فيما أعلنت الأمم المتحدة تمديد مهمة الأخضر الإبراهيمي في سوريا حتى نهاية العام الحالي، اختلف أعضاء الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارضة حول فكرة الحل السياسي للأزمة، حيث أكد البعض أنه لا بديل عن الحل العسكري.


القاهرة: من المقرر أن تستمر اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الجمعة. وتتناول اجتماعات المعارضة السورية مبادرة الحوار التي اطلقها رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في مطلع كانون الثاني (يناير) مبديًا استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام من اجل انهاء الازمة.

وأدت فكرة الحل السياسي للأزمة السورية في اجتماع الأمس إلى نشوب خلافات بين أعضاء الهيئة، حيث رأى البعض أنه لا بديل عن الحل العسكري. وقال ممثل الائتلاف السوري لدى دول مجلس التعاون الخليجي أديب أفششكني إنه سيجري خلال ساعات تصويت بين الأعضاء على مبدأ القبول بالحل السياسي أم لا.

وأوضح أفششكني أن عددًا غير قليل من أعضاء الائتلاف رفضوا التصويت على النقاط الثماني التي أقرتها الهيئة السياسية للائتلاف في اجتماع الخميس الماضي بالقاهرة كـquot;محددات لأي مبادرة سياسية لحل الأزمةquot; ورأوا أنه quot;لا بديل عن الحل العسكريquot;. وأشار إلى أن عددًا غير قليل من أعضاء الائتلاف رأوا خلال اجتماع الأمس أن الحديث عن المبادرات السياسية لحل الأزمة مضيعة للوقت.

ووافق أعضاء الائتلاف السوري المعارض الخميس على إجراء مفاوضات مع الحكومة تفضي إلى إنهاء الأزمة، لكنهم أصروا على تنحي الرئيس بشار الأسد من منصبه، وعدم إشراكه في أي صفقة. ويتزامن اجتماع المعارضة وموافقتها على المفاوضات المشروطة مع توجه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس، أقوى حلفاء النظام في دمشق.

وتنص الوثيقة، التي عرضها الائتلاف السوري للنقاش، على أن بشار الأسد لن يكون طرفًا في أي اتفاق، ولابد أن يحاكم، إلا أن الوثيقة لا تشير صراحة إلى شرط تنحيه عن السلطة.

هذا ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قام بزيارة الى بيروت الخميس النظام السوري الى التجاوب مع دعوة معاذ الخطيب. وأعلن هيغ خلال تفقده مركزاً للتوزيع تابعًا لبرنامج الاغذية العالمي في محلة برج حمود شمال بيروت تخصيص مساعدة قدرها 17 مليون دولار للاجئين السوريين في لبنان، ما يرفع قيمة المساعدات البريطانية لهؤلاء الى 30 مليون دولار.

100 مليون دولارlrm; من قطر للمعارضة السورية

من جانب آخر، قال نزار الحراكي سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لدى قطر، إن ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قدَّم مساعدة مالية للائتلاف بلغت 100 مليون دولار.

وأوضح الحراكي لوكالة الأناضول للأنباء على هامش مشاركته في اجتماعات القاهرة يوم الخميس أن المساعدة التي قدمها ولي عهد قطر للائتلاف ستستفيد منها وحدة تنسيق الدعم الإنساني بالائتلاف.وبحسب الحراكي quot;من المقرر أن يفتتح الائتلاف خلال أيام أول سفارة رسمية له في دول العالم، وستكون في دولة قطر، والتي قررت في وقت سابق تسليم مقر السفارة السورية لديها للائتلافquot;.

وأعلنت قطر الخميس الماضي موافقتها على تعيين نزار الحراكي سفيرًا لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، والذي يعد أول سفير للائتلاف في دول العالم. يشار إلى أن فرنسا اعتمدت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي منذر ماخوس بدرجة سفير للائتلاف لديها.

الهيئة العامة للائتلاف السوري تشترط موافقتها على أي مبادرة سياسية

وطالبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض بإضافة عبارة إلى الوثيقة الخاصة برؤية الائتلاف للحل السياسي للأزمة السورية، تشترط موافقة الهيئة على أي مبادرة جديدة للحل.

وقال مصدر بالائتلاف للأناضول إن سبب وضع هذا الشرط هو أن عددًا كبيرًا من أعضاء الهيئة اعترضوا على قيام رئيس الائتلاف، معاذ الخطيب، بطرح مبادرة للحل دون الرجوع إلى الهيئة التي تعد صاحبة قرار الموافقة أو الرفض لأي حل، وفق ما تنص عليه الوثيقة التأسيسية للائتلاف.

وكانت مبادرة الخطيب تنص على التفاوض مع نظام بشار الأسد، عبر وسطاء منه لم تلطخ أيديهم بالدماء، لرحيل الأسد وعدم محاكمته وإنهاء العنف؛ تمهيدًا لبدء المرحلة الانتقالية.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الجدل حول الرجوع للهيئة العامة بخصوص أي حل سياسي أخذ جانبًا كبيرًا من مناقشات اجتماعات الهيئة أمس والتي تستمر حتى مساء اليوم الجمعة.

ومن المتوقع أن يجري اليوم التصويت على الوثيقة بعد إضافة هذا التعديل.

وتشمل الوثيقة 8 محددات للحل السياسي مع نظام بشار الأسد، وهي: حقن دماء السوريين، واعتبار رئيس النظام بشار الأسد وقادته الأمنيين والعسكريين خارج إطار أي حوار، واعتبار أعضاء حزب البعث الحاكم ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء من المعنيين بمستقبل سوريا وأي حل سياسي، حث مجلس الأمن الدولي على تبني أي مبادرة تستند للمحددات الثمانية، ومطالبة روسيا وإيران بتغيير موقفهما بشأن بقاء الأسد.

تمديد مهمة الإبراهيمي

إلى ذلك، صرّح مارتن نسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن تمديد مهمة المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لستة أشهر أخرى غير صحيحة.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة أن مهمة الإبراهيمي، مُدت حتى نهاية العام الحالي، لافتًا إلى أن مهمة عمل كل من ناصر القدوة مساعد الإبراهيمي، ومختار لاماني مدير مكتبه في دمشق، تم تمديدها أيضًا.

وفي سياق آخر، ندد نسيركي بالانفجار الكبير الذي هز العاصمة السورية دمشق اليوم، ووصفه quot;بالمفزعquot;، مجددًا رغبتهم في ضرورة إنهاء المذابح والمجازر التي تحدث في سوريا، وأن تلجأ جميع الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ما يزيد على 23 شهرًا.