حذر مدير الاستخبارات الأميركية من احتمال استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية ضد شعبه لضمان بقائه في الحكم. وتناول تقرير سنوي في الكونغرس المخاطر التي تعتبرها الولايات المتحدة أمنية في كل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية.


واشنطن: اعتبر مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية الثلاثاء أن النظام السوري قد يستخدم الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك ضد شعبه، اذا لم تكفه الاسلحة التقليدية لضمان بقائه في الحكم. وأوضح جيمس كلابر في تقرير سنوي في الكونغرس حول التهديدات الأمنية ان quot;لدى سوريا برنامجا شديد الفعالية للحرب الكيميائية ويمتلك مخزونًا كبيرًا من غاز الخردل والسارين وغاز الاعصابquot;.

وأضاف أن سوريا تمتلك ايضًا quot;مخزونًا كبيرًا من الاسلحة بما فيها الصواريخ والقنابل الجوية، وبالتأكيد قذائف مدفعية يمكن استخدامها لنشر هذه المنتجات الكيميائيةquot;. وأوضح أن هذا البرنامج quot;كبير ومعقد وموزع جغرافيا مع مواقع تخزين واعداد وتصنيعquot;.

وشدد كلابر على القول إن هذا البرنامج quot;قادر على التسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا، والنظام الذي يشتد الخناق عليه ويكتشف أن تصعيد العنف مع أسلحة تقليدية لم يعد يكفي، يمكن أن يكون مستعدًا لاستخدام هذه الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوريquot;.

وهناك من جهة أخرى، خشية من أن تستولي مجموعات أو افراد في سوريا على هذه الاسلحة الكيميائية التي تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها مراقبتها مراقبة شديدة.

إيران

وأكد رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الاميركية أن النظام الإيراني لن يستطيع انتاج اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة نووية من دون أن يتم كشفه. وقال إنه حتى لو أحرزت طهران تقدمًا على صعيد برنامجها النووي فاننا quot;نرى انها لن تستطيع ان تحول بشكل آمن المواد وتنتج اليورانيوم للاستخدام العسكري من دون كشف أمر أنشطتهاquot;.

وتخضع انشطة التخصيب الإيرانية لمراقبة وثيقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية واجهزة استخبارات الولايات المتحدة ودول اخرى. ويشير تقرير المخابرات الاميركية الى تقدم في تخصيب اليورانيوم الإيراني.

وجاء في التقرير ان quot;إيران حققت تقدما العام الماضي ومن ثم اصبحت في وضع افضل لانتاج اليورانيوم المناسب لصنع السلاح النووي، اذا ما ارادت ذلك، من خلال محطاتها ومخزونهاquot;. الا ان التقرير كشف، مثل تقرير العام السابق، ان نظام محمود احمدي نجاد لم يقرر بعد انتاج مثل هذا السلاح وان سياسته مازالت تقوم على نهج يزن فوائد ومساوئ التصعيد في النزاع النووي.

وخلص جيمس كلابر quot;لا نعرف ما اذا كان الامر سينتهي بان تقرر إيران صنع اسلحة نوويةquot;. واعتبر ان لدى الولايات المتحدة وحلفاءها وسائل الضغط للحيلولة دون اتخاذ هذا القرار نظرا لان القادة الإيرانيين، الحريصين قبل كل شيء على الاحتفاظ بموقعهم في السلطة، يزنون مخاطر خيارهم.

وبالتالي فان القادة الإيرانيين لا يسعون ايضا الى الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة كما اكد كلابر.

النظام الكوري الشمالي

وحول كوريا الشمالية توقع كلابر ألا يستخدم النظام السلاح الذري الا اذا اعتبر ان بقاءه مهدد. وقال في التقرير السنوي للكونغرس حول التهديدات على الأمن القومي quot;نعتبر بدرجة من الثقة ان الشمال لن يسعى الى استخدام الاسلحة النووية ضد القوات الاميركية او الحليفة الا للحفاظ على نظام كيم جونغ اونquot;.

وتابع التقرير ان quot;الاستخبارات حددت منذ زمن انه من وجهة نظر بيونغ يانغ فإن قدراتها النووية تهدف الى الردع والحصول على سمعة دولية واللجوء الى دبلوماسية القوةquot;. لكن الولايات المتحدة لا تزال تجد صعوبة في فهم حسابات نظام كوريا الشمالية بشأن ترسانتها النووية. واضاف التقرير quot;نجهل ما يمكن ان تكون عليه العقيدة النووية لبيونغ يانغ ولا باي شروط ستستخدم هذا السلاحquot;.

والثلاثاء ذكرت الصحف الرسمية الكورية الشمالية ان الزعيم كيم جونغ وان حدد جزيرة كورية جنوبية صغيرة قريبة من الحدود البحرية بين الشمال والجنوب كأول هدف في حال نشوب نزاع في حين يبقى التوتر على أشده في شبه الجزيرة الكورية.

وحاولت واشنطن زيادة الضغوط الاثنين على بيونغ يانغ مع عقوبات اقتصادية جديدة في حين بلغ التوتر ذروته في شبه الجزيرة الكورية على خلفية المناورات العسكرية في الجنوب.

وتأتي هذه المناورات بعد ايام من التوتر الشديد لان بيونغ يانغ هددت الاسبوع الماضي بالانسحاب من اتفاقية الهدنة التي وضعت حدا للحرب الكورية في 1953 ملوحة بquot;حرب نوويةquot; ومحذرة الولايات المتحدة من انها تعرض نفسها quot;لضربة نووية وقائيةquot;.

القاعدة عاجزة

وأعلن أن قوة القاعدة تراجعت كثيرا في السنوات الاخيرة وباتت على الارجح عاجزة عن شنّ هجمات quot;واسعة النطاقquot; على اهداف غربية. وأكد كلابر أن تنظيم القاعدة تكبّد خسائر جسيمة اثر مقتل عدد من كبار قادته اعتبارا من 2008، من بينهم زعيمه اسامة بن لادن في عملية كوماندوس اميركية في شمال باكستان. وأكد أن هذه الخسائر اضعفت القاعدة quot;الى درجة ان المجموعة باتت عاجزة على الارجح عن شن هجمات معقدة وواسعة النطاق ضد الغربquot;.

وصرح كلابر أن المخاطر تتزايد باحتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات الكترونية يمكن ان تضرب بنى تحتية في البلاد. وقال quot;هناك خطر متزايد على البنى التحتية الاساسية للولايات المتحدةquot;، مشددا على ان هذا النوع من الهجمات حتى البدائية منها يمكن ان تخترق شبكات المعلوماتية التي لا تحظى بحماية كافية وبينها الشبكات التي تدير التغذية بالتيار الكهربائي.

واوضح ان هذا الخطر رغم انه فعلي ويهدد بشكل خاص شبكات التوزيع الكهربائية الاقليمية، لا يبدو انه وشيك. واضاف المسؤول الاميركي quot;نعتبر ان هناك احتمالا ضعيفا بان تتعرض البنى التحتية الاساسية في الولايات المتحدة خلال السنتين المقبلتين لهجمات إلكترونية يمكن ان تؤدي الى انقطاعات على مستوى واسع، كان تنقطع الكهرباء في منطقة معينةquot;.