اخترقت الاستخبارات البريطانية، مجلة إلكترونية لتنظيم القاعدة على الانترنت، ونشرت بدلا من وصفات تساعد على صنع القنابل، وصفات لعمل كعكة.


اخترقت الاستخبارات البريطانية مجلة الكترونية كان يصدرها تنظيم القاعدة على الانترنت، وزرعت بين صفحاتها وصفة لخبز كعكة بدلًا من إرشادات لتصنيع العبوات الناسفة.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تقرير أصدرته أخيرًا أن جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية أم. آي. 6 ومقر الاتصالات الحكومية، وهو جهاز مخابرات بريطاني آخر، نفذا الهجوم الالكتروني في محاولة لتخريب جهود تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لتجنيد إرهابيين يعملون بمفردهم، عن طريق مجلة الكترونية جديدة قرر التنظيم نشرها على الانترنت وقتذاك.

اصنعها في المطبخ

عندما كان أتباع التنظيم يحاولون تنزيل مضمون المجلة الملونة، التي تقع في 67 صفحة، كانوا يحصلون على شفرة إلكترونية خادعة، بدلًا من تعليمات تقدمها المجلة تحت باب quot;كيف تصنع قنبلة في مطبخ منزلكquot;. وكانت هذه الشفرة التي دسّها خبراء الاستخبارات البريطانية صفحة من الوصفات الخاصة بعمل quot;أفضل كعكات كاب كيك في اميركاquot;، مستعارة من أحد برامج الطبخ التلفزيونية.
تتضمن التعليمات وصفةً لعمل موخيتو كاب كيك، التي تُصنع من كعكة بالروم الأبيض مكسوة بكريمة الزبدة والفانيلا، مع وصفة لتحضير نوع آخر من الكاب كيك، لا يدخل الكحول في تحضيرها، بما في ذلك تحديد المقادير اللازمة من السكر.
وخلافًا لوصفات الكعك، كانت المجلة الأصلية غير المخترقة تنشر وصفة تبين كيف تُصنع قنبلة أنبوبية قاتلة باستخدام السكر ورؤوس عيدان الثقاب ومصباح صغير.
كما أزال الهجوم الالكتروني مقالات بقلم اسامة بن لادن ونائبه وقتذاك ايمن الظواهري، ومادة بعنوان quot;ماذا نتوقع من الجهادquot;.

ترسانة إلكترونية

كانت الاستخبارات البريطانية والاميركية تخطط لتنفيذ هجمات منفصلة، بعد أن علمت أن المجلة على وشك الصدور في حزيران(يونيو) 2011. وأعدت استخبارات البلدين ترسانة من الأسلحة الالكترونية، بينها فيروسات تهاجم أجهزة الكومبيوتر، للاستخدام ضد دول معادية ومنظمات إرهابية على السواء.
أوقفت وكالة المخابرات المركزية سي. آي. أي. هجومًا إلكترونيًا خططت له وزارة الدفاع الاميركية، بدعم من الجنرال كيث الكسندر، رئيس قيادة العمليات الالكترونية، قائلة إن الهجوم قد يكشف مصادر وأساليب عملها، ويقطع عنها مصدرًا مهمًا للمعلومات، كما أفاد تقرير في الولايات المتحدة. لكن ديلي تلغراف علمت أن الهجوم نُفذ من بريطانيا وليس من أميركا.
وتمكن تنظيم القاعدة من إعادة إصدار المجلة الالكترونية بعد أسبوعين على الهجوم، وأصدر أربعة أعداد تالية، لكن مصدرًا قال إن الاستخبارات البريطانية واصلت استهداف منافذ إلكترونية كانت تنشر المجلة على الانترنت، لأنها أداة دعائية شديدة الفاعلية.

مضمون مقيت

كان أنور العولقي، القيادي في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هو المسؤول عن إصدار المجلة، وهو ولد في الولايات المتحدة وعاش في بريطانيا، يعاونه رفيقه سمير خان من ولاية نورث كارولاينا. ويعتقد أن العولقي وخان، اللذين قُتلا في اليمن لاحقًا، كانا على اتصال مع متطرفين يرتبطون برجب كريم، المقيم في بريطانيا حيث حكم بالسجن 30 عامًا في آذار (مارس) 2011، بتهمة التآمر لتهريب عبوة ناسفة على متن طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة.
ويوم أصدر تنظيم القاعدة مجلة quot;اسبايرquot; بالانكليزية، قال مسؤولون أميركيون إن تصميم المجلة انيق، quot;لكن المضمون مقيت كأصحابهquot;.
وأكد بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، أن المجلة كانت موجهة إلى اشخاص يتطلعون إلى الجهاد في الولايات المتحدة أو بريطانيا، على غرار الرائد نضال حسن الذي قتل 13 شخصًا في قاعدة فورت هود، أو فيصل شاه زاد الذي حاول تفجير تايمز سكوير في نيويورك.