تونس: اصبحت المحامية والناشطة بسمة الخلفاوي، أرملة المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص في السادس من الشهر الحالي، رمزا للمعارضة العلمانية في تونس وبعبع الاسلاميين، بعدما تناقلت وسائل اعلام عالمية صورتها وهي ترسم بيدها شارة النصر ساعات قليلة بعد اغتيال زوجها.
وفي السادس من شباط/فبراير الحالي اكتشف التونسيون وجه هذه السيدة الاربعينية المكلومة التي غزا الشيب شعرها، وهي تدعو وثيابها لا تزال ملطخة بدم زوجها الى الرد على الاغتيال quot;بالفكر وليس بالعنفquot;.
وجعلت هذه الصور، وخصوصا صورتها وهي تسير في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس راسمة بيدها شارة النصر، من هذه المحامية المتكتمة التي لم تكن معروفة والام لبنتين (4 و8 سنوات)، ايقونة.
وفي يوم تشييع جنازة زوجها بحضور عشرات الالاف من التونسيين، قالت بسمة الخلفاوي بتاثر quot;كم انت جميلة يا تونسquot; قبل ان تردد مع الجموع النشيد الوطني التونسي.
وتشارك الخلفاوي غدا السبت في جندوبة (شمال غرب) التي يتحدر منها زوجها، في موكب ترحم على روح شكري بلعيد (48 عاما) الامين العام لحزب quot;الوطنيين الديمقراطيين الموحدquot; اليساري المعارض المناهض للاسلاميين الذي اغتيل بالرصاص امام منزله بالعاصمة التونسية.
وتبدو بسمة الخلفاوي مصممة على مواصلة مسيرة زوجها الراحل وتقول quot;انا استمد شجاعتي من شكري وساواصل كفاحهquot; متهمة بلا تردد حزب النهضة الاسلامي الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس منذ 14 شهرا، بالمسؤولية عن اغتيال زوجها.
والاثنين، شاركت الخلفاوي مع مئات في تظاهرة امام مقر المجلس الوطني التاسيسي بالعاصمة للمطالبة بالاستقالة الفورية للحكومة.
وتريد بسمة الخلفاوي ايضا ان تصبح رمزا للنضال ضد العنف. وفي هذا السياق زارت السبت الماضي ارملة عنصر امن قتل في اعمال عنف اندلعت بالعاصمة يوم اغتيال بلعيد.
وقالت المحامية راضية النصراوي، الناشطة التونسية البارزة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان عن بسمة الخلفاوي، quot;انها امراة قوية شجاعة ومثابرةquot;.
واضافت النصراوي التي تعرف هذه السيدة منذ سنوات في تصريح لفرانس برس quot;انها تمثل المراة التونسيةquot;.
وسنة 1995 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، انضمت بسمة الخلفاوي الى منظمة quot;النساء الديمقراطياتquot; غير الحكومية.
نشات بسمة الخلفاوي المحامية المتخصصة في حقوق الانسان، في حي شعبي بالعاصمة التونسية وهي من المدافعات بشراسة عن العلمانية والمساواة بين الجنسين.
ويبدو ان الخلفاوي التي انتزعت اعجاب واحترام كثير من التونسيين، تثير انزعاج اسلاميين هاجموها على صفحات فايسبوك.
ونشرت احدى الصفحات الاسلامية صورة الخلفاوي وشطبت وجهها بعلامة حمراء مع عبارة quot;لا ياخذك الغرور بالشهرة المصطنعة، فانت لا تمثلين المراة التونسية، سئمناك وفدينا (مللنا) من وجهك، ارحليquot;.
وقالت الخلفاوي لفرانس برس انها طلبت من وزارة الداخلية حمايتها وطفلتيها الا انها لم تتلق جوابا حتى الان.
ويأمل البعض أن تتولى الخلفاوي الامانة العامة لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد خلفا لزوجها في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في ازمة سياسية عميقة.
لكن شقيقها كريم الخلفاوي قال لفرانس برس quot; في الوقت الحالي بسمة متعبة جدا وهي تحت اشراف طبي وتحتاج الى الراحةquot;.
التعليقات