لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مخطط قال انه يهدف إلى نقل الحرب الاهلية في سوريا إلى بلاده وأشار إلى أنّ ما يحصل في العراق من قتل وتفجير سيرتد على من يقوم به داعيا الجميع إلى العمل والتعاون لدعم الاجهزة الامنية في ضرب الارهاب وتعزيز الثقافة الامنية بين مكونات المجتمع العراقي لافشال quot;مخططات الاعداءquot;.

وقال المالكي خلال استقباله صباح اليوم ذوي قتلى وجرحى التفجيرات التي طالت مدينة الصدر في بغداد ان ما يتعرض له العراق هو مؤامرة كبيرة تهدف إلى خلق الفتنة والطائفية بين ابناء المجتمع الواحد لذلك فان مايحصل في سوريا هو حرب اهلية يخطط لها ان تنتقل إلى العراق.

واكد ان استهداف مجالس العزاء في مدينة الصدر والاعظمية والدورة هو محاولة يائسة من اعداء العراق لبث الفرقة واشاعة الطائفية بين مكوناته. وقال مخاطبا ذوي الضحايا quot;ان الاجهزة الامنية تحقق في كل يوم انجازا امنيا في ملاحقتها لقوى الارهاب سيما في الموصل حيث يخوض ابناؤكم في القوات المسلحة ويساندهم رجال العشائر حربا ضد القاعدة والبعثيين وكل من يقف إلى جنبهم بهدف تدمير العراقquot; بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.

وأشار المالكي إلى أنّ المنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار وهذا الامر يستدعي من الجميع توحيد الصفوف لمواجهة التحديات.. وشدد على ان الهدف من زعزعة الاستقرار في العراق هو لكي لايبقى العراق قويا مقتدرا على مواجهة الصعاب.

واضاف رئيس الوزراء العراقي ان مايحصل في بلاده سيرتد على من يقوم به وشدد بالقول quot; لن نسمح ولن نتراخى تجاه كل من يخطط لاستهداف بلدنا وابناء شعبنا، داعيا الجميع إلى العمل والتعاون لدعم الاجهزة الامنية في ضرب الارهاب وتعزيز الثقافة الامنية بين مكونات المجتمع العراقي لافشال مخططات الاعداءquot;.

وكانت مدينة الصدر بضواحي بغداد الشرقية قد شهدت في 21 من الشهر الماضي انفجار سيارة مفخخة قرب مجلس العزاء ثم فجر انتحاري يقود مفخخة اخرى نفسه وتبع ذلك انفجار ثالث عند وصول الشرطة وسيارات الإسعاف ورجال الإطفاء إلى موقع الهجوم. مما ادى إلى مصرع 67 قتيلا وواصابة 163 اخرين.

ويشهد العراق منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي تصاعدًا في أعمال العنف بينها تلك التي تحمل طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعًا داميًا بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.

ويوم الثلاثاء الماضي أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; أن الاعمال الارهابية التي شهدها العراق خلال الشهر الماضي قد تسببت في مقتل 779 عراقيًا واصابة 2133 آخرين. وأشارت في بيان صحافي إلى أنّ عدد القتلى من المدنيين قد بلغ 887 شخصاً (بما في ذلك 127 قتيلاً من قوات الشرطة المدنية) أما عدد الجرحى المدنيين فقد بلغ 1.957 شخصاً (يشمل ذلك 199 من قوات الشرطة المدنية) إضافة إلى ذلك، قُتل 92 عنصراً من منتسبي قوات الأمن العراقية وأصيب 176 آخرون.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف: quot;في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون استهداف العراقيين دون تمييز، أدعو كافة القادة السياسيين لتكثيف جهودهم بغية تعزيز الحوار والمصالحة الوطنيةquot;.

وأضاف أنه quot;يتعين على الزعماء السياسيين ورجال الدين وقادة المجتمع المدني وقيادات الاجهزة الامنية العمل معاً لوقف نزيف الدماء وضمان شعور كافة المواطنين العراقيين بالتمتع بالحماية على قدم المساواةquot;. ومنذ بداية الشهر الحالي قتل اكثر من 240 أشخاص في انحاء متفرقة من العراق واكثر من 4800 منذ بداية العام الحالي بحسب حصيلة رسمية.