كشفت دراسة جديدة أجراها مركز بيو للأبحاث أن الغالبية العظمى من الأميركيين لا يشعرون بالرضى عن أداء بلادهم ودورها على الساحة العالمية.


بيروت: للمرة الأولى منذ 40 عامًا، تعتبر الغالبية العظمى من الأميركيين أن الولايات المتحدة تلعب دورًا أقل أهمية ونفوذًا في العالم مما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن. ووجدت دراسة أجراها معهد بيو أن 70٪ من الأميركيين رأوا أن بلادهم تحظى باحترام أقل مما كانت عليه في الماضي، وهي نسبة شبيهة بالنتيجة التي سجلت في عهد الرئيس جورج دبليو بوش (71%).

وأظهرت الأرقام أن أكثر من نصف الأميركيين (52 ٪)، وللمرة الأولى منذ 50 عامًا، قالوا إن على الولايات المتحدة الاهتمام بشؤونها الخاصة، في حين عبّر 56٪ عن رفضهم سياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية.

ورأى ثلاثة وخمسون بالمئة من الجمهور أن الولايات المتحدة تلعب دورًا أقل أهمية وأقل قوة كدولة رائدة في العالم، مقارنة بما كانت عليه منذ عقد من الزمن. ويشار إلى أن المرة الأخيرة التي سجّل فيها الجمهور هذه النتيجة كانت في العام 1974.

فك الارتباط الدولي

في استطلاع جرى الثلاثاء، قال 17٪ فقط من الأميركيين أن الولايات المتحدة تلعب دورًا أكثر أهمية أو قوة في الشؤون العالمية مقارنة مع العشر سنوات الماضية. وكان معظم الجمهوريين أكثر عرضة لاعتبار أن الولايات المتحدة صارت أقل تأثيرًا (74% منهم)، إلى جانب نحو 55% من المستقلين الذين عبروا عن الرأي ذاته، ارتفاعًا من 23٪ في العام 2004.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أن الشارع الأميركي لا يدعم سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ويفضّل أن تكون أقل نشاطًا في الشؤون العالمية. وقال نحو 51٪ ممن شملهم الاستطلاع إن الولايات المتحدة تفعل أكثر من اللازم لحل مشاكل العالم. وقال 53% من الجمهوريين و46٪ من الديمقراطيين و55 ٪ من المستقلين أن على الولايات المتحدة أن تهتم بشؤونها الخاصة فقط.

واعتبر 39٪ من المستطلعين أن الولايات المتحدة يجب أن تكون أقل انخراطًا في السعي لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني. لكن الدراسة لم توح بأن نظرة انعزالية تترسخ بين الأميركيين، إذ أظهرت الأرقام ازدياد دعم الولايات المتحدة لمزيد من المشاركة في الاقتصاد العالمي. وقال نحو 77 ٪ من المستطلعين انهم يدعمون جهود نمو التجارة والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبلدان أخرى.

الصين أو أميركا؟

ومع ذلك، كان هناك اعتقاد خاطئ لدى كثيرين في أن الصين هي أكبر قوة اقتصادية في العالم (48٪)، في حين أن 31٪ فقط أجابوا بشكل صحيح بأن الولايات المتحدة هي أكبر قوة على الساحة الاقتصادية.

وأشارت الأرقام إلى أن 34% فقط يؤيدون سياسة الرئيس باراك أوباما، إذ سجل الجمهور بأغلبية ساحقة خوفه من السياسة الأميركية تجاه سوريا وإيران والصين وأفغانستان. لكن قضايا مكافحة الإرهاب سجلت دعمًا أكبر وصل إلى 51% من المؤيدين لسياسة أوباما في هذا الإطار.

وفي حين أن الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة لا تزال تعتبر تهديدًا رئيسا بالنسبة للمشاركين في الاستطلاع، إلا أن 70% من المستطلعين عبّروا عن مخاوفهم من الهجمات الالكترونية من بلدان أخرى باعتبارها تهديدًا كبيرًا، ما يضعها على قدم المساواة مع المخاوف بشأن البرامج النووية لكل من ايران وكوريا الشمالية.