دمشق: كثف الطيران الحربي السوري غاراته صباح اليوم الاحد على ريف دمشق، وذلك غداة تجديد النظام السوري على لسان وزير خارجيته وليد المعلم دعوة quot;من حمل السلاح من اجل الاصلاح او المالquot; الى الحوار، ورفضه اي حديث عن تنحّي الرئيس بشار الاسد.

واعلنت فرنسا اليوم ان اجتماعًا للمعارضة السورية سيعقد الاثنين في 28 كانون الثاني/يناير في باريس، يشارك فيه ابرز قادتها وممثلون عن الدول الداعمة لائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية.

على الارض، كثف الطيران الحربي السوري منذ صباح اليوم غاراته على مدينة داريا ومناطق اخرى في ريف دمشق، اضافة الى القصف المدفعي والصاروخي، ما تسبب في مقتل 13 مدنيا، بينهم خمسة افراد من عائلة واحدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

يتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي تحاول استكمال السيطرة على داريا وغيرها من معاقل المعارضين في ريف دمشق منذ اسابيع.

وكتبت صحيفة quot;الوطنquot; السورية القريبة من السلطات الاحد quot;استمرت طيلة يوم امس نداءات الاستغاثة وطلب المؤازرة مما تبقى من ارهابيين على اطراف مدن داريا ومعضمية الشام، بعدما تلقوا ضربات نوعية موجعة جدا من الجيش العربي السوري، الذي دمّر أوكارًا عدة في مناطق مختلفة كان يتحصن فيها من تبقى من ارهابيينquot;.

وقالت ان quot;الإرهابيين في نداءاتهم طالبوا بدعم المجموعات الموجودة في الغوطة، كما طالبوا بالأطباء ومواد الاغاثة نظرا إلى وجود عدد كبير من الجرحى بينهمquot;، مشيرا الى ان هذه النداءات نشرت على quot;صفحات ما يسمى التنسيقيات على موقع فايسبوكquot;.
وتوقعت الوطن ان quot;يقوم الجيش بعملية برية نوعية لاجتثاث ما تبقى من ارهابيين في اوكارهمquot;.

في مدينة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تعرّض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة. وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن quot;تصعيد ميداني كبير في المنطقةquot;، مشيرة الى ان quot;اكثر من مئتي صاروخ وقذيفة ضربت (صباحا) مناطق جوبر والسلطانية وكفر عاياquot;، ما تسبب بسقوط العديد من الجرحى. وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت بمقتل 138 شخصا.

وبين القتلى 16 مقاتلا معارضا ومقاتلان كرديان قتلوا في اشتباكات في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق) بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي وآخرين من كتائب معارضة عدة، بعضها اسلامي.

واندلعت هذه الاشتباكات الخميس. ويؤكد ناشطون اكراد معارضون للنظام السوري لوكالة فرانس برس ان الاكراد في المدينة موحدون في المعركة ضد هؤلاء.

ويتهم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي اجمالا بالتواطؤ مع النظام السوري، في حين يضم المجلس الوطني الكردي غالبية الاحزاب الكردية، باستثناء حزب الاتحاد، وهو معارض للنظام السوري، وقد دان دخول مجموعات المعارضة المسلحة الى راس العين، مطالبا الائتلاف الوطني السوري المعارض بالتدخل وسحبها من المدينة. ويسعى الاكراد اجمالا في سوريا الى تحييد مناطقهم عن المعارك.

دبلوماسيا، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد ان اجتماعا للمعارضة السورية سيعقد الاثنين في 28 كانون الثاني/يناير في باريس.

وقال في حديث الى اذاعة اوروبا-1 ان ابرز الجهات الداعمة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ستشارك في الاجتماع، مذكرا بان اكثر من عشرين دولة اعترفت بهذا الائتلاف، الذي نشأ في تشرين الثاني/نوفمبر.

في هذا الوقت، تواصل دمشق الخطوات الايلة الى وضع مبادرة الرئيس السوري بشار الاسد quot;للحل السياسيquot; موضع التنفيذ.

واعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت ان اللجنة الوزارية المصغرة التي شكلتها الحكومة بدات اتصالاتها مع مختلف مكونات المجتمع السوري تمهيدًا للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي يفترض به، بحسب مبادرة الاسد، ان يبحث في وضع ميثاق وطني جديد يطرح على الاستفتاء الشعبي. وتوقع المعلم ان تستغرق المرحلة التحضيرية للمؤتمر quot;حوالى شهرين او ثلاثة اشهرquot;.
ودعا الى الحوار كل quot;من حمل السلاح من اجل الاصلاحquot;، قائلا quot;الاصلاح آت وابعد مما تطالب به. فتعال وشاركquot;.

واضاف quot;اخص بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لان هذا البرنامج لهم. من حمل السلاح من اجل المال اقول له سامحك الله انت تدمّر البلد من اجل حفنة دولارات، تعال شارك في بنائها. اما من حمل السلاح دفاعًا عن عقيدة، فليس لك مكان في سورياquot;، في اشارة الى الاسلاميين المتطرفين.

وهي المرة الاولى التي يسمّي فيها مسؤول سوري طرفًا معارضًا بالاسم ويدعوه الى الحوار. والتنسيقيات من ابرز مكونات quot;الحراك الثوريquot; على الارض، وهي تقوم بالتعبئة والترويج الإعلامي quot;للثورةquot;، وقد نشأت تنسيقية لكل منطقة تقريبًا في سوريا ولها انشطة كثيرة على الارض.

من جهة ثانية، قال المعلم ان quot;الجانب الاميركي يتمسك بان المنطلق (في المرحلة الانتقالية في سوريا) هو التغيير في النظام السياسي بمعنى تنحي سيادة الرئيس.. انهم يتجاهلون حقيقة ان قبطان السفينة عندما تهتز لن يكون اول من يغادرquot;.

وتابع quot;طالما الاميركي واطراف المؤامرة ومنهم بعض السوريين يتمسكون بهذا الشرط، فهذا يعني انهم يريدون استمرار العنف وتدمير سورياquot;.