب الحديد يتعرضان للقصف صباح الاحد.

وكان المقاتلون المعارضون شنوا ليلاً هجومًا على مطار النيرب العسكري، حيث اشار المرصد الى quot;اعطاب طائرتين مروحيتين على الاقل اثر سقوط قذائف هاون بقلب المطارquot;. وسبق للمقاتلين المعارضين أن هاجموا مواقع استراتيجية منها المطارات العسكرية التي تستخدمها الطائرات الحربية والمروحية في مهاجمة مناطق مختلفة.

كما دارت ليلاً اشتباكات quot;بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء الاذاعة والكرة الارضية وباب انطاكيا ودوار الجندول وجمعية الزهراءquot; في حلب، بحسب المرصد.

وتعرضت احياء بعيدين وصلاح الدين وبستان الباشا والمرجة ومساكن هنانو والفردوس وكرم الجبل لقصف من قبل القوات النظامية ليل السبت، بحسب المرصد. من جهة اخرى افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية صباح الاحد quot;مدينة حرستا في ريف دمشق بعد قدوم تعزيزات عسكرية للمدينة، رافقها حملة دهم وتخريب للمحلات التجاريةquot;.

وكانت القوات النظامية صعدت السبت من حملاتها في حرستا ومناطق في ريف دمشق ملاصقة لشرق العاصمة، بعدما quot;عزز مقاتلو الكتائب الثائرة وجودهم فيهاquot;، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

كما شهد حي القدم (جنوب) quot;حملة دهم واعتقالات عشوائيةquot;، في حين قتل جنديان من القوات النظامية في هجوم نفذه مقاتلون معارضون على نقطتهم العسكرية في حي العسالي (جنوب). ورغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ تموز/يوليو الماضي، ما زالت بعضها ولا سيما منها الجنوبية، تشهد اشتباكات في جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين.

وفي محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت القوات النظامية ليلاً الحي الشمالي في بلدة المزيريب quot;ولا تزال البلدة محاصرة من قبل القوات النظامية السورية التي تكبدت خسائر فادحة خلال الاشتباكاتquot; السبت.

كما تعرضت مناطق في حماة (وسط) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) للقصف، بحسب المرصد. واحصى المرصد السبت سقوط 118 شخصًا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة السبت، هم 48 مدنيًا و41 جندياً نظاميًا و29 مقاتلا معارضًا. وادت اعمال العنف المستمرة منذ اكثر من 18 شهرًا الى مقتل اكثر من 30 الف شخص، بحسب المرصد.

وادت الاشتباكات الى اشتعال النيران quot;في المحال التجارية في سوق المدينة الشهير الذي يعتبر من اهم الاسواق التجاربة في مدينة حلبquot;، بحسب المرصد. ونقلت وكالة رويترز عن ناشطين سوريين عبر موقع سكايب افادتهم باحتراق مئات المحلات والمتاجر في السوق القديمة في مدينة حلب، مما يهدد بتدمير هذا الموقع التاريخي المسجل لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

واظهرت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت سحب الدخان تتصاعد من سماء المدينة. ويقول الناشطون إن قناصة القوات الحكومية يجعلون من الصعب عليهم الوصول الى السوق القديمة في المدينة، مشيرين الى أن الحريق ربما نجم عن القصف او الاشتباكات العنيفة التي دارت في المنطقة الجمعة.

ويضيفون أن مابين 700 الى ألف متجر قد دمرت جراء الحريق والاشتباكات، وهي معلومات يصعب التأكد منها في غياب وجود وسائل اعلام مستقلة أو مراقبين محايدين على الارض.

مدير مكتب الابراهيمي يلتقي قادة في الجيش الحر في حمص

إلى ذلك، التقى مدير مكتب المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي في دمشق، احد قادة المقاتلين المعارضين في حمص (وسط)، خلال زيارة قام بها الى المحافظة السبت، بحسب ما افاد متحدث باسم الامم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة في دمشق خالد المصري إن مدير مكتب الابراهيمي مختار لماني quot;زار حي بابا عمرو ومنطقة تلبيسة حيث التقى في تلبيسة ممثلين عن المعارضة المسلحة برئاسة العقيد قاسم سعد الدينquot;، المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل.

واوضح المصري أن اللقاء أتى ضمن زيارة قام بها لماني الى حمص quot;والتقى فيها المحافظ (غسان عبد العال) وممثلين عن الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمرquot; السوري، من دون أن يقدم تفاصيل اضافية.

وكان الابراهيمي قدم في 24 ايلول/يوليو احاطة عن الاتصالات التي قام بها بشأن الوضع في سوريا امام اعضاء في مجلس الامن، ورسم صورة قاتمة للوضع الراهن قائلا quot;ارفض التصديق أن اناسًا عقلاء لا يدركون أنه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضيquot;، في اشارة الى النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اذار/مارس 2011.

وتولى الابراهيمي مهماته مطلع ايلول/سبتمبر خلفًا لكوفي انان، وزار دمشق في وقت سابق من هذا الشهر لمدة اربعة ايام، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد واجرى حوارًا عبر سكايب مع قادة في الجيش السوري الحر الذي شكك بنجاح مهمته، مؤكدًا اعتماد الحل العسكري لمواجهة النظام.

وشكلت حمص لاسيما حي باب عمرو معقلاً اساسيًا لمقاتلي المعارضة الذين خاضوا معارك ضارية في وجه حملة شرسة شنتها القوات النظامية على الحي وأدت الى تدمير اجزاء كبيرة منه. ولا تزال مناطق عدة من المحافظة تتعرض للقصف وتشهد اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.