الرباط: قال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية مساء السبت أمام شبيبة حزبه العدالة والتنمية quot;سنتحمل المسؤولية كاملة ولن نتراجع عن محاربة المفسدينquot;، في وقت تتعرض فيه الحكومة لانتقادات من مختلف التيارات على طريقة التدبير واقتسام السلطة مع الملك.

وامتلأت قاعة ابن ياسين الرياضية في العاصمة الرباط بالمشاركين في المؤتمر الخامس لشبيبة حزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي الحالي، حيث قدر المنظمون عدد الحاضرين بquot;أكثر من عشرة آلاف، فيهم ممثلون عن تجمعات شبابية وطنية وعربية وشخصيات حزبية وسياسية بعضها من المعارضة البرلمانيةquot;.

وقال عبد الإله ابن كيران في كلمة أمام الحاضرين quot;في كل مرة يظهر سلاح من أسلحة التشويش على هذه الحكومة وعلى نيتها في الاصلاح تخدم أجندة بعض الجهات التي تشوش على الحكومةquot;، دون ان يذكر هذه الجهات بالاسم.
واضاف quot;نحن اخترنا تحمل المسؤولية والالتفاف حول الملك، ولن نتراجع عما عاهدنا عليه المغاربة ولن نسمح للمتحكمين في مستقبل المغرب بالأمس ان يعودوا للتحكم من جديد فمجال تحركهم يضيق يوما وهم يقاومون للعودةquot;.
وسبق لجماعة العدل والإحسان الإسلامية quot;المحظورةquot; ان انتقدت قبول الحكومة الحالية quot;لعب دور الكومبارسquot; واصفة مسؤوليها بquot;موظفي الواجهةquot; مقابل quot;استمرار الملك ومحيطه في امتلاك جميع السلطquot;.
وأثار قرار الحكومة خفض ميزانية الاستثمار العمومي بأكثر من الثلث انتقادات من جانب المعارضة ووسائل الإعلام، رغم التوضيحات التي قدمها وزيرا المالية والميزانية حول كون quot;القرار لا يؤثر على الاقتصاد بقدر ما يضبط التوازنات الماكرو-اقتصاديةquot;.
ووصف رئيس الحكومة مسؤولي وسائل الإعلام العمومية بquot;تماسيح الاعلامquot; الذين يحاولون حسب وصفه ان quot;يفقدوا ثقة الشعب المغربي في الاقتصاد الوطنيquot;.
وانتقد ابن كيران وزير المالية السابق الذي اصبح حزبه في المعارضة، بقوله quot;كان المغرب يملك في 2007 فائضا في الميزانية، وعندما تحملنا المسؤولية وجدنا عجزا مهولا، ودينا على الدولة يقدر ب600 مليار درهم (54 مليار يورو)، فكيف يتجرؤون ويحملونا وزر ما ارتكبوهquot;.
ووصف مشروع أرضية مؤتمر شباب العدالة والتنمية الإسلامي فترة ما بين 2007 و2011 بquot;الانقلاب الهادئ على الديمقراطية (...) أفضى الى فبركة حزب الدولة السلطوي الجديدquot;، في إشارة الى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض الذي أسسه فؤاد علي الهمة، صديق دراسة الملك ومستشاره الحالي، قبل ان ينسحب منه مع الحراك الشعبي في المغرب.
من جانبه انتقد مصطفى بابا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية المنتهية ولايته بشدة quot;جيوب مقاومة ولوبيات لا يخدم مشروع الحكومة الإصلاحي مصالحهاquot;، داعيا شباب الحزب الى quot;الالتفاف حول الحكومة وعدم ترك الفرصة لمفسدي الأمس للعودةquot;.
ورفع شباب الحزب مع وصول ابن كيران شعار quot;الشعب يريد إسقاط موازينquot;، وهو أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، يشرف عليه الكاتب الخاص للملك، وينظم سنويا بميزانية كبيرة وحضور أهم الفنانين العالميين في العاصمة الرباط.
كما رفع شباب العدالة والتنمية شعار quot;الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبدادquot; الذي حملته حركة 20 فبراير الاحتجاجية منذ انطلاقتها بداية 2011 مع هبوب رياح الربيع العربي، وأدت الى تبني دستور جديد وفوز الإسلاميين لأول مرة في تاريخ المغرب بالانتخابات البرلمانية.