أثار الاعتداءان اللذان حصلا أمس في بيروت على رجال دين، وحلق لحية أحدهم، ردود فعل سياسية واستنكارات في مختلف المناطق اللبنانية، استوجبت استنفارًا أمنياً كبيراً.


بيروت: أمضت مدينة بيروت ليلة quot;متوترةquot; على الصعيدين الأمني والسياسي، حيث تمكن الجيش من توقيف خمسة من المعتدين على عدد من المشايخ في كل من منطقة الخندق الغميق والشياح، وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان لها أنه quot;على أثر الإعتداء الذي تعرض له عدد من المشايخ في منطقتي الخندق الغميق والشياح، قامت دورية من الجيش بدهم منازل المعتدين، حيث تمكنت من توقيف خمسة منهم.
وقد بوشر التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص، وتستمر قوى الجيش في ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهمquot;.

وفي تفاصيل الاعتداءات، هاجم عدد من الشبان، الشيخين في دار الفتوى مازن حريري واحمد فخران في منطقة الخندق الغميق اثناء مغادرتهما مسجد محمد الامين في بيروت، وقد نقل الشيخان الى مستشفى المقاصد للمعالجة.
ووصف مصدر طبي بالمستشفى حالة العالم الأول المصاب quot;مازن الحريريquot; بـquot;الخطرةquot;، فيما اعتبر أن حالة زميله quot;أحمد فخرانquot; تعد quot;شبه حرجةquot;.

وفي منطقة الشياح في ضواحي بيروت الجنوبية، تعرض شيخان للهجوم من قبل شابين، ونقلا على اثره الى مستشفى شتورا في البقاع، وقد عرف منهما الشيخ عمر امامة وهو من مواليد العام1988 ، وقد تعرض للضرب على الرأس والاذن، من بلدة مجدل عنجر.

وفي تصريح لوكالة الأناضول للأنباء قال مدير عام الأوقاف الإسلامية اللبنانية، هشام خليفة إن quot;هذا الاعتداء الآثم يوضع في خانة التعدي على القيم والرموز الدينيةquot;، محملاً quot;القادة السياسيين والأمنيينquot; مسؤولية الاعتداء ومنع وقوع مثله مستقبلاً تجاه العلماء ورجال الدين.
وفور شيوع الخبر ، تجمع عدد من أنصار الجماعة الاسلامية قرب مستشفى المقاصد احتجاجًا على الاعتداء.

توافد إلى المستشفى

وفي وقت لاحق، وصل الشيخ أحمد الأسير امام مسجد بلال بن رباح إلى مستشفى المقاصد للاطلاع على ما حصل، ودعا إلى التهدئة وفتح الطرقات للسماح للقوى الأمنية بالقيام بعملها.
كما زار وزير الداخلية مروان شربل مستشفى المقاصد، حيث عقد اجتماعًا مع مشايخ من دار الافتاء على رأسهم الشيخ امين الكردي، امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية. واكد شربل بعد الاجتماع أن الجميع يستنكر ما حصل مع المشايخ ، مشددًا على أن الرئيس نبيه بري قال له أن quot;يقطع رأس من فعل هذا الامرquot;، وقال :quot; المساعي وجهود المشايخ أتت بثمارها والوضع هادئ على الارض وعلى القضاء فرض اقصى العقوباتquot;.
كذلك وصل عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب نهاد المشنوق إلى مستشفى المقاصد تضامنًا مع الشيخين اللذين تم الإعتداء عليهما، وطمأن المتجمهرين أن quot;القضاء سيأخذ مجراهquot;.
واجتمع المشايخ احمد الاسير، امين الكردي ويوسف ادريس في مستشفى المقاصد ودعوا الى التجمع امام مسجد الامام علي في الطريق الجديدة، في حين وصلت مسيرة للجماعة الاسلامية آتية من الطريق الجديدة.
كما عقد اجتماع طارئ للهيئات والقوى الاسلامية في طرابلس في مكتب الشيخ سالم الرافعي.

... أمنياً

واحتجاجاً على الحادثين، قام عدد من الشبان بقطع طرقات متعددة في بيروت، في منطقة كورنيش المزرعة والطريق الجديدة وقصقص ، كما قطعت الجماعة الاسلامية في صيدا المدخل الرئيسي للمدينة عند جسر الاولي، وفي وقت لاحق اعيد فتح الطرقات. وكذلك قطعت طريق الناعمة بالإطارات المشتعلة إحتجاجاً.
وأفادت قناة الـمؤسسة اللبنانية للارسال quot;LBCquot; عن quot;نقل شاب إلى مستشفى المقاصد مصابًا بطلق ناري في أعقاب حادثة الإعتداء على الشيخين في الخندق الخميقquot;، لافتة إلى أنه quot;لا معلومات عن إرتباط الحادثتين، وقد يكون الطلق الناري قد خرج عن طريق الخطأ، وقد يكون ناجمًا عن الحادثةquot;.

ردود فعل

علق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على تطورات هذه الليلة، بالقول عبر quot;تويترquot;: quot;حمى الله لبنان من هذه الفتن، وسيحاسب المعتدون على المشايخ إلى أي طرف كانواquot;.
استنكرت حركة أمل وحزب الله في بيان مشترك حادث الإعتداء الذي تعرض له الشيخان مازن الحريري وأحمد فخران، واعتبرا هذا الإعتداء محاولة لإثارة الفتنة.
ودعا الفريقان الجهات الأمنية والقضائية المختصة الى ملاحقة الفاعلين وتوقيفهم ومحاسبتهم الى أي جهة انتموا .