يتوجه نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في رحلة الليلة إلى شرق آسيا وسط تصاعد التوترات في المنطقة، إثر إعلان الصين في الأوان الأخير عن منطقة دفاع جوي جديدة فوق جزر متنازع عليها مع اليابان.


يصلنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن،الى طوكيو في وقت متأخر الاثنين في زيارة وصفها البيت الابيض بأنها quot;ستؤكد قوة التحالف الأميركي الياباني الراسخة، بوصفها حجر الزاوية في السلام والاستقرار في المنطقةquot;.
وستكون طوكيو المحطة الأولى في جولة بايدن الآسيوية التي تمتد لستة أيام، يتوجه بايدن إلى الصين لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ينتقل بعدها إلى كوريا الجنوبية. كما سيزور الجمعة المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وكان مسؤول أميركي كبير أوضح أن اضطلاع نائب الرئيس بايدن الطويل الأمد في الشؤون الخارجية خلال أكثر من 40 عامًا بصفته عضواً في مجلس الشيوخ ونائباً للرئيس أتاح له إقامة quot;علاقة استثنائية وثيقة وحميمة مع قادة الدول الثلاثquot;.
وأضاف المسؤول أن quot;بايدن كان قد عقد اجتماعات مباشرة مع القادة الثلاثة، ويشكل ذلك رصيدًا قيمًا يجلبه بايدن معه في هذه الزيارات الى الدول الآسيوية الثلاثquot;.
حوار عالٍ
ورأى أحد المسؤولين أنه بفضل بناء تلك العلاقات سوف يتمكن بايدن الآن من المشاركة في quot;حوار رفيع المستوى وعالي النوعية وقيّم خاصة بين هذه البلدان الثلاثة.quot; وأضاف، أن بايدن سوف يركز اهتمامه على إجراء مشاورات هادئة ومباشرة quot;في وقت مهم جدًاquot;.
وشدّد المسؤولون على الاهتمام الرفيع المستوى الذي تركز عليه حكومة الرئيس أوباما في ما يخص منطقة آسيا في العام 2013، وأشاروا إلى الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين على المستوى الوزاري إلى المنطقة.
وفي هذا السياق، قام مؤخرًا وزير الخارجية جون كيري بعدة رحلات إلى المنطقة، كما أنه سيعود إليها في الأشهر المقبلة. وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق من شهر تشرين الثاني/نوفمبر بأن الرئيس أوباما أعاد تحديد موعد رحلته إلى المنطقة التي ألغيت في شهر تشرين الأول/أكتوبر بسبب إغلاق الحكومة الأميركية.
سلة من القضايا
وأعلن المسؤول الأميركي خلال مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة quot;منخرطة بنشاط في طيف كامل من القضاياquot;. وتمثل الشراكة عبر المحيط الهادئ المحور المركزي في البرنامج المكرس لتعزيز النمو المشترك من خلال التجارة والاستثمار والابتكار.
ورأى المسؤولون أنه في ما يتخطى هذا الهدف الواسع، فمن المرجح أن يتطرق نائب الرئيس بايدن إلى بعض quot;القضايا الملحة والفوريةquot; خلال اجتماعاته المنفصلة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس كوريا الجنوبية بارك جيون-هاي.
وتشمل جعبة القضايا إزالة خطر الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وتخفيض التوتر ورفع مستوى الدبلوماسية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وتقوية العلاقة الاقتصادية مع الصين وتعزيز التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا.
وأشار المسؤول إلى أن هناك احتمالاً ببروز بعض quot;الحسابات الخاطئة وعدم الثقةquot; بين حكومات المنطقة، لذا فإن هذا الوقت مهم خاصة بالنسبة للولايات المتحدة للدعوة إلى اعتماد الدبلوماسية والحوار وضبط النفس والتواصل.
منطقة الدفاع الجوي الصينية
بيد أنه من المحتمل أن يهيمن الخلاف بشأن منطقة الدفاع الجوي المعلنة على أيام هذه الزيارة. وتعارض الولايات المتحدة واليابان هذه المنطقة التي تُعرف في الصين بـquot;منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجويquot;.
ولعل أحدث توتر تزامن مع إعلان وزارة الدفاع الصينية يوم الأربعاء الماضي انها رصدت قاذفتي قنابل أميركيتين حلقتا فوق الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي في تحدٍ لمنطقة دفاع جوي أعلنتها بكين مؤخراً.
وتعارض الولايات المتحدة واليابان هذه المنطقة التي تُعرف بـquot;منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجويquot;. وتتهم واشنطن وطوكيو بكين بمحاولة تغيير الوضع الراهن وإثارة توترات إقليمية.
وتتداخل هذه المنطقة، التي أعلنت عنها الصين السبت، مع منطقة مماثلة حددتها اليابان. وقالت الولايات المتحدة إن الطائرتين كانتا في مهمة تدريب اعتيادية، ولكنها لم تبلغ الصين بذلك مسبقاً.
وتقول الصين إن أي طائرات تمر بهذه المنطقة يجب أن تلتزم بقواعدها، بما في ذلك تحديد هويتها أو مواجهة quot;إجراءات دفاع طارئةquot;.
لكن بيان وزارة الدفاع بعد تحليق الطائرتين الأميركيتين لم يشر إلى أية إجراءات.
وجاء في البيان: quot;ستقوم الصين بتحديد هوية أي حركة لطائرات في منطقة بحر الصين الشرقي لتمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي.quot;، وأضاف: quot;الصين لديها القدرة على إدارة هذه المنطقة والسيطرة عليها.quot;
وقد وجهت الولايات المتحدة واليابان انتقادات حادة لتأسيس الصين منطقة الدفاع الجوي الجديدة التي تشمل جزرًا تدعي اليابان السيادة عليها وتسيطر عليها، كما تشمل منطقة صخرية مغمورة تطالب بها كوريا الجنوبية.
اجراءات طوارىء
وتقول الصين إن الطائرات التي تحلق في منطقة الدفاع الجوي تلك يجب أن تتبع قواعد معينة من أمثال quot;تقديم خطط طيرانها فيها أو أنها ستواجه إجراءات طوارئ دفاعيةquot;.
وتحدت الطائرات العسكرية الأميركية واليابانية والكورية الشمالية هذه القوانين الصينية، كما وافقت شركات الطيران التجارية اليابانية على طلب الحكومة اليابانية بعدم الامتثال لها.
وقد اندفعت طائرات مقاتلة صينية الجمعة لمراقبة طيران الطائرات الأميركية واليابانية في المنطقة.
وإلى ذلك، كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قال الأحد إنه يتوقع مناقشة منطقة الدفاع الجوي الصينية الجديدة مع نائب الرئيس الأميركي.
وأوضح آبي quot;ستكون لنا محادثات معمقة بشأنها (منطقة الدفاع الجوي)، وستعالج اليابان والولايات المتحدة المسألة عبر تنسيق قريب بينهماquot;.
وشددت اليابان على أنها quot;ستتعامل بحزم، ولكن بهدوء مع محاولة بكين تغيير الوضع القائمquot; في المنطقة.
توتر صيني ياباني
وكانت درجة التوتر تصاعدت بين الصين واليابان لأشهر بسبب خلاف إقليمي على جزر في بحر الصين الشرقي.
وتسيطر اليابان على الجزر التي تطلق عليها اسم سينكاكو بينما تسميها الصين دياويو، كما تطالب تايوان أيضًا بهذه الجزر التي تقع في منطقة استراتيجية في جنوب اليابان وشمال تايوان.
وكانت الولايات المتحدة وصفت الخطوة الصينية بأنها مقلقة للاستقرار في المنطقة. وقال البيت الأبيض في بيان أصدره إن بايدن quot;سيناقش مجمل العلاقات الثنائية والأقليمية فضلاً عن قضايا عالميةquot;.
وأضاف البيان أن الرحلة quot;ستؤكد حضورنا الثابت كقوة في المحيط الهادئ، وتعزز مصالحنا الاقتصادية والتجارية، وتؤشر التزامنا بإعادة موازنة السياسة الخارجية الأميركية نحو آسيا والمحيط الهادئquot;.