يطلق حلفاء مقربون من الولايات المتحدة الأميركية شائعات حول استخدام دمشقأسلحة كيميائية، للضغط على الرئيس اوباما الذي يؤكد أن استخدامها يقلب ميزان المعادلة في النزاع السوري.



واشنطن : تزيد الشائعات حول استخدام دمشق أسلحة كيميائية، والصادرة عن حلفاء مقربين للولايات المتحدة، الضغط على الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اكد أن اللجوء الى مثل هذه الاسلحة سيؤدي الى تغيير معادلة النزاع السوري.
وتؤكد الادارة الاميركية علنًا وفي المجالس الخاصة بأنها quot;لم تصل الى استنتاجquot; بأن مثل هذه الاسلحة غير المشروعة بموجب المعاهدات الدولية، والتي يعترف نظام الرئيس السوري بشار الاسد بامتلاك مخزونات كبرى منها، قد استخدمت ميدانيًا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني الثلاثاء: quot;من المهم أن نبذل ما في وسعنا للرصد والتحقيق والتأكد من صدقية أي تصريح بالنظر الى التداعيات الهائلة على السوريين، وبالنظر الى التصريحات الواضحة للرئيس (اوباما) لجهة أن استخدام الاسلحة الكيميائية سيكون مرفوضًاquot;.
وكان الرئيس اوباما اكد خلال زيارته اسرائيل في 20 اذار (مارس) أن اللجوء الى مثل هذه الاسلحة سيشكل quot;خطأ فادحًا ومأساويًاquot; للاسد وأن مثل هذا التطور quot;سيغيّر المعادلةquot;. وتحدث ايضًا عن quot;خطوط حمراءquot; يجب الا تجتازها دمشق.
لكن رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال ايتاي برون اتهم الثلاثاء النظام السوري بـquot;استخدام اسلحة كيميائيةquot; في حربه مع المقاتلين المعارضين.
وقال: quot;على حد علمنا استنادًا الى خبرتنا، فإن النظام استخدم اسلحة كيميائية مميتة ضد المتمردين في عدد من الحوادث في الاشهر الاخيرةquot;، وذلك بعد تقييم مماثل قدمته باريس ولندن الى الامم المتحدة الشهر الماضي.
وقال مسؤول كبير في ادارة اوباما لوكالة فرانس برس إن quot;البريطانيين والفرنسيين قدموا رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في 21 اذار (مارس) للفت الانتباه الى الاتهامات الاخيرة باستخدام اسلحة كيميائية في سوريا آتية من عدة مصادرquot;.
لكنه اضاف رافضًا الكشف عن اسمه أن quot;استخدام اسلحة كيميائية في بيئة مثل سوريا من الصعب جدًا تأكيده. ونظرًا للتحديات، فإن تقديرات غير مؤكدة من جانب حكومات اجنبية لا يمكن أن تشكل قاعدة لتحرك اميركيquot;.
وتابع quot;يجب أن نكون متأكدين جدًا من الوقائع قبل التفكير برد فعلquot;.
ويقول غريغوري كوبلنتز المتخصص في شؤون الاسلحة غير التقليدية في مجلس العلاقات الخارجية، معهد الابحاث في واشنطن، إنه quot;في افضل الاحوال يجب الحصول على مصدرين أو اكثر مستقلين أو تحاليل تعطي مثل هذا النوع من التأكيدquot;.
لكن هذا الامر لا ينطبق على سوريا حيث الوصول الى حقيقة الوضع الميداني صعب ولا يمكن الوثوق كثيرًا بشبكة ايصال المعلومات. ولفت هذا الخبير الى أنه quot;من غير المفاجىء أن تتوصل دول مختلفة الى تقييم مختلف لأن الادلة من دون شك ليست قوية جدًا أو نهائيةquot;.
من جهته، قال ارام نرغيزيان المتخصص في شؤون الشرق الاوسط لدى مجموعة quot;سي اس اي اسquot;quot; بالتأكيد يجبأن يقدم الفرنسيون والبريطانيون اكثر من مجرد تقديرات غير جديرة بالثقة لبدء تصعيد الموقف بقوة هنا في واشنطنquot;.
وقال لوكالة فرانس برس: quot;هل هذا يعني أنه لن يحصل ضغط (على ادارة اوباما) للتحرك؟ كلا، ستكون هناك بالتأكيد ضغوطات في الولايات المتحدة والخليج وسوريا واوروباquot;.
ولفت نرغيزيان ايضًا الى ان اوباما كان حذراً جدًا في صياغة تحذيره الى دمشق. وقال إن quot;تصريحه عن +الخطوط الحمراء+ كان غامضًا. الالتباس يمكن أن يكون ورقة رابحة لكن قد يفسر ايضًا على أنه ضعف اذا اعتبر بمثابة متنفس لوضع صعب بالنسبة للادارةquot;، التي quot;سيكون عليها مقاومة الضغوط للقيام برد فعل غير محسوبquot;.